قال الدكتور عباس شومان، المشرف على لجان الفتوى في الأزهر الشريف، إن الشريعة الإسلامية بينت حقوق الزوجين على بعضهما، وكذلك نظمت العلاقة بين الآباء والأمهات والأبناء في كتاب الله وسنة رسول الله.
وأضاف عباس شومان، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن الهدف من كل ذلك هو ضمان استقرار الأسرة وتكون قوية ومصدر عز للمسلمين، تخرج الرجال الذين يتحملون المسئولية ويكونوا عزا لدينهم ووطنهم.
وأشار إلى أنه إذا وصلت الأسرة إلى الطلاق وكان هو الحل الأخير لإنهاء العلاقة الزوجية فلابد أن ينتهي بهدوء حفاظا على الأولاد وعدم تأثرهم بهذا الطلاق.
وذكر خطيب الأزهر، أمثلة لنماذج يرتكبها الأزواج مع بعضهم وتكون عواقبها وخيمة، أبرزها عدم إنفاق الزوج على زوجته وأولاده والتطاول على الزوجات بالضرب والإهانة، وتضطر الزوجة لطلب الطلاق، فيرفض الزوج طلبها، فتلجأ الزوجة للقضاء وتطلب خلعها عن طريق المحكمة، وتتنازل بالتالي عن حقوقها.
وأشار إلى أن الشرع شرع الخلع للمرأة للتخلص من علاقة زوجية لا تريدها، بالرغم من أن الزوج قائم بحقوق الزوجية كاملة إلا أن الزوجة لا تريد إكمال العلاقة لعدم رغبتها في ذلك، فما بالنا بخلع من زوج لم يقم بحقوقه الزوجية وقصر فيها.
وأكد النساء المعذبات اللاتي يضيق عليهن من الرجال ويتعرضن للضرب، فلا ينبغي أن يلجأن للخلع ، فإما أن يطلقها الزوج باتفاق بينهما وتمنح كل حقوقها، وإما أن تلجأ للقضاء فيطلقها القاضي للضرر وتأخذ كافة حقوقها، وبالتدقيق في حالات الخلع المرفوعة في المحاكم، إذا دققت فيها ستجد أنها بعيدة عن موضوع الخلع، فهي زوجات عذبت وظلمت وامتنع زوجها عن الإنفاق عليها وربما يضربها.
وتابع شومان: وليعلم الرجال اذين يضطرون زوجاتهم اللجوء للخلع حتى يتهربوا من دفع الحقوق المالية، أنهم ظالمون وأنهم يخالفون كتاب الله وأن ما يأخذونه من زوجاتهم المختلعات حرام وامتناعهم عن دفع حقوق المترتبة على الطلاق حرام وأكل لأموال الناس بالباطل.