الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسط مخاوف إسرائيل .. فيينا تستضيف مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني اليوم.. طهران تبدي جديتها بشرط.. وشكوك حول نواياها للتوصل إلى صفقة سريعة

علم إيران
علم إيران

تعود إيران، إلى محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا بعد 6 أشهر من توقفها، إذ تستضيف العاصمة النمساوية اليوم الاثنين، هذه المباحثات بمشاركة كبار الدبلوماسيين للدول الأعضاء في مجموعة "4+1" ومندوب الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف عدد من الدول الأوروبية وإسرائيل.

ووصل مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، علي باقري كني، الذي يرأس وفد بلاده في فيينا، إلى النمسا على رأس وفد من الخبراء الإيرانيين في مختلف المجالات القانونية والبنكية والطاقوية.

وأجرى كني، أمس الأحد، مشاورات مكثفة ثنائية ومتعددة الأطراف على أعتاب انعقاد الجولة الجديدة من مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.

واشترط إلغاء كل أشكال الحظر المتعلق بالاتفاق النووي ومن ضمنها المفروضة في إطار الضغوط القصوى، وذلك لنجاح المفاوضات، قائلا إن الهدف الأول لطهران من المباحثات هو إلغاء جميع العقوبات المفروضة على بلاده.

وأضاف: "يجب أن يكون الإلغاء الكامل والقابل للتحقق للعقوبات ضد إيران"، موضحًا أن الهدف الثاني من مشاركة بلاده في المباحثات هو تسهيل انتفاع طهران بالعلوم النووية ضمن حقوق الشعب الإيراني.

فيما أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، عن جدية طهران في التوصل إلى لنتائج خلال محادثات فيينا، المقرر انعقادها اليوم.

ووفقا لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أن الوفد الإيراني وصل الى فيينا بعزم وإرادة جادة للتوصل الى اتفاق ويفكر بمفاوضات تفضي الى نتيجة.

وقال زادة إن الولايات المتحدة لن تشارك في محادثات فيينا قبل رفع العقوبات، مشيرا إلى أن طهران لن تجري محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكي خلال المحادثات النووية في العاصمة النمساوية.

وأضاف: "سنبحث خيارات عدة إذا كانت واشنطن غير جادة في رفع العقوبات"، موضحًا "لو جاءت أمريكا إلى فيينا من أجل رفع الحظر بصورة حقيقية فبإمكانها الحصول على بطاقة العودة لغرفة الاتفاق النووي".

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن مدة المفاوضات النووية غير معروفة "ولا نريدها أن تصل لطريق مسدود"، مشددًا على أن المحادثات النووية قد تسير في طريق صحيح لرفع العقوبات إذا كانت الأطراف الأخرى جدية.

موقف أمريكا ودول الغرب

لم تغير الولايات المتحدة موقفها من مسألة إحياء الاتفاق النووي، حيث أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي ذلك، بينما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن تصرفات إيران في الفترة الأخيرة لم تكن باعثة على التفاؤل، ملوحًا باستخدام القوة العسكرية في حال أقدمت على محاولة تطوير سلاح نووي.

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إنه من المرجح أن تمارس الولايات المتحدة وشركاؤها ضغوطا على إيران إذا استغلت المباحثات كذريعة لتسريع برنامجها النووي

وذكر مالي في تصريحات لـ"بي بي سي"، أن واشنطن ترجح الضغط على إيران إذا استخدمت المحادثات لتسريع برنامجها النووي، مضيفًا: "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال الوقت لتعزيز قوتها فلن ينجح ذلك".

ولفت: "سنبذل نحن وشركاؤنا كل جهد لضمان عدم استغلال إيران للمحادثات".

من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" عن الدبلوماسيين الغربيين أنهم سيُقبلون على محادثات الاثنين مفترضين أنهم يستأنفون المحادثات من حيث توقفت في يونيو الماضي، محذرين من أنه إذا استمرت إيران في مغالاتها وأخفقت في إعادة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فسيتعين عليهم إجراء مراجعة سريعة لخياراتهم.

أما إسرائيل فأعربت عن قلقها حيال استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات الأمريكية عن إيران في إطار استعادة الاتفاق النووي الإيراني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس الأحد، في اجتماع حكومي: "المحادثات النووية التي تجرى بين إيران والدول العظمى ستستأنف خلال الأيام المقبلة في فيينا"، مشيرا إلى أن "إسرائيل قلقة جدا من الاستعداد لرفع العقوبات عن إيران وللسماح بضخ المليارات من الدولارات إليها مقابل فرض قيود غير كافية في الملف النووي".

وأضاف بينيت، "ننقل هذه الرسالة بشتى الوسائل إلى الطرف الأمريكي، وإلى الدول الأخرى التي تفاوض إيران"، موضحا أن "وزير الخارجية يائير لابيد سيمرر هذه الرسالة في اللقاءات التي سيعقدها في لندن وباريس هذا الأسبوع".

فشل المحادثات

وكانت وكالة "بلومبرج" الأمريكية ذكرت في تقرير لها أن على الرئيس الأمريكي جو بايدن الاستعداد لفشل المحادثات، حيث إن التنفيذ الأكثر صرامة لأي اتفاق جديد سيكون أمرًا جوهريًا، وهذا ما على الولايات المتحدة توضيحه لشركائها المفاوضين الأوروبيين، والروس، والصينيين.

ورأى التقرير أنه بالإضافة إلى وضع أجهزة الطرد المركزي خارج إطار الاستخدام وبشكل موثوق، يجب أن تخضع إيران لمراقبة مشددة على أي نشاطات تسلح محتملة. بيد أن إيران أحبطت جهودًا سابقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فوعدت فقط بمساعدة كافية لتتفادى إدانة رسمية، لكنها تركت في الوقت نفسه، أسئلة كبرى دون إجابة.

وشددت "بلومبرج" على ضرورة طلب واشنطن وشركائها تعاون إيران الكامل مع المحققين الأمميين قبل رفع العقوبات. ويجب عليهم الإصرار أيضًا على تنفيذ الحظر الوارد في المادة "ت" من الاتفاق النووي والتي تنص على منع النشاطات النووية العسكرية، والتي قد تتطلب عمليات تفتيش عند الطلب للمنشآت النووية المعلنة أو المشبوهة.

واعتبرت الشبكة الأمريكية أن على الولايات المتحدة احتواء التهديد الإيراني بأي وسائل أخرى إذا انهارت المفاوضات، وسيكون عليها إغلاق الثغرات في لائحة العقوبات الحالية، والتطلع إلى فرض المزيد منها. ويجب أن تتحدث بوضوح أكثر عن الخطوط الأمريكية الحمراء، وعن المخاطر التي ستواجهها إيران إذا انتهكتها.

مع ذلك، أشارت "بلومبرج" إلى أن احتمال التوصل إلى حل ديبلوماسي لا يجب أن يكون مستبعدًا تمامًا. وبالإمكان تقديم مساعدات إنسانية بما في ذلك مكافحة وباء كورونا، أو تخفيف محدود للعقوبات خارج إطار الاتفاق النووي، إذا اتخذت إيران خطوات ملموسة للحد من التخصيب، وللتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.