تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالا يقول صاحبه: “ما الحكمة من ذكر 25 نبيا فقط فى القرآن الكريم ولم يذكر بقية الأنبياء أو قصصهم؟”.
وأجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن السؤال قائلا: القرآن ليس كتاب تاريخ، لكي يحكي تاريخ الأنبياء والأمم والصالحين على مدار التاريخ الإنساني كله، إنما هو كتاب نور وهداية وإرشاد إلى الخير، ودلالة على الحق.
وأضاف الباحث الشرعي ، أن القرآن اكتفى بذكر الأمثلة التى يتعلم منها بنو البشر، لذلك قال تعالى “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”، فالقرآن لا يفترى أحاديث، إنما هو الكريم إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا".
وأوضح أبو اليزيد سلامة، أن القرآن الكريم ليس ملزما بذكر كل الأنبياء والتاريخ الإنساني، لأنه ليس كتاب تاريخ إنما كتاب نور وهداية للناس جميعا، ولو أنه ذكر كل الأنبياء لكان الأمر أصعب من ذلك بكثر قال تعالى “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ”.
وتابع الباحث الشرعي: فأراد ربنا سبحانه وتهالى أن يحفظ الكتاب على أمة النبي، فلا يكون هذا الكتاب كبيرا جدا بصورة لا يتحمل فيها الإنسان أن يحفظه، لذلك اكتفى بذكر بعض المواطن.
وأوضح أبو اليزيد سلامة أن ما سبق فهو من الحكم المستنبطة لكن المعنى والحكمة الحقيقية يعلمها الله.
الحكمة من ذكر الله الآخرة والحساب بصيغة الماضي في القرآن
قال الشيخ محمد أبو بكر أحد علماء الأزهر الشريف أن “الحكمة من ذكر الله الآخرة والحساب بصيغة الماضى في القرآن ”مثل قوله تعالي (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ) [الشعراء: 90-94] أن اللله سبحانه وتعالى ليس عنده زمن فالله تعالى يعلم ما يحدث في المستقبل ، كما أن الجنة أعدت والنار أعدت مسبقا.
وأشار خلال لقائه ببرنامج «إني قريب » عبر قناة النهار أن كل هذه الأمور عند الله أنتهت ومضت وستحدث لا محالة ،لكن بالنسبة للإنسان لم تحدث بعد.
وأضاف أن العلماء قالوا أن تحدث الله في كتابه العزيز عن هذه الأمور في الماضي لكي تشعر الإنسان بالجلال والهيبة والكمال ،لكي تريك قدرة الله سبحانه وتعالى على ما أعده للظالمين أو للطائعين .