وسط قلق ورعب في جميع أرجاء العالم، يواصل المتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" انتشاره، ويرتفع عدد الدول التي تعلن رصد إصابات به يوما بعد يوم، حتى بالرغم من تشديد الإجراءات التي أعلنتها الكثير من البلدان فور الكشف عن الفيروس، فيما نددت دول القارة الأفريقية الجنوبية بما وصفته «عنصرية» الإجراءات ضد الأفارقة.
وأثار اكتشاف متحور أوميكرون، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي بأنه «مقلق»، مخاوف على مستوى العالم من أن يكون مقاوما للقاحات وأن يطيل أمد جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ نحو عامين.
وفرضت دول قيودا على السفر وحظرا على المسافرين من دول جنوب القارة الأفريقية، بينما لجأت دول أخرى إلى إغلاق حدودها تماما بوجه جميع الزوار الأجانب وفرض القيود، ويأتي ذلك على الرغم من دعوة منظمة الصحة العالمية الدول إلى إبقاء الحدود مفتوحة من الدول الإفريقية حتى مع تفشي متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا في أنحاء العالم.
وكانت إسرائيل أول من أغلقت أبوابها تماما للتصدي لسلالة أوميكرون. فقد اعلنت سلطات الاحتلال منع دخول الرعايا الأجانب اعتبارا من مساء الأحد على أمل إبطاء انتشار المتحورة الجديدة لفيروس كورونا "أوميكرون" التي تأكدت إصابة واحدة بها في البلاد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن الحظر سيستمر 14 يوما، بانتظار موافقة الحكومة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وقال بينيت إنه سيكون لزاما على الإسرائيليين الذين يدخلون البلاد، بما في ذلك من تم تطعيمهم، البقاء في الحجر الصحي. وسيبدأ سريان الحظر في منتصف الليل بين الأحد والاثنين.
وأعلنت المغرب بعد إسرائيل حظر دخول جميع الأجانب إلى البلاد ووقف جيمع الرحلات الجوية لمدة اسبوعين.
أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية أنها قررت تعليق الرحلات من وإلى المغرب (في كلا الاتجاهين) ابتداء من 29 نوفمبر على الساعة 23.59 إلى غاية 13 ديسمبر 2021 وذلك خلافا لقرار السلطات المغربية القاضي بتعليق الرحلات المباشرة في اتجاه المملكة.
وأوضحت الشركة المغربية أنها “تلتزم بمرافقة زبائنها خلال هذه الفترة من خلال السماح بتغيير واسترداد التذاكر من وإلى المغرب وفقًا للخيارات التالية لأي تذكرة بتاريخ سفر من 30 نوفمبر 2021 إلى 13 ديسمبر 2021”.
وعلى نفس المنوال، أغلقت اليابان حدودها أمام جميع الزوار الأجانب في مواجهة انتشار المتحورة أوميكرون وفق ما أعلنت الحكومة اليابانية الاثنين، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على تخفيف البلاد بعض القيود للسماح بدخول رجال الأعمال والطلاب والمتدربين الأجانب.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا للصحافيين "سنحظر دخول الأجانب من كل أنحاء العالم اعتباراً من 30 نوفمبر".
كما علّقت أستراليا الاثنين خططها لإعادة فتح حدودها الدولية أمام العمال والطلاب، مشيرة إلى المخاوف المرتبطة بظهور المتحورة أوميكرون.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن الحدود لن تفتح كما كان مقررا في الأول من ديسمبر، مشيرا إلى أن التأجيل "قرار ضروري وموقت".
واستنكرت الدول الأفريقية التي استهدفتها قرارات التعليق وإغلاق الحدود الإجراءات «المبالغ» بها. وأعربت بريتوريا عن استيائها بعد ان أصبح مواطنوها فجأة أشخاصا غير مرغوب فيهم في العالم.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن تعليق الرحلات "يشبه معاقبة جنوب أفريقيا على التسلسل الجيني المتقدم والقدرة على اكتشاف المتحورات الجديدة بشكل أسرع". وأفاد البيان "تم اكتشاف متحورات جديدة في بلدان أخرى. كل هذه الحالات لم يكن لها صلات بجنوب القارة الأفريقية" ومع ذلك فإن "رد الفعل العالمي تجاه تلك البلدان يختلف اختلافا صارخا عن الحالات في جنوب القارة الأفريقية".