الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثاني حفل ساحر في عام واحد.. العالم يقول عن مصر: تكافح لإنعاش صناعة السياحة بفعالية أسطورية على طريق الكباش

صدى البلد
  • NBC الامريكية: رسالة إلى العالم .. مصر تعيد افتتاح طريق الكباش بعد 3000 عام في حفل فخم
  • الصحف الإسبانية: مصر تبهر العالم من جديد 
  • بلومبرج: مصر تكافح لإنعاش السياحة بثاني حفل ساحر في عام واحد
  • ريبابليك الهندية: مصر تنافس نفسها بعد عرض المومياوات  

 

سلطت الصحف العالمية الضوء على الاحتفالية الفخمة التي أطلقتها مصر مساء الخميس بافتتاح طريق الكباش أو “طريق الرمس” الذي يزيد عمره عن 3500 عام، وهو أحد أهم المعالم الأثرية في محافظة الأقصر، تم نحت تماثيله من الحجر الرملي، ويمتد مساره من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول 2700 متر.

وذكرت وكالة بلومبرج في تقرير نشرته عن الفعالية العالمية، أن “مصر تكافح لإنعاش صناعة السياحة، التي عانت من سنوات من الاضطرابات السياسية في أعقاب ثورة 2011، وتأثرت في الآونة الأخيرة، بجائحة فيروس كورونا”.

مصر تكافح لإنعاش السياحة

وأشار تقرير الوكالة الأمريكية إلى الممشى الأثري القديم - المعروف باسم طريق الرمس أو طريق الألهة، لكنه أُطلق عليه أيضًا طريق الكباش أومسار الآلهة بين معبدي الكرنك والأقصر الشهيرين في ما كانت مدينة طيبة، التي كانت عاصمة مصر في العصور القديمة. . ويُعتقد أنه كان الطريق الذي سلكه الحجاج لزيارة المعابد وتكريم آلهتهم قديما.

وتصطف تماثيل الكباش وأبو الهول على قواعد، على جانبي الطريق القديم في الأقصر، الذي يقع على ضفاف نهر النيل ويقع على بعد حوالي 650 كيلومترًا (400 ميل) جنوب القاهرة، ويمتد لعدة أميال وكان قيد التنقيب لأكثر من ذلك من 50 عاما.

ونقلت بلومبرج تصريحات محمد عبد البديع، أحد مسؤولي وزارة الآثار المصرية، إن أقدم الآثار على طول المسار هي ستة مبانٍ شيدتها الملكة حتشبسوت، ويعود تاريخها إلى عام 1400 قبل الميلاد.

وقال إنه وفقاً للكتابات الهيروغليفية على جدران أحد المعابد، فإن العيد القديم كان يُعرف باسم "الأوبت" وتميزت به المسيرات والراقصات احتفالاً بالمكافأة التي جلبها فيضان النيل السنوي إلى الحقول، بمرور قافلة من المراكب المقدسة التي تشق طريقها إلى المعبد، حسب التدوينات.

وأشارت بلومبرج إلى أن فعالية التي شهدها العالم اليوم الخميس هو ثاني حفل ساحر هذا العام لإحياء التراث المصري، ففي أبريل ، أطلقت الحكومة المصرية موكبًا بمناسبة نقل بعض المومياوات الشهيرة من المتحف المصري بوسط القاهرة إلى المتحف الذي تم تشييده حديثًا جنوب العاصمة المصرية.

الأمريكان يحتفلون بعيد الشكر والمصريون بعيد الاوبت

وبينما كان الأمريكيون يستمتعون باستعراض يوم عيد الشكر الكامل بعد غياب لمدة عامين عن مرض كوفيد، أحيت مصر على بعد 6000 ميل تقريبًا تقليدًا ثقافيًا مختلفًا تمامًا لم نشهده منذ عدة آلاف من السنين، هكذا قارن تقرير نشرته قناة ان بي سي نيوز بين الحدثين الصاخبين في مصر والولايات المتحدة.

وذكر التقرير الامريكي أن مصر اعادت افتتاح طريق الكباش المقدس الذي يبلغ من العمر 3000 عام للجمهور مساء اليوم الخميس في حفل فخم في مدينة الأقصر الجنوبية بعد عقود من جهود التنقيب.

واشار التقرير الى ان الممر القديم يبلغ طوله حوالي ميلين وعرضه حوالي 250 قدمًا، كان يُسمى قديما “طريق الاله”، ويربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك، على ضفاف نهر النيل.

ورصدت ان بي سي نيوز تفاصيل العرض المصري الضخم، في تقريرها الذي ذكر أن "العرض الرائع الذي بدأ بعد حلول الظلام في مصر على طول الطريق، الذي تصطف على جانبيه أكثر من 600 تمثال برأس كبش وتماثيل أبو الهول التقليدية، والمنحوتة بجسم أسد ورأس إنسان.

