الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الأسطورة والواقع .. رواية "تل اليهودية" جديد الكاتب أحمد عبد العزيز صالح

صدى البلد

 

عاد من جديد بعد نحو عام الكاتب والروائى أحمد عبد العزيز صالح بعمل روائى جديد يحمل إسم " تل اليهودية" بعد روايته " بير سكران"التى حققت نجاحاً كبيرا.

فى روايته الجديدة يذهب الكاتب أحمد عبد العزيز صالح ليبحث في معضلة تاريخية شائكة خاصة بنقل " هيكل سليمان" من أورشاليم الى مصر عام 145 قبل الميلاد بواسطة الكاهن اليهودى "اونياس" الرابع ومن هرب معه من قومه .

يأخذنا معه ليعود في الحكاية بعيدًا من خلال البحث عن تحول " تل اليهودية " القابع بالقليوبية منذ آلاف السنين الى مكان ممسوس بسحر قديم منذ نقل بعض الكهنة الهيكل وكنوزه الى هذه البقعة ،وكيف أصبحت من بعده مقصداً للراغبات من السيدات العواقر فى "الإنجاب" واستحواذ الدجل والخرافات على أرض التل .

تحمل الرواية الطابع التاريخى فى قالب اجتماعي بشكل جديد ومختلف، خاصة فى ظل ندرة تقديم هذه النوعية من الروايات فى الأعمال الدرامية والسينمائية ، نجد هذه النوعية من الأعمال قليلة للغاية مقارنة بما يتم تقديمه من أعمال اخرى، وتأخذ الرواية القارئ فى رحلة مع ابطالها عبر ثلاثة عصور مختلفة اولها يعود لعام 145 قبل الميلاد حينما نقل الهيكل الى مصر ، وعصر " محمد على باشا " واكتشاف المهندس " لينان" لأرض تل اليهودية ، وزمن مابعد " النكسة".

ليست المرة الاولى التى يخلط فيها الكاتب أحمد عبد العزيز صالح فى رواياته بين الأسطورة والواقع ، فبقدر اعتماده على شخصيات ووقائع حقيقية فمن اللافت للنظر ايضاً ابتداع الكاتب لشخصيات خيالية ليحكى حكايته، ومن دون سابق انذار تقع عزيزى القارئ فى وهم التصديق بأن كل شخصية ذكرت فى الرواية من لحم ودم وأمام عينيك.

ومن اجواء الرواية:

دخلت عليهما جارتُهما " شربات" مهرولة، وهى متقطعة الأنفاس كَمَن قَدِم جريًا من الصعيد:

- إنتِ هنا ياسعدة، بَركة إني لِحقتك قبل ماتِمشي.

انتفضت جليلة مُضطربة من هيئة شربات الغريبة:

- خير ياشربات ياختى، حصل حاجة كَفى الله الشّر؟

- ايوة حصل، والحمد لله إنه حَصل.

- خِير ياوِليَّة، ماتوقعيش قلبي؟

- سِي عبد القوى تِعيشي إنتِ.

- لاحول الله يارب، ودَه اسمُه خِير برضُه يا وليّة يا خرَفانة؟

- أيوة خِير أومّال إيه، مِش خالتك "بهانة" قالت لك خَلي إسمَ الله عليها " سِعدة" تِلَمس على فخذ مَيت.

- أيوة بِصُدق، دَا أنيِ كُنت نِسيت .

" سِعدة" تستمعُ لحديثهما، وهى تنتفضُ من الرعب والفزع، والعرقُ ينحدر من جبينها يمُر بكل جسدها حتى يقطَر منه على الأرض .

أخبرتها أمها بذلك منذ فترة طويلة، فالخالة "بهانة" أخبرت أمها بأن " سِعدة" عليها أن "تِلَمس" بكف يدها على مَيت دَمّه حَار، حتى تَنفط عقدتُها وتأتى بالولد:

-وهَنِعرف نُخش الدار دلوقتى ياشربات ؟

- أيوة هنعرف، وخالة "بهانة" بنفسها قاعدة على رأس الميت، ومستنياكِ، وهى اللي شَيَّعتني ليكِ.

- طب ومِستنيّة إيه؟ يلا بينا قَوام قبل ما الرَّاجِل دَمه يِبرَد.

تعد رواية "تل اليهودية" هى العمل الثالث للكاتب والروائي أحمد عبد العزيز صالح بعد رواية "بير سكران" ٢٠٢٠صدرت، ومجموعة قصصية قصيرة تحمل إسم " ديك سعاد" صدرت ٢٠١٦.