الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوميكرون «بعبع» كورونا الجديد .. رعب عالمي ودعوات للإغلاق |هل يتجدد كابوس 2020؟

اوميكرون
اوميكرون

صوب العالم أنظاره نحو القارة السمراء وتحديدا تجاه دولة جنوب إفريقيا، التي ظهر بها متحور جديد من فيروس كورونا أشد خطورة وفتكا من المتحورات الأخرى أطلق عليه "أوميكرون" من قبل منظمة الصحة العالمية.

أوميكرون أصاب الجميع بحالة من الخوف والهلع عقب تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق" وأعاد إلى الأذهان شبح الإغلاق الذي ضرب العالم في 2020، جراء تفشي فيروس كورونا، خاصة بعد قرار عدد غير محدود من دول العالم تعليق رحلاتها إلى جنوب إفريقيا.

وفي التقرير التالي يستعرض لكم موقع "صدى البلد" عدد من الحقائق حول المتحور الجديد من كورونا:

تصنيف المتحور الجديد

صنفت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، سلالة فيروس كورونا الجديدة التي رصدت أول مرة في جنوب أفريقيا "مقلقة" وأطلقت عليها اسم "أوميكرون".

وقالت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الوباء: "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر 2021، حتوي هذه السلسلة المتحورة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".

ويعد الإعلان الصادر عن منظمة الصحة العالمية اليوم، أول تصنيف منذ شهور تقوم به المنظمة لأحد متحورات كورونا على هذا النحو.

وأشار متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إلى أن فهم مستوى انتقال وشدة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا التي رصدت في جنوب أفريقيا يحتاج إلى "أسابيع عدة".

وأوضح كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة، أن خبراء من منظمة الصحة العالمية مكلفين مراقبة التطورات بشأن فيروس كورونا يجتمعون مع ذلك لتحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف المتحورة التي سميت "بي. 1.1.529" على أنها "مقلقة" أو "يجب مراقبتها".

متحور جنوب إفريقيا الجديد 

وفجر علماء مفاجأة صادمة وأعلنوا الخميس، اكتشاف  متحورة جديدة من "كوفيد-19" في جنوب إفريقيا، البلد الإفريقي الأكثر تضرراً من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات، وفق "فرانس برس".

وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا في مؤتمر صحفي: "للأسف، اكتشفنا متحورة جديدة مثيرة للقلق في جنوب إفريقيا".

ويطلق على المتحور اسم "B.1.1.529" وأطلقت عليه منظمة الصحة العالمية الجمعة، اسم "أوميكرون"

كما أنه تعرض إلى طفرات شديدة بشكل كبير، وقال توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن هناك "مجموعة غير عادية من الطفرات" وأن السلالة الجديدة "مختلفة تماما" عن المتحورات الأخرى التي انتشرت.

وأضاف: "لقد فاجأنا هذا المتحور، فقد حقق قفزة كبيرة في التطور [و] طفرات أكثر بكثير من التي توقعناها".

وفي إفادة إعلامية، قال دي أوليفيرا، إن هناك 50 طفرة إجمالية وأكثر من 30 على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.

وبالنسبة لنطاق ارتباط المستقبلات، أشار: "الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بـ خلايا أجسامنا" فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بـ طفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم.

ومن المحتمل أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجا عن مريض واحد لم يكن قادرا على التغلب على الفيروس.

ولا يعني حدوث الكثير من الطفرات بالضرورة أمرا سيئا، فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.

لكن القلق يكمن في أن هذا الفيروس أصبح الآن مختلفا جذريا عن الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين، وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة.

وشوهدت بعض الطفرات في متحورات أخرى، ما يعطي فكرة عن دورها المحتمل في تطور هذا المتحور.

على سبيل المثال، يبدو أن متحور "N501Y" يسهل انتشار فيروس كورونا، وهناك أنواع أخرى تجعل من الصعب على الأجسام المضادة التعرف على الفيروس وقد تجعل اللقاحات أقل فعالية، ولكن هناك أنواعا أخرى جديدة تماما.

عزز القدرة على الانتشار

وقال ريتشارد ليسيلز، الأستاذ بجامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا إنهم "يخيفوننا من أن هذا الفيروس قد يكون قد عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة".

