الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة كاملة

أوميكرون يثير الرعب عالميا ..منظمة الصحة العالمية تنتفض ومصر تتخذ إجراءات عاجلة

السفير نادر سعد المتحدث
السفير نادر سعد المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء

صنفت منظمة الصحة العالمية الجمعة، سلالة فيروس كورونا الجديدة التي رصدت أول مرة في جنوب أفريقيا "مقلقة" وأطلقت عليها اسم "أوميكرون".

وقالت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الوباء: "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر 2021 ..حتوي هذه السلسلة المتحورة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".

ويعد الإعلان الصادر عن منظمة الصحة العالمية اليوم، أول تصنيف منذ شهور تقوم به المنظمة لأحد متحورات كورونا على هذا النحو.

وأشار متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إلى أن فهم مستوى انتقال وشدة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا التي رصدت في جنوب أفريقيا يحتاج إلى "أسابيع عدة".

وأوضح كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة، أن خبراء من منظمة الصحة العالمية مكلفين مراقبة التطورات بشأن فيروس كورونا يجتمعون مع ذلك لتحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف المتحورة التي سميت "بي. 1.1.529" على أنها "مقلقة" أو "يجب مراقبتها".

متحور جنوب إفريقيا الجديد 

وفجر علماء مفاجأة صادمة وأعلنوا الخميس، اكتشاف  متحورة جديدة من "كوفيد-19" في جنوب إفريقيا، البلد الإفريقي الأكثر تضرراً من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات، وفق "فرانس برس".

وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا في مؤتمر صحفي: "للأسف، اكتشفنا متحورة جديدة مثيرة للقلق في جنوب إفريقيا".

ويطلق على المتحور اسم "B.1.1.529" وأطلقت عليه منظمة الصحة العالمية الجمعة، اسم "أوميكرون"

كما أنه تعرض إلى طفرات شديدة بشكل كبير، وقال توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن هناك "مجموعة غير عادية من الطفرات" وأن السلالة الجديدة "مختلفة تماما" عن المتحورات الأخرى التي انتشرت.

وأضاف: "لقد فاجأنا هذا المتحور، فقد حقق قفزة كبيرة في التطور [و] طفرات أكثر بكثير من التي توقعناها".

وفي إفادة إعلامية، قال دي أوليفيرا، إن هناك 50 طفرة إجمالية وأكثر من 30 على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.

وبالنسبة لنطاق ارتباط المستقبلات، أشار: "الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بـ خلايا أجسامنا" فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بـ طفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم.

ومن المحتمل أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجا عن مريض واحد لم يكن قادرا على التغلب على الفيروس.

ولا يعني حدوث الكثير من الطفرات بالضرورة أمرا سيئا، فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.

لكن القلق يكمن في أن هذا الفيروس أصبح الآن مختلفا جذريا عن الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين، وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة.

وشوهدت بعض الطفرات في متحورات أخرى، ما يعطي فكرة عن دورها المحتمل في تطور هذا المتحور.

على سبيل المثال، يبدو أن متحور "N501Y" يسهل انتشار فيروس كورونا، وهناك أنواع أخرى تجعل من الصعب على الأجسام المضادة التعرف على الفيروس وقد تجعل اللقاحات أقل فعالية، ولكن هناك أنواعا أخرى جديدة تماما.

عزز القدرة على الانتشار

وقال ريتشارد ليسيلز، الأستاذ بجامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا إنهم "يخيفوننا من أن هذا الفيروس قد يكون قد عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة".

وكانت هناك العديد من الأمثلة على المتحورات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئا، كان متحور بيتا على رأس اهتمامات الناس في بداية العام لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة. لكن في النهاية كان متحور دلتا أسرع انتشارا وهيمنت السلالة الناجمة عنه على العالم.