واشار التقرير إلى أن المسيرة الضخمة “باهظة التكاليف” ضمت مشاركين بالزي الفرعوني وأوركسترا سيمفونية وتأثيرات ضوئية وراقصين محترفين وقوارب على النيل وعربات تجرها الخيول وغيرها، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الحفل.

واستعرض التقرير الامريكي تاريخ طريق الكباش والذي كان مطمورا تحت الرمال لعدة قرون حتى اكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم أول ثمانية تماثيل لأبي الهول أمام معبد الأقصر عام 1949، واستمرت جهود التنقيب عن الموقع وترميمه على مدى العقود السبعة التالية، وتوقفت عدة مرات

وقال أحمد همام ، المرشد السياحي في الأقصر، لشبكة NBC News قبل الحدث: “الليلة سأشهد واحدة من أعظم الأحداث التي حدثت في حياتي”.

واضاف همام  أن “مشاهدة ترميم شارع أبي الهول بعد سنوات من الجهد كان كالحلم”.

وتابع همام: “اليوم سيكون يوم سنتحدث عنه لمائة عام قادمة” مضيفا "آمل أن يستمتع بها الجميع، وليس فقط هنا في مسقط رأسي، ولكن في مصر كلها، وفي العالم بأسره أيضًا'.

ويُعتقد أن الطريق قد تم تشييده للاحتفال بمهرجان الأوبيت السنوي في مدينة طيبة القديمة، الأقصر حاليا. 

وكان الاحتفال بهذه الفعالية منذ القدم كي تستمر خصوبة الارض والخير، وكانت الفعاليات تشمل موكبًا يحمل تمثالًا لآلهة الطقوس من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر.

وقال علي أبو دشيش عالم الآثار المصري وعضو اتحاد الآثار وفقا لـ “ان بي سي” الامريكية، قبل حدث إن “مهرجان الأوبت سيتم احيائه كما كان في الماضي في زمن الفراعنة”.

مصر تبهر العالم بحفلة سحرية 

وذكر موقع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” عن حفل الافتتاح: إنه يضم عناصر من مهرجان قديم كان يسافر عبر طريق الكباش كل عام، ويشمل ذلك مقطوعات موسيقية مستوحاة من القصص المكتوبة على جدران المعابد بالهيروغليفية.

وشهدت محافظة الأقصر خلال الأشهر الماضية أعمال تطوير مكثفة لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتجميل الكورنيش وشوارعها وساحاتها ، ومشروع ترميم الصالة ذات الأعمدة بمعابد الكرنك ، وتطوير أنظمة الإنارة بمعبد الأقصر ، وترميمها، بقاعة الكرنك المكونة من 14 عمودًا بمعبد الأقصر واستكمال مشروعات الكشف الاثري.

وواصلت شبكة بي بي سي في تقريرها، أن محاولات الافتتاح استغرقت أكثر من 70 عامًا من المحاولات المتقطعة لحفر الممر القديم بطول 3 كيلومترات في جنوب مصر، والذي يصطف على جانبيه مئات من تماثيل أبي الهول، ويربط أكبر معبدين في المدينة، الكرنك والأقصر. 

واختتمت بي بي سي تقريرها بالقول إن الافتتاح سيعزز قطاع السياحة في مصر، مشيرة إلى أن معالم طريق الرمس تظهر مع اكتشاف معالمها في الأربعينيات، مع اكتشاف أول تمثال عام 1949، لتكرارها، بعد ذلك سلسلة الاكتشافات التي تحكي الكثير عن تاريخ مصر في كل محطة.

وحرصت العديد من وسائل الإعلام العالمية على الاحتفال قبل إطلاقه، ما يعكس أهميته التاريخية وحالة الحب التي تربط الملايين حول العالم بالتاريخ الفرعوني. 

وذكرت التقارير أن مصر ستبهر العالم بحفلة سحرية لممر عمره 3000 عام

مصر تنافس نفسها

وقالت صحيفة “ريبابليك” العالمية الهندية إن مصر تنافس نفسها لتقديم عرض مذهل يهدف إلى تجاوز روعة المومياوات الملكية، ذلك الموكب الذي بدأ في ابريل الماضي.

 أكبر حدث أثري 

 وأشارت صحيفة "الكوميرسيو" الاسبانية إلى أن الحدث الذي يرتقبه العالم الليلة وينطلق من جنوب مصر يعتبر أكبر حدث أثري وهو شبيه بالعرض الذهبي للملوك الفراعنة، الذي أقيم في أبريل من العام الجاري ونُقلت فيه المومياوات الملكية في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.

