الهون .. أحد أدوات الطهي الرئيسية التى كانت منتشرة في البيوت المصرية القديمة بشكل واسع فكان يستخدم لفرم الثوم ودق اللحمة لعمل الكفتةوالبوفتيك وطحن التوابل مثل الكزبرة الجافة والكمون المجفف والفلفل الأسود والشطة.
كما كان يستخدم الهون فى تحضير ملح الطعام وسحق الحبيبات الكبيرة والخشنة لتحويلها إلى ملح ناعم يستخدم على المائدة حيث أن الأنواع الناعمة المتاحة فى الأسواق لم تكن متوفرة فى العصور القديمة.
وارتبط الهون بالكثير من العادات المصرية القديمة أشهرها “السبوع “ وهى عادة فرعونية قديمة للاحتفال بمرور أسبوع كامل على ولادة الطفل الصغير واستمراره على قد الحياة حيث كان يتم دق الهون للحصول على الصوت الرنان وسط ترديد الأقارب للأغاني الشعبية التى تعبر عن الفرحة بالمولود الصغير أشهرها ” حلقاتك برجلاتك”، وكان يتم ترديد بعض الوصايا البسيطة للطفل الصغير مع دقات الهون "اسمع كلام أمك واسمع كلام أبوك".
الهون عبارة عن وعاء كبير مصنوع من النحاس أو الألومنيوم وله يد طويلة وقوية مصنوعة من نفس الخامة لتتمكن من سحق التوابل أو الثوم وفي نفس الوقت كان لها صوت عال جدا وهو ما جعل النساء يفكرن فى استخدامها فى الاحتفالات المختلفة وتحويلها لآلة موسيقية.
ومع تطور الزمن ظهرت أنواع كثيرة من الهونمصنوعة من خامات مختلفة في شدتها وقوتها منها الخشبوالألومنيوموالاستانلسوالرخاموالجرانيت.
وتم اختراع الكثير من أدوات وأجهزة الطهي الحديثة التى حلت محل الهون فى عدد كبير من البيوت المصرية حاليا حيث تتميز بالسهولة والسرعة في طحن التوابل وفرم الثوم واللحمة أبرزها المطحنة والكبة الكهربائية إلا أن بعض الفتيات حديثات الزواج يحرصن على اقتناء الهون فى المطبخ ولكن بأشكاله الحديثة والخامات العصرية.
وبعد ذلك ظهرت بعض الأدوات البسيطة التى تقوم بنفس مهمة الهون الرئيسية وهي فرم الثوم ولكن بشكل أسهل وأسرع ودون مجهود كبير أبرزها مفرمة الثوم اليدوية حيث ظهرت بأشكال متعددة منها ما يشبه عصارة الليمون ومنها ما يشبه الكرة المفرغة التى يتم تمريرها على الثوم الموضوع على الرخامة أو لوحة التقطيعلفرمه فى ثوان معدودة.