الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء الشال يكتب: ميتا .. أهلا بك في العالم الافتراضي

صدى البلد

بعد أن أعلن الفيس بوك عن تغيير الواقع الافتراضي إلى عالم ميتا، يمكن القول بأن الإنسان سيعيش في الواقع الافتراضي منعزلا تماما عن الواقع ليسبح في غياهب العالم الافتراضي. و تقوم الفكرة الأساسية لميتافيرس على تحرير الثقافات ومزجها ببعضها عن طريق تفاعل سهل وسريع بين سكان القارات المختلفة، ما يعني سهولة أكبر لاطلاع المستخدمين العاديين على بيانات أكبر للمستخدمين الآخرين، فالأمر لن يقف عند حد الاطلاع على البيانات الشخصية والصور فقط، بل ستكون تفاصيل الحياة في العالم الافتراضي، والتي تحاكي الواقع، متاحة للجميع.

ومن مخاطر عالم ميتا الافتراضي، مراقبة الزائرين مع استهدافهم بالإعلانات وإمكانية سرقة  بياناتهم من المحتالين والمتاجرين بالبشر وعصابات الإنترنت بارتكاب جرائم مع الإفلات من العقاب، سلبية أخرى يشير إليها الخبراء، و لا يمكن تخيل حملات للإساءة عبر الإنترنت لكن هذه المرة عبر وابل من الكلمات البذيئة وتكون الاساءة مباشرة واضحة مقننة عبر التقنية الجديدة، أضف لما سبق أنه ستزيد فرص وجود نشر الإباحية أكثر وأكثر، وسيتم نشر أفكار إلحادية لا حصر لها لاسيما مع وجود تلك التقنيات التكنولوجية التي قد تؤدي لذبذبة أفكار الشباب وكذا جرائم كراهية الإسلام، كذلك الانعزالية و زيادة الكبت والتوتر نتيجة التعلق غير الطبيعي بتلك التقنيات.

والسؤال: كيف يمكن المواجهة في تجديد الخطاب الديني؟
لابد من الآن عقد ورشات عمل موسعة داخل المؤسسات الدينية للتركيز على القضايا السابقة وكيفية مواجهة تلك القضايا ، لاسيما أن الخطاب النصي النقلي داخل المؤسسات الدينية يحتاج لإعمال العقل في مواجهة الإلحاد الذي لن يعترف بالخطاب النصي كثيرا.

أضف لذلك أن اللغات الحية لاسيما وعلى رأسها الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية سيكون لها قصب السبق في هذا المجال، لذا يتحتم علينا تعلم تلك اللغات في الدعوة إلى الله.
كذا سنواجه عقبات في الفتوى حول كثير من القضايا المتعلقة بعالم الغيب وما وراءه من القضايا
وستبرز افكار حول الموت للروح والجسد أم للجسد فقط، وكيفية التقاء الأموات بالأحياء والإيمان بملك الموت وعمله ونعيم البرزخ وعذابه وعمل الأموات وأين هم، لاسيما أن عالم الميتافيرس يستغل العاطفة لدي كثير من الناس تجاه من فقدوهم من الأحباب والإيعاز بأن الإنسان يستطيع أن يكلم من فقده من الاحباب في هذا العالم الافتراضي.

كل ما سبق يتطلب حتما تطورا لازما من المؤسسات تجاه الخطاب الديني. حيث ان شريحة الشباب ستكون مستهدفة بشكل أكبر ولن تنفع معهم كثيرا جلسات النصح والخطب والدروس التي تلقى على مسامع الناس حيث سيعيشون مع واقع اكثر عزلة يعيشون فيه أحداثا دينية بأنفسهم.

كيف يمكن للمؤسسات الدينية ان تتابع التطورات المتلاحقة لعالم ميتافيرس؟
يلزم تطوير كوادر شبابية دعوية مثقفة وذات إلمام واسع بعالم التكنولوجيا واللغات لتكون الطليعة الدعوية المهذبة في معايشة الناس واقعا دعويا منفتحا على الآخر.
يلزمنا من الآن التحذير من مخاطر العزلة الالكترونية التي ستسبب أمراضا نفسية لاحصر لها من القلق و الاكتئاب وحتى وصولا بالانتحار ومحاولات الانسلاخ من الدين كلية. 

يلزم المؤسسات الدينية من الآن اهتماما اكبر والتواصل مع كليات الحاسبات وتقنية المعلومات لتقديم أفكار تبادلية لتعزيز قيم الانتماء والتواصل الأسري وحب الوطن وتقديمها باللغتين العربية والإنجليزية.