وقال رافي جوبتا من جامعة كامبريدج: "سلالة متحور بيتا تركزت على القدرة في الهرب من مقاومة الجهاز المناعي ولا شيء آخر، أما دلتا فلديها القدرة على العدوى وهروب مناعي متواضع، ومن المحتمل أن لهذا المتحور الجديد هاتين السمتين".

وستعطي الدراسات العلمية في المختبر صورة أوضح، لكن الإجابات ستأتي أسرع من خلال مراقبة الفيروس في العالم الحقيقي.

ولا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق.

وكانت هناك 77 حالة إصابة مؤكدة في مقاطعة جاوتينج بـ جنوب أفريقيا، وأربع حالات في بوتسوانا وحالة واحدة في هونغ كونغ "التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسفر من جنوب أفريقيا".

ومع ذلك، هناك أدلة على أن المتحور قد انتشر على نطاق أوسع.

ويبدو أن هذا المتحور يعطي نتائج غريبة "تعرف باسم تسرب الجين إس" في الاختبارات القياسية التي يمكن استخدامها لتتبع المتحور من دون إجراء تحليل جيني كامل.

ويشير هذا إلى أن 90٪ من الحالات في جاوتينج قد تكون بالفعل ناجمة عن الإصابة بهذا النوع و"قد تكون موجودة بالفعل في معظم المقاطعات" في جنوب أفريقيا.

لكن هذا لا يخبرنا ما إذا كان المتحور الجديد ينتشر أسرع من متحور دلتا أم أنه أشد خطورة أو إلى أي مدى يمكنه التهرب من الحماية المناعية التي تأتي من التطعيم.

كما أنه لا يخبرنا إلى أي مدى سينتشر المتغير في البلدان التي لديها معدلات تطعيم أعلى بكثير من الـ 24٪ في جنوب أفريقيا الذين تلقوا التلقيح بالكامل، على الرغم من أن أعدادا كبيرة من الناس في البلاد قد أصيبوا بفيروس كورونا.

مصر ومتحور جنوب أفريقيا

من جانبه صرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، وذلك على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عصر اليوم، بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي أطلق عليه "أوميكرون"، واعتبرت هذا المتحور من الضروري أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه.

وأشار سعد إلى أن هناك عددا من الدول المستهدفة بقائمة من الإجراءات، وتتضمن تلك الدول: "جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، واسواتيني"، حيث من المقرر للقادمين من تلك الدول عن طريق الرحلات غير المباشرة (ترانزيت) ويمثل قدومهم إلى مطار القاهرة (ترانزيت) في طريقهم إلى دول أخرى، سوف يتم إجراء اختبار فحص الحامض النووي السريع.

وتابع: حال ظهور أي حالة إيجابية تمنع من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، بينما للقادمين من تلك الدول عن طريق الطيران غير المباشر (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية، سوف يتم عمل اختبار فحص الحامض النووي السريع، وحال إيجابية التحليل يعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، أما حال سلبية الاختبار فيقوم بعمل حجر ذاتي منزلي لمدة ٧ أيام، ويتم عمل اختبار pcr في نهاية مدة الحجر، كما يستمر متابعته لمدة سبعة أيام اخرى عن طريق فريق الحجر الصحي حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.

ولفت: سوف تخطر خطوط ومكاتب الطيران بالإجراءات، وخصوصا ما يتعلق بضرورة توقيع الراكب على قبول إجراءات الحجر الذاتي قبل الركوب.

من جانبها أكدت وزارة الصحة والسكان، أنها تتابع البيانات الأولية الواردة من جنوب إفريقيا، بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لاسيما في مقاطعة جاوتينج، ومدى ارتباط هذا الارتفاع في الحالات بـ وجود تحور في فيروس كورونا المستجد.

وأشارت الوزارة: "تقوم اللجان العلمية والخبراء والباحثين بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية، بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور".

