تلقى الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية وأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، سؤالا تقول صاحبته: “زوجي بيصورني في غرفة النوم ويقول لي متخافيش محدش بيشوف الفيديوهات دي غيرنا”.
وأجاب الدكتور مبروك عطية عن سؤالها قائلا: لا توافقية أبدا و"متقعدلوش فى حتة"، وقولي له "تتفرج على صورة ليه وتصورني ليه إذا كنت أنا متأخرتش بشحمي ولحمي عنك، أنت غاوي فرجة على صور".
وأضاف مبروك عطية عبر فيديو له على يوتيوب: أن الموبايل هذا الموبايل الذي يصور به وارد جدا أن يفتح تحت أي ظرف ولأي سبب، وبالبلوتوث اللى فيه يلف على 8 مليار في دقيقة".
وأوضح مبروك عطية أن “المعوج ميتعاشرش”، وهذا السؤال لو سمعه الإمام أبو حنيفة كان مات من القهرة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معنى الحديث إن من الكبائر أن شخص يحكى على اللى حصل بينه وبين مراته، ونهى -قبل الكاميرا ما تيجي- أن توصف زوجة صاحبتها لزوجها كأنه يراها وهو حديث في البخاري.
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) أخرجه مسلم في صحيحه.
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (10/ 8): [فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِفْشَاءِ الرَّجُلِ مَا يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ مِنْ أُمُورِ الِاسْتِمْتَاعِ وَوَصْفِ تَفَاصِيلِ ذَلِكَ وَمَا يَجْرِي مِنَ الْمَرْأَةِ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَنَحْوِهِ].
وأشار مبروك عطية إلى أن الشهوات أصبحت غريبة ومنكرة، وهذا الشخص مينفعش تضمنيه ببصلة، وهو نفسه غير مضمون لانه معرض أن يموت فجأة فى الشارع أو يُسرق أو ينسى موبايله فى مكان ما، فلا توافقيه أن يصورك إطلاقا إلا لو كنتى مجرمة.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن إهانة الزوج لزوجته واعتداؤه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.
وأضاف «الإفتاء» في منشور سابق لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم: 21].
وتابعت: أن الشرع الشريف أمر الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي).
وأكملت: حَثَّ الشرعُ على الرِّفْق في التعامل بين الزوج والزوجة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم).
ونبهت على أنه لم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد أهان أو ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، ...» (أخرجه مسلم).