وأضافت الصحيفة الاسبانية أن الحكومة المصرية تهدف إلى تحويل هذا المشروع إلى أحد أهم مناطق الجذب السياحي، بالإضافة إلى أنها تسعى إلى ترسيخ مكانتها كأكبر متحف مفتوح في العالم.

وأشارت إلى أنه تمت إعادة اكتشاف هذا الموقع التاريخي لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي ، ويوجد على كل جانب من الشارع ما يقرب من 1300 تمثال مصحوبة برؤوس كباش تحرس أولئك الذين يمشون بين المعابد.


وحفل الافتتاح، تم التخطيط لاستعراض يرتدي فيه المصريون المعاصرون أزياء الفترة المصرية القديمة ويسيرون من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك.

مصر تزدهر سياحيا 

كما سلط موقع"اسبانيول نيوز" الضوء على تصريحات مدير آثار صعيد مصر بالأقصر، فتحي ياسين، حول الازدهار السياحي الذي ستشهده الأقصر بعد افتتاح طريق الرمس القديم الذي يعد جزءًا من تاريخ البشرية، حيث قال، إن فتح هذا الطريق أمام الجمهور لأول مرة جاء نتيجة سنوات من العمل الجاد الذي شارك فيه عدد كبير من علماء الآثار والمرممين والمنقبين.

وأوضح أن مشروع تطوير طريق كباش بدأ عام 2007 وتوقف عام 2011 ، ثم استؤنف العمل عام 2017 حتى العام الحالي.

وأشار الموقع الإسباني إلى أن طريق الكباش يعرف بأنه طريق مواكب الآلهة، ويعود تاريخه إلى عصر الأسرة الثامنة عشر للدولة المصرية القديمة في عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بموسم الفيضان، بينما كانت تعرف باسم “أوبت” قبل أن يطمر الطريق تحت الأرض بمرور القرون وتعاقب الأزمنة.

وأضاف “ياسين” أن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الفرعونية المقدسة استمرت من 11 إلى 27 يوماً وشمل ذلك احتفالات شعبية واحتفالات رسمية تمثلت في موكب مهيب من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر 

وتوثق جدران معبد الأقصر بالتفصيل تجليات هذا الاحتفال، من حمالين القوارب المقدسة والموسيقيين والتضحيات التي قدمت في هذه المناسبة منذ الاف السنين ما يعكس قداسة واهمية الطريق لدى القدماء.

ويتكون طريق الكباش من رصيف حجري في المنتصف على طول الطريق، يحده حوالي 1300 تمثال على شكل كبش ممتلئ، ورأس كبش على جسد أسد، ورأس بشري على جسد أسد.

ويرمز الكبش إلى الإله آمون إله معبد الكرنك، أما التماثيل التي تتخذ شكل إنسان بجسم أسد فهي ترمز لـ أبو الهول.

وأوضح مدير آثار صعيد مصر أن أول اكتشاف جزئي للطريق كان عام 1949 أمام معبد الأقصر ، واستمرت أعمال التنقيب حتى اكتشاف جزء آخر من الطريق في ستينيات القرن الماضي أمام معبد الأقصر.

وأشار الموقع إلى أهمية مشروع طريق الرمس وانه يهدف الى تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف عالمي مفتوح من خلال ربط معابد الأقصر والكرنك.

طريق الكباش ينعش سياحة مصر

وذكرت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أيضا عن هذه الاحتفالية المصرية التي تنطلق من جنوب مصر إنه “سيتم افتتاح طريق الكباش الضخم بعرض كبير يبهر العالم مثلما قامت مصر فى وقت سابق عندما نقلت المومياوات إلى متحف الحضارة المصرية”.

وأضاف تقرير لابانجورديا، أن المشروع المصري سينعش السياحة المصرية بشكل كبير، حيث إن الأقصر ستتحول إلى متحف مفتوح للجميع، وبذلك فإن الاقتصاد المصرى سيشهد انتعاشا أيضا فى الفترات المقبلة".

واقتبست الصحيفة تصريحات المسئولين المصريين القائمين على الحدث العالمي في عنوان تقريرها الذي جاء "أكبر متحف فى الهواء الطلق.. الأقصر تعيد فتح طريق الكباش"، معلقة بأن “هذا الطريق المقدس سيزيد أهمية الأقصر على خارطة السياحة العالمية لـ تبدو من أكبر المتاحف فى العالم”.

وأشارت الصحيفة الى الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية من أجل  احياء المئات من تماثيل أبي الهول والكباش الحجرية الموجودة في الأقصر، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين  لتظهر اليوم فى حدث عالمى يبهر العالم.