الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طأطأ لهما عنقه.. تعرف ماذا كان يفعل الرسول مع الحسن والحسين

صدى البلد

قالت دار الإفتاء المصرية، فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ الحسين والحسن ويقول: «اللهم إني أحبهما فأحبهما»" رواه البخاري.

مولد الحسين رضي الله تعالى عنه

وأضاف علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك ، أن أبو عبد الله الحسين رضي الله تعالى عنه ولد في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة، ومات شهيدًا واحد وستين من الهجرة عن سبع وخمسين سنة، وهو أحد الطرفين اللَّذين أراد الله لهما لنسل رسول الله وأهل بيته إلى يوم الدين ، رسول الله لم يبق له ذكر فمات القاسم ومات الطيب ومات عبد الله ، ومات إبراهيم صغارًا {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ونسل رسول الله كان السيدة زينب لها أمامة وماتت من غير سلسلة أو عقب كما يقولون، والسيدة أم كلثوم وقبلها السيدة رقية مع عثمان بن عفان ولم ينجبا، والسيدة فاطمة عليها السلام -كما يقول الإمام البخاري كلما ذكرها فاطمة عليها السلام- هكذا يحترم أهل السنة أهل البيت .. هكذا يوقرونهم وينزلونهم المنزلة الأجل، لأن بعض الناس الآن في عصرنا يشككون في هذا، وماذا علينا إذا شكك الناس في ظهور الشمس!.

 

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ * وينكر الفم طعم الماء من سقم

 

حب النبي للحسن والحسين

وأشار علي جمعة ، إلى أن النبي كان يحب الحسن والحسين وقال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي» أخرجه الترمذي من أهل السنة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول على الحسن والحسين: «حسين مني وأنا من حسين .. أحب الله من أحب حسينًا .. حسين سبط من الأسباط» لأنه ابن بنته وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما» وكان يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» الإمام الحسين والإمام الحسن تناسل منهما أهل البيت بمعجزة تبين أن النبي مؤيد من ربه.

 

وذكر علي جمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ربه {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الذي عَيَّرَ النبي ﷺ بأنه لا ولد له ذكر يحمل اسمه هو الأبتر ولا نعرف من هو، وإذا ذهبت إلى التفاسير تجد نحو تسعة أقوال، أما سيدنا محمد ﷺ فأهل البيت في العالم أكثر من ثلاثين مليون إنسان، من أي نسل جاءوا؟! من الحسن والحسين، الحسن أنجب زيدًا الأبلج والحسنَ المثنى الحسن بن الحسن، والحسين أنجب علي زين العابدين، ومن الثلاثة جاء النسل الشريف لا من قبل زينب ولا من قبل السيدة رقية ولا من قبل السيدة أم كلثوم عليهن السلام بل من قبل السيدة فاطمة عليها السلام وحدها، حفظ الحسين لنا في كل الكتب نحو مائة وتسع وعشرين حديثًا، لكن الإمام أحمد عندما أخرج له أخرج له سبعة أحاديث فقط لا غير.

 

مقتل الحسين رضي الله تعالى عنه

قتله في كربلاء سنان بن أسد -سنان بن أنس النخعي- وأجهز عليه حولي بن يزيد الأصبحي من حمير حيث حز رأسه وقيل شمر بن ذي الجوشن وأتى بها عبيد الله بن زياد لعنة الله عليهم أجمعين، قتل يومئذ ومعه سبعة وعشرون رجلًا من ولد السيدة فاطمة عليها السلام لم ينج من القتل سوى علي زين العابدين كرامةً للنبي صلى الله عليه وسلم أن يظل نسله الشريف موجودًا فيملأ العالم ويعلي من ذكره، كان علي زين العابدين قد اشتد به المرض، فالحمد لله الذي أيد نبيه.



فضله رضي الله عنه


وقد جاء في فضله وفضل أخيه الحسين أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضنى.

ورآه رسول الله صلى اله عليه وسلم مرة يضع تمرة من تمر الصدقة في فمه، فنزعها وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وفيه وفي بقية أهله نزلت الآية الكريمة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33 ].

ومن فضائل الحسن في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما‏‏.

وروى أنه قال عن الحسن‏:‏ ‏‏إِن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين‏.

وروي أنه مر بالحسن والحسين وهما يلعبان فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال‏:‏ ‏‏نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما.
 


نشأته رضي الله عنه



مات رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن غلام دون الثامنة، ثم توفيت والدته السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة شهور من وفاة الرسول عليه السلام، فكان لهذين الحدثين أثر كبير في تكوين شخصيته، إذ كان بعد ذلك أكثر التصاقًا بوالده .

وقد شهد الحسن رضي الله عنه خلافة أبي بكر وعمر وعثمان قبل خلافة أبيه وأدرك كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدب بآدابهم وشهد عددًا من الأحداث الكبيرة أولها الفتنة التي ثارت على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان على بابه يدافع عنه حتى تخضب وجهه بالدماء، وشهد مبايعة والده الإمام علي بالخلافة، وما تبعها من الأحداث مثل موقعة الجمل وموقعة صفين، وكان الحسن غير راض عنها.

صفاته رضي الله عنه


كان الحسن رضي الله عنه تقيًا ورعًا وشجاعًا صبورًا، أدى به ورعه وفضله إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، وكان رضي الله عنه يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه إلى سرته.

وكان عاقلا حكيما، محبا للخير فصيحا، من أحسن الناس منطقا وبديهة.

كما كان جوادًا ممدحًا، قاسم الله ماله ثلاث مرات، أي تصدق بنصف ماله، وخرج من ماله كله مرتين، وكان يكثر زيارة بيت الله العتيق، ويروى أنه حج خمسًا وعشرين حجة ماشيًا وإن الأبل لتقاد معه، وكان يقول إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.

له ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وأخيه الحسين رضي الله عنهما، وروى عنه خلق كثير، وقد علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعاء القنوات: (اللهم اهدني فيمن هديت… إلى آخر الدعاء).

وفاته رضي الله عنه


عاش الحسن بقية حياته في المدينة المنورة التي ولد فيها وأحبها، وتوفي رحمه الله سنة 49هـ وفي رواية سنة 50هـ، وله من العمر 47 سنة ويقال 53 سنة ويروى أنه مات مسمومًا، ذكر السيوطي والأصفهاني أن الحسن توفي بالمدينة مسموما، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ولما كان الحسن يحتضر جهد أخوه الحسين أن يخبره بمن سقاه السم فلم يخبره وقال: الله أشد نقمة إن كان الذي أظن، وإلا فلا يقتل بي بريء.

وكان قد أوصى أن يدفن مع جده عليه السلام في حجرة السيدة عائشة، وإن خيف أن يكون قتال. فليدفن في مقبرة البقيع، وهكذا كان فدفن في بقيع الغرقد بجوار أمه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وصلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة آنئذ، وشهد جنازته جمع غفير من المسلمين رحمه الله ورضي الله عنه.