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بعمل وزير الصحة والسكان، أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، سواء فيما يتعلق باجتماع فريق خبراء تابع للمنظمة، أو ما يتوصل إليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة بالإضافة إلى المقال المنشور الخميس بمجلة نيتشر المتخصصة، تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس (B.1.1.259 ) والذي من المحتمل أن يطلق عليه اسم نو (Nu) الذي يسبب الإصابة بـ كورونا تم اكتشافه في جنوب إفريقيا وبوتسوانا يحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة في متغيرات أخرى، بما في ذلك دلتا.

5 آلاف متحور من كورونا 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة، إنه منذ ظهور فيروس كورونا المستجد وحتى اللحظة، حدث أكثر من 5 آلاف تحور للفيروس، إلا أن أشدها سلالتي دلتا ومو.

وأضاف: "ظهور المتحورات أمر طبيعي، فعند انتقال الفيروس من شخص إلى آخر أو جسم آخر فإنه يفقد بعض البروتينات، فيكتسب الفيروس صفات مختلفة، ومن ثم فإن هذه المتحورات قد تؤدي إلى تقوية الفيروس أو إضعافه".

وأكد: "ليست كل المتحورات تشكل ضررا أو خطرا، بل على النقيض هناك متحورات تضعف الفيروس، وأشهر المتحورات دلتا ودلتا بلس، ومتحور مو، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، وتم اكتشافه منذ يناير في كولومبيا".

وشدد: "لا توجد مشكلة من تأثير المتحورات المستحدثة على اللقاحات، فاللقاحات تكون أجساما مضادة ضد 60 أو 70% من هيكل وجسم الفيروس، إلا أن الخطورة في الوصول إلى طفرة كاملة، فهذا يعني ظهور فيروس جديد ببروتينات ثانية، لكن بصفة عامة المتحورات تستجيب بشكل قوي وفعال للقاحات".

تعليق مؤقت للرحلات الجوية

ومع تزايد القلق الدولي بشأن اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا، أعلنت عدة دول تصنيف دولة جنوب أفريقيا كـ منطقة خطر، وقررت تعليق رحلات الطيران إليها، حيث أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي الجمعة، أن الدول الأعضاء اتفقت على تعليق مؤقت للسفر إلى جنوب أفريقيا بعد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا "كوفيد-19" هناك.

وقالت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، إن لجنة من خبراء الصحة من جميع الدول السبع والعشرين الأعضاء "اتفقت على الحاجة إلى فرض قيد مؤقت على جميع السفر إلى الاتحاد الأوروبي من الجنوب الأفريقي".

وقرر الاتحاد الأوروبي، تعليق الرحلات الجوية مع 7 دول أفريقية هي "بوتسوانا، إيستواني، ليسوتو، موزمبيق، ناميبيا، جنوب أفريقيا، زيمبابوي".

من جانبه، قال وزير الصحة في جنوب أفريقيا، جو فاهلا الجمعة، إن قرار بريطانيا ودول أخرى بفرض قيود على السفر من بلاده "غير مبرر"، رغم اعترافه بأن متحور كورونا الجديد قد يكون "أكثر عدوى".

ولفت وزير الصحة في جنوب أفريقيا في مؤتمر صحفي، إن الدراسات الأولية تشير إلى أن المتغير الجديد ربما يكون أكثر عدوى، لكن قرارات دول أخرى بفرض قيود على السفر إلى بلاده "غير مبررة".

وأضاف الوزير، أن جنوب أفريقيا تتصرف بشفافية، في حين أن قرارات منع السفر تناقض أعراف ومعايير منظمة الصحة العالمية.

وكانت بريطانيا وإسرائيل قد أعلنتا في وقت سابق تعليق الرحلات الجوية إلى جنوب إفريقيا وما جاورها، بسبب اكتشاف سلالة جديدة في بوتسوانا.

يذكر أن جنوب إفريقيا التي تخشى ظهور موجة جديدة من الوباء بحلول نهاية العام، تعدّ الأكثر تضرراً في القارة "كوفيد-19" مع تسجيلها أكثر من 2,9 مليون إصابة و89,600 وفاة.