الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أُعيد احياؤه بعد آلاف السنين.. ما علاقة احتفالات عيد الأوبت بافتتاح طريق الكباش

موكب الإله آمون
موكب الإله آمون

شهد العالم أمس احتفالية افتتاح طريق الكباش، في حفل أسطوري ضخم، يجسد احتفالات المصريين القدماء، منذ اكثر من 5 آلاف عام، ولم تكن مصادفة اختيار توقيت إقامت الحفل العالمي لـ طريق الكباش أمس، ليتناسب مع يوم الاحتفال بـ «عيد الأوبت».

يحب المصريين الأجواء الاحتفالية منذ القدم، لكن ما قصة وأهمية «عيد الأوبت»، الذي تم إحياء الاحتفال من خلال افتتاح طريق الكباش، أمس بعد غياب آلاف السنوات؟!.. 

قصة احتفال «عيد الأوبت»

«حب – نفر – إن – إبت» والتي تعني «الأوبت الجميل»، يرمز إلى الاحتفالات الخاصة بمدينة طابا القديمة، فكان القدماء المصريون في طابا، يقيمون احتفال خاص بعد انتهاء موسم الحصاد، فيما يعادل الفترة ما بين شهري سبتمبر ونوفمبر.

بدأ الاحتفال بـ «عيد الأوبت» في عهد الأسرة الـ 18 في «الدولة الحديثة»، واستمر الاحتفال به حتى نهاية العصور المصرية القديمة، ولأهمية هذا الاحتفال شيد الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة المصرية الحاكمة الأخيرة، تماثيل أبو الهول في طريق المواكب الكبرى، على جانبي الطريق لمرور المواكب الاحتفالية خلالها بين معبدي الأقصر والكرنك، والمعروف حاليًا باسم «طريق الكباش».

كان البطل الرئيسي في احتفال عيد الأوبت، هو الإله «آمون»، والألهة «أمونيت»، والتي تمثل الصورة الأنثوية للإله آمون، وفي مشهد احتفالي بهذا العيد، يتنقل الإله آمون من مقر إقامته في «معبد الكرنك » إلى «معبد الأقصر»، في موكب احتفالي مهيب بمشاركة مختلف طوائف الشعب، ويتم خلال الاحتفال استعراض خيرات الحصاد.

الأجواء الاحتفالية بـ «عيد الاوبت»

احتفالات عيد الاوبت

يمكننا تخيل مشهد احتفالي يبدأ من منطقة «قدس الأقداس» في معبد الكرنك، حيث يوجد تمثال الآلة آمون، ويقوم الملك بتقديم الصلوات أمام الإله، ووضع التمثال في الزورق المقدس الذي يًطلق عليه «أوسر حات»، وفي مقدمته ومؤخرته يوجد رأس كبش، ويسير الموكب خلال طريق الكباش، وأثناء الموكب يتم إخفاء التمثال عن الأعين، احترامًا لقدسيته – وفقًا للمعتقدات المصرية القديمة-.

يصاحب الزورق الحامل لـ الإله آمون زوارق أخرى تحمل « المعبودة موت، وخنسو»، وهم أعضاء الثالوث المقدس لمدينة طيبة، ليخرج الموكب من معبد الكرنك محمولاً على أكتاف الكهنة، ويتقدمهم كهنة اخرين يرتدون عباءات من جلد الفهد، يسيرون بمحاذاة كل زورق، لتلبية احتياجات الألهة، وأمام كل زورق يظهر كاهن يحرق البخور وآخر يرش الحليب.

يسير الموكب خلال طريق الكباش، وعلى طول الطريق تًقام الاحتفالات بمشاركة الجنود على عرباتهم الحربية، ومعهم حملة الأعلام والشعارات الملكية والموسيقيون وعازفو البوق، والطبول والراقصون، بمشاركة الجماهير العريضة من أبناء الشعب.

مع اقتراب وصول الموكب الملكي إلى معبد الأقصر، تصل الاحتفالات إلى ذروتها، ويبدأ موسم ذبح الأضاحي، التي يتم تقديمها كـ قرابين للألهة، وتوزيعها على المشاركين في الاحتفال.

يستقر تمثال الإله أمون في «قدس الأقداس» في معبد الأقصر، لمدة تصل من 11 إلى 27 يوم ، في عهد الأسر المختلفة، وتستمر الاحتفالات طوال تلك الفترة.