معجزات قيام الليل.. البحث عن معجزات قيام الليل، من الأمور التي يصعب حصرها أو الوفاء بقدرها، خاصة وأن هذه الأوقات العظيمة من الليل ستظل مصدر عطاء لا يتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ففي الليل نفحات وعطايا ينبغي ألا يهدر المسلم ثوابها، يقول تعالى في محكم التنزيل:" وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا".
معجزات قيام الليل
وقيام الليل أو جوف الليل أو ثلث الليل من الأوقات التي يستحب فيها لقاء الله تبارك وتعالى بالصلاة والدعاء والاستغفار، حيث يبدأ وقت صلاة الليل من بعد صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، والأفضل مطلقًا أن تكون صلاة الليل في الثلث الأخير منه؛ لأن الرب تبارك وتعالى ينزل فيه إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر، وفي أي وقت صلى العبد فقد أصاب السنة ونال الأجر إن شاء الله.
وتصلى صلاة الليل، ما استطاع أن يؤدي الإنسان من ركعات قبل دخول الفجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوها كـ سُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاعة، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ".
معجزات قيام الليل
وقد كان الصالحون يحنون لغروب الشمس كما يحن الطير لأوكاره، فأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، بهذه الكلمات أوصى الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عموم المسلمين وطلاب أهل العلم، داعياً إلى الحرص على قيام الليل والتقرب إلى الله بالطاعات والإكثار من الاستغفار والدعاء بالمغفرة في الخلوات.
وقال مهنا في شرحه لكتاب "إحياء علوم الدين للإمام الغزالي": كفى بالمطيع ثواباً أن جعله الله أهلا للطاعة، وكفى بالعاصي عقاباً أن جعله الله من أهل المعاصي، لافتاً إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على نهجم يرون أن الليل مهما طال فهو سويعات قليلة، لأنهم يتلذذون بقيامه وبمناجاة ربهم فيه، ويعدون أنه ما بقي منالدنيا إلا قيام الليل، ولقاء الأحبة، وصلاة الجماعة.
وشدد على أن لله في الليل والنهار نفحات تصيب القلوب المتيقظة، فقد روي عن أحدهم قوله: منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء سوي طلوع الفجر فلولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.
معجزات قيام الليل
لقيام الليل جملة من الأعمال والكرامات والمعجزات التي يصعب عدها أو حصرها لكن نجمل من بينها ثلاث هم:
1- مستجاب الدعاء: ومن معجزات هذه الساعة أن السائل مجاب يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد في حديث الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي قال: "ما من عبد يبيت على ذكر طاهرا، فيتعار من الليل، فيسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه".
2- من أعظم أسبابِ دخول الجنّة: لقوله تعالى "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة، فينادي مناد فيقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون، وهم قليل، يدخلون الجنة بغير حساب، ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب".
3- تدخلك في جملة الأبرار والمتقين والقانتين والطائعين: يقول تعالى: "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا"، وقوله تعالى: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الألْبَابِ"، وقد سئل النبي ﷺ عن أفضل الصلاة فقال: طول القنوت، أي طول القيام.
معجزات قيام الليل
من