الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضل سجدة الشكر وكيفيتها وشروطها.. 3 أمور عظيمة تتحقق بها

فضل سجدة الشكر وكيفيتها
فضل سجدة الشكر وكيفيتها وشروطها

فضل سجدة الشكر.. فضل سجدة الشكر من الأمور التي يبحث عنها كل مسلم ومسلمة، فما بين حكمها، وكيفيتها، هل تسن عقب كل نعمة؟، وهل يشترط لها الوضوء؟، وما يقال أثناء ذلك؟ هذا ما سنجيب عنه في التقرير التالي:

فضل سجدة الشكر

يقول الله تبارك وتعالى :"وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"، فنعم الله تبارك وتعالى على خلقه لا تعد ولا تحصى، ومنها نعمة البصر والسمع والشم وغيرها مما أودعه في جسده، ومنها ما هو خارج عنه فقد سخر له ما لم يعط ملك من الملائكة المقربين، على طاعتهم، إلا أنه ومع تلك النعم جاء الترغيب في الشكر كي يزيد الله تعالى من فضله ونعمه على الشاكرين يقول تبارك وتعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".

وتحت عنوان مشروعية الشكر عقب كل نعمة أجاب الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء في إجابته على سؤال: هل تسن سجدة الشكر على كل نعمة؟، أنه يجوز الشكر على كل نعمة، مضيفاً حتى إن الشكر يستوجب الشكر، فحين يوفقني إلى أن يشكره هو ذاته نعمة تحتاج مني الشكر. 

ولفت وسام إلى أن هناك أفعال تعادل الشكر كالصدقة، الإحسان إلى الناس.

فضل سجدة الشكر.. والشكر بضم الشين مصدر شكر، وهو مقابلة النعمة بكفائها بالقلب، أو باللسان أو بالعمل، والشكر لله أي حمِده، وذكر نعمته والثناء عليه، بينما سجود الشكر فهو الذي يؤدى عند حصول خير شكراً لله تعالى، وهو سجدة واحدة كسجود الصلاة.

وقد اختلف الفقهاء في حكم سجود الشكر ما بين السنة والاستحباب وعدم المشروعية على أقوال، فقد ذهب علماء الحنفية إلى أن سجدة الشكر سنة، بينما يراها الإمام أبو حنيفة غير مشروعة، وقد احتج بسنيتها بما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم كـ "أبي بكر، عمر، وعلي".

أما المالكية فقد ذهبوا في مشهور مذهبهم إلى كراهة سجود الشكر، قال الإمام ابن الحاجب رحمه الله تعالى: "ويكره سجود الشكر على المشهور"، فيما ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن سجود الشكر مستحب.

فضل سجدة الشكر.. دل على سجود الشكر من السنة المطهرة ما رواه  أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إنِّي سَأَلتُ رَبِّي وَشَفَعتُ لأُمَّتِي، فَأَعطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي فَخَرَرتُ سَاجِدًا شُكرًا لِرَبِّي، ثُمَّ رَفَعتُ رَأسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي فَأَعطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي فَخَرَرتُ سَاجِدًا لِرَبِّي شُكرًا، ثُمَّ رَفَعتُ رَأسِي، فَسَأَلتُ رَبِّي لأُمَّتِي فَأَعطَانِي الثُّلُثَ الآخِرَ فَخَرَرتُ سَاجِدًا لِرَبِّي".

وعن أبِي بكرة، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ"، وعن عَبد الرَّحمنِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ عن أَبِيهِ، قَالَ: "لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَرَّ سَاجِدًا".

فضل سجدة الشكر.. أوضحت دار الإفتاء أن سجدة الشكر سنة، وذهبوا إلى أنها يُشترط لها ما يُشترط في الصلاة من الطهارة وستر العورة ونحوهما؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم: "لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ"؛ فيدخل في عمومه السجود، ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كالصلاة المعتادة، وبالقياس على سجود السهو؛ فإنه يُشترط له ذلك.

ونقلت قول الإمام البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 446، ط. دار الكتب العلمية): [وهي -أي سجدة التلاوة وسجدة شكر- صلاة؛ (فيُعتبر لهما ما يُعتبر لصلاة نافلة من الطهارة وغيرها)؛ كاجتناب النجاسة واستقبال القبلة وستر العورة والنية؛ لأنه سجود لله تعالى يُقصد به التقرب إليه، له تحريم وتحليل، فكان صلاة كسجود الصلاة والسهو]. وروي عن الإمام الشعبي ما ينبئ عن أنه لا تُشترط فيها الطهارة ولا استقبال القبلة، فقد ورد ذلك عنه في سجود التلاوة؛ قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (1/ 444، ط. مكتبة القاهرة): [وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء: يسجد حيث كان وجهه].

فضل سجدة الشكر.. وقد أورد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في بيان حكم سجدة الشكر بعد كل صلاة، أن أكثر العلماء ذهبوا إلى استحباب سجود الشكر عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمةٍ، فيُسن سجود الشكر عند تجدد النعم كمن بُشِّر بهداية أحد، أو إسلامه، أو بنصر المسلمين، أو بُشِّر بمولود ونحو ذلك.

وأضاف «جمعة» خلال فيديو مسجل له عبر صفحته الرسمية، أنه يجوز للمسلم أن يسجد سجدة للشكر بعد انتهاء الصلاة، وقد فعل ذلك بعض الصالحين، منوهًا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك، ورغم هذا فإنها ليست بدعة.

وأشار إلى أن علي بن الحسين زين العابدين مَا ذَكَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا سَجَدَ، وَلَا قَرَأَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا سُجُودٌ إِلَّا سَجَدَ، وَلَا دَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ سُوءً يَخْشَاهُ أَوْ كَيْدَ كَائِدٍ إِلَّا سَجَدَ، وَلا فَرَغَ مِنْ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ إِلَّا سَجَدَ، وَلَا وُفِّقَ لِإِصْلَاحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا سَجَدَ، وَكَانَ أَثَرُ السُّجُودِ فِي جَمِيعِ مَوَاضِعِ سُجُودِهِ، فَسُمِّيَ‏ السَّجَّادَ لِذَلِكَ.

دعاء سجدة الشكر

ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال:"عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا سجد قال: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ"، وبذلك دعاء سجود الشكر لا يختلف عن الدعاء في أي سجود أخر.

كما أوصى الرسول، معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن يداوم على شكر الله تعالى، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا مُعاذُ إنِّي واللَّهِ لأحبُّكَ فلا تدَعنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقولَ: اللَّهمَّ أعنِّي علَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ"، فالشكر من العبادات التي على كل مسلم أنّ يداوم عليها طوال الوقت.