حالة من الترقب يعيشها العالم، انتظارا لحفل افتتاح طريق الكباش في السابعة والنصف مساء اليوم، بعد جهد شاق استمر على مدى 7 عقود لإحياء مدينة طيبة القديمة، وتستعد مصر لإبهار العالم بإحياء الممر التاريخي الذي ربط بين معبدي الكرنك والأقصر على مدار 3 آلاف سنة يحيطه على الجانبين كباش وتماثيل أبو الهول الشهيرة.
7 عقود هي المدة الزمنية التي حاولت فيها مصر على مرات متقطعة، حفر الممر القديم، وإخراجه من تحت القرى والمنازل التي بنيت فوقه، ويبلغ طوله ميلين، وبعد تلك المدة الطويلة أعدت مصر حفلا ساحرا ينتظره العالم على غرار حفل المومياوات الملكية.
وفي هذه المناسبة، أجرى "صدى البلد"، حوارا مع المفكر الاستراتيجي الكبير، اللواء أ.ح/ سمير فرج، محافظ الأقصر السابق، ورئيس هيئة الشئون المعنوية الأسبق، حول مشروع تطوير ساحة معبد الكرنك، وطريق الكباش، باعتباره واضع حجر الأساس لتطوير مدينة الأقصر، وكان نص الحوار كالتالي.
متى بدأ مشروع الكباش؟
في عام 2005، جاء إليّ الخبير الأثري في علم المصريات الدكتور منصور بوريك، وأخبرني عن مشروع الحلم، وهو إعادة فتح طريق الكباش، يربط بين معبد الأقصر والكرنك، ويقع تحت بلدة القرنة، ويبلغ طوله 2700 متر وكان يسمونه قديما طريق الآلهة أو طريق احتفالات الأوبت.
ما هي مراحل المشروع؟
قسمنا المنطقة إلى 5 قطاعات، وأول قطاع من معبد الأقصر، وكان على الطريق وقستها قسم شرطة مبني أيام الحرب العالمية، وبنزيون و3 مساجد وأضرحة وملاعب كرة القدم، فاضطررنا إلى إعادة بناء أقسام الشرطة ونقل المدينة كلها إلى منطقة أخرى، وكان هدفي كمحافظ للأقصر هو هدم المباني وتسليم المنطقة للآثار حتى تتولى هي أعمال التنقيب.
ما هي الصعوبات التي واجهت جهود الإخلاء؟
كان هناك صعوبات كثيرة خاصة لأن الناس لم يكونوا يتوقعوا أن تحت بيوتهم طريق كامل ومدينة طيبة، بجانب التكاليف الكبيرة للتعويضات للأهالي و لأصحاب البازارات وغيرهم من سكان المنطقة، بجانب أنه لتنفيذ كل تلك الخطط والمشروعات كان يجب الحصول على موافقات الوزراء والأثار وهيئة التخطيط العمراني، بجانب موافقات اليونسكو التي هددت بإزالة الأقصر والكرنك من قائمة التراث العالمي.
ماذا حدث بعد عملية هدم القرية؟
بعد هدم القرية، حفرنا على عمق 4 متر ولم نجد شيئا، ولكن استمرينا في الحفر، على عمق 6 متر ووجدا الكباش بالفعل، وفي هذه العملية تم إزالة 950 منزلا، ووجدنا تحتهم 3250 مقبرة وطريق الكباش.