مؤلفة نساء صغيرات.. لويزا ماي ألكوت من خادمة إلى أديبة عالمية| نوستالجيا

في مثل هذا اليوم، ولدت الكاتبة الأمريكية لويزا ماي ألكوت Louisa May Alcott، التي اشتهرت بروايتها "نساء صغيرات" في عام 1868، وسلسلة "رجال صغار" عام 1871، و"أولاد جو" عام 1886,

ولدت لويزا في 29 نوفمبر 1832 في جيرمانتاون، والتي هي الآن جزءا من فلادليفيا بولاية بنسلفينيا في عيد ميلاد والدها الثالث والثلاثين، وهي الثانية بين شقيقاتها الأربع.

نشأت لويزا ماي ألكوت في نيو إنجلاند، حيث ينتمى والداها أبيجال ماي وأموس برنسون ألكوت لطائفة تؤمن بالفلسفة "المتعالية"، كما أنها نشأت بين مفكرين مشهورين في هذا الوقت، مثل رالف والدو إيمرسون، وناثانيال هوثورن وهنري ديفيد ثورو وادزورث لونجفيلو.

ونشأت الفلسفة المتعالية في نهاية عشرينييات وثلاثينيات القرن الثامن عشر في الولايات المتحدة، وتؤمن بأن الخير متأصل في البشر والطبيعة.

أسماء مستعارة 

عانت عائلة ألكوت من صعوبات مالية، وبينما كانت تعمل للمساعدة في إعالة الأسرة منذ سن مبكرة، سعت أيضًا إلى نشر كتاباتها. بدأت أعمالها في تلقي نجاح حاسم لكتابتها في ستينيات القرن التاسع عشر. في وقت مبكر من حياتها المهنية، استخدمت أحيانا أسماء مستعارة مثل إيه. إم. بارنارد حيث كانت تكتب قصصص قصيرة وروايات مصيرة للكبار تركز على العواطف والانتقام.

اضطرابات نفسية 

انتقلت العائلة إلى بوسطن في عام 1834،  حيث أسس والد ألكوت مدرسة تجريبية وانضم إلى نادي المؤمنين بالفلسفة المتعالية مع رالف والدو إيمرسون وهنري ديفيد ثورو. كان تعليمها تحت إشراف والدها، حيث أسس مدرسة "تمبل" في بوسطن، وبعد ذلك أشرف على تعليمها في المنزل.  أدركت ألكوت في وقت مبكر أن والدها كان غير عملي للغاية بحيث لا يستطيع إعالة زوجته وبناته الأربع ؛ بعد فشل Fruitlands،  أو المجتمع المثالي الذي أسسه، حيث عاني والدها من اصطرابات نفسية وبدأ اهتمام لويزا ألكوت مدى الحياة برفاهية عائلتها.

درست لفترة وجيزة، وعملت كخادمة، وبدأت أخيرًا في الكتابة. وعندما بدأت أعمالها الأولى التي كانت عنيفة ومثيرة للغرائز، عادت في أعمالها اللاحقة لتصور المرأة على أنها قوية ومعتمدة على ذاتها ومبدعة.

تطوعت للعمل كممرضة بعد بدء الحرب الأهلية الأمريكية، لكنها أصيبت بالتيفود من ظروف المستشفى غير الصحية وتم إرسالها إلى المنزل.

نساء صغيرات 

ظهرت قصص لويزا الأولى في صحيفة "ذا أتلانتك مانثلي"، التي أصبحت أتلانتك فيما بعد، لكن بسبب  الضغوط المالية، كتبت لويزا سيرتها الذاتية "نساء صغيرات".

نشرت لويزا رواية "نساء صغيرات" عام 1968، وتدور عن عائلتها التي كانت تقطن في كونكور بولاية ماساتشوستس، ويستند بشكل فضفاض إلى تجارب طفولة ألكوت مع شقيقاتها الثلاث، أبيجيل ماي ألكوت نيريكير وإليزابيث سيوال ألكوت وآنا ألكوت برات. حظيت الرواية باسنحسان في ذلك الوققت، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم بين الأطفال والبالغين، وعرضت عدة مرات على شاشات السينما والتليفزيون وعلى المسرح.

خلقت نساء صغيرات صورة واقعية عن الحياة العائلية حيث حظيت على اهتمام الشباب في ذلك الوقت.

شعبية كبيرة 

ظلت كتب ألكوت للقراء الأصغر سنا تحظى بشعبية كبيرة، وأثارت إعادة نشر بعض أعمالها الأقل شهرة في أواخر القرن العشرين اهتماما نقديا متجددا بأدبها للبالغين. وتدور روايتها "شياطين صغيرة معاصرة أو Modern Mephistopheles، والتي نشرتها باسم مستعار عام 1977، وأعيد نشرها عام 1987، رواية قوطية عن شاعر فاشل يعقد صفقة فاوستية مع الشيطان.  أما رواية "عمل: قصة خبرة"  Work: A Story of Experience  الصادرة عام 1873، وتدور عن نضالات ألكوت نفسها، فتدور حول فتاة فقيرة تحاول إعالة نفسها من خلال سلسلة من الوظائف الوضيعة.

كانت ألكوت مناضلة لإلغاء الرق ومدافعة عن حقوق النساء، ولم تتزوج طوال حياتها. كانت طوال حياتها نشطة في حركات الإصلاح مثل الاعتدال وحق المرأة في التصويت. ماتت من سكتة دماغية، بعد يومين من والدها، في بوسطن في 6 مارس 1888.

وأعيد إنتاج فيلم نساء صغيرات أو Little Women حوالي 8 مرات كان آخرها في 2019، من  بطولة ساويرس رونان وإيما واتسون إخراج جريتا جيروج وكتابة جيرفيج وسارة بولي.