وكانت هناك العديد من الأمثلة على المتحورات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئا، كان متحور بيتا على رأس اهتمامات الناس في بداية العام لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة. لكن في النهاية كان متحور دلتا أسرع انتشارا وهيمنت السلالة الناجمة عنه على العالم.

وقال رافي جوبتا من جامعة كامبريدج: "سلالة متحور بيتا تركزت على القدرة في الهرب من مقاومة الجهاز المناعي ولا شيء آخر، أما دلتا فلديها القدرة على العدوى وهروب مناعي متواضع، ومن المحتمل أن لهذا المتحور الجديد هاتين السمتين".

وستعطي الدراسات العلمية في المختبر صورة أوضح، لكن الإجابات ستأتي أسرع من خلال مراقبة الفيروس في العالم الحقيقي.

ولا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق.

وكانت هناك 77 حالة إصابة مؤكدة في مقاطعة جاوتينج بـ جنوب أفريقيا، وأربع حالات في بوتسوانا وحالة واحدة في هونغ كونغ "التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسفر من جنوب أفريقيا".

ومع ذلك، هناك أدلة على أن المتحور قد انتشر على نطاق أوسع.

ويبدو أن هذا المتحور يعطي نتائج غريبة "تعرف باسم تسرب الجين إس" في الاختبارات القياسية التي يمكن استخدامها لتتبع المتحور من دون إجراء تحليل جيني كامل.

ويشير هذا إلى أن 90٪ من الحالات في جاوتينج قد تكون بالفعل ناجمة عن الإصابة بهذا النوع و"قد تكون موجودة بالفعل في معظم المقاطعات" في جنوب أفريقيا.

لكن هذا لا يخبرنا ما إذا كان المتحور الجديد ينتشر أسرع من متحور دلتا أم أنه أشد خطورة أو إلى أي مدى يمكنه التهرب من الحماية المناعية التي تأتي من التطعيم.

كما أنه لا يخبرنا إلى أي مدى سينتشر المتغير في البلدان التي لديها معدلات تطعيم أعلى بكثير من الـ 24٪ في جنوب أفريقيا الذين تلقوا التلقيح بالكامل، على الرغم من أن أعدادا كبيرة من الناس في البلاد قد أصيبوا بفيروس كورونا.

تعليق مؤقت للرحلات الجوية

ومع تزايد القلق الدولي بشأن اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا، أعلنت عدة دول تصنيف دولة جنوب أفريقيا كـ منطقة خطر، وقررت تعليق رحلات الطيران إليها، حيث أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي الجمعة، أن الدول الأعضاء اتفقت على تعليق مؤقت للسفر إلى جنوب أفريقيا بعد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا "كوفيد-19" هناك.

وقالت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، إن لجنة من خبراء الصحة من جميع الدول السبع والعشرين الأعضاء "اتفقت على الحاجة إلى فرض قيد مؤقت على جميع السفر إلى الاتحاد الأوروبي من الجنوب الأفريقي".

وقرر الاتحاد الأوروبي، تعليق الرحلات الجوية مع 7 دول أفريقية هي "بوتسوانا، إيستواني، ليسوتو، موزمبيق، ناميبيا، جنوب أفريقيا، زيمبابوي".

من جانبه، قال وزير الصحة في جنوب أفريقيا، جو فاهلا الجمعة، إن قرار بريطانيا ودول أخرى بفرض قيود على السفر من بلاده "غير مبرر"، رغم اعترافه بأن متحور كورونا الجديد قد يكون "أكثر عدوى".

ولفت وزير الصحة في جنوب أفريقيا في مؤتمر صحفي، إن الدراسات الأولية تشير إلى أن المتغير الجديد ربما يكون أكثر عدوى، لكن قرارات دول أخرى بفرض قيود على السفر إلى بلاده "غير مبررة".

وأضاف الوزير، أن جنوب أفريقيا تتصرف بشفافية، في حين أن قرارات منع السفر تناقض أعراف ومعايير منظمة الصحة العالمية.

وكانت بريطانيا وإسرائيل قد أعلنتا في وقت سابق تعليق الرحلات الجوية إلى جنوب إفريقيا وما جاورها، بسبب اكتشاف سلالة جديدة في بوتسوانا.

يذكر أن جنوب إفريقيا التي تخشى ظهور موجة جديدة من الوباء بحلول نهاية العام، تعدّ الأكثر تضرراً في القارة "كوفيد-19" مع تسجيلها أكثر من 2,9 مليون إصابة و89,600 وفاة.