الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدكتور صابر حارص يكتب: المرأة التي رباها الرب خير من التي رباها الأب

د. صابر حارص
د. صابر حارص

المرأة التي رباها الرب خير من التي رباها الأب ..فتربية الأب أمر نسبي ومتغير، ويمكن للمرأة أن تتغير طباعها أو سلوكها من الأب إلى الزوج، ومن بيت لبيت، ومن بيئة لبيئة، لكن تربية الرب غالبا ما تكون أمر ثابت ومطلق، لأن أخلاق الدين متفق عليها، وما دونها مختلف عليها، ولذلك أمرنا سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأن نظفر بذات الدين في اختيار الزوجة، من أجل راحتك وسعادتك ودعمك وعونك على الدنيا والآخرة.

والتدين الذي نقصده هو التدين الوسطي الذي يصنع شخصية سوية تعرف حق زوجها طاعة لله، وليس لأنها تزوجته عن قصة حب، فالحب يهدأ ويضعف وربما ينقلب الى ظلم وبغض في الخلاف والمشاحنة،  لكن الخوف من الله يجعلها تكظم غيظها وتتحمل غضب زوجها،  فإذا نظرت إليها أسرتك وإذا غابت عنك حفظتك ليس بإغداقها بالهدايا أو تدليلها بالفسح والرحلات، فإذا توقفت عن هذا طلت إلى ابن الجيران، ولكن لأنها تراعي حق الله فيك، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

فإن لم تفعل ذكرا كنت ام أنثى فعش حياتك مهموما مقهورا في أسرة ضائعة تعاني من الأمراض النفسية والسلوكية.. فجمال المرأة نسبي يتغير من سن إلى سن، فإذا ذهب جمالها  بعد سنين أو لأنك تعودت عليه أو لحوادث وعوارض الأيام، وجمال المرأة يتبدل بقبح لسانها،  وينعدم بسوء طباعها، ويتحول إلى كارثة بانحراف أخلاقها،  أما الاحترام والتدين وجمال الطباع وحلاوة اللسان فلربما صنعت جمالا لا يقاوم، فما بالك إذا جمعت المرأة الجميلة بين الأمرين. 

وحتى مال المرأة وحسبها ونسبها وجمالها إذا توفر في بنت رباها أبيها فلربما تغتر وترى نفسها عليك إن لم يكن هناك دين يسندها، صدقت يا مصدر الأخلاق ومرجع الفضائل ومؤسس التربية ونموذج الزوجية حين أمرت: فاظفر بذات الدين تربت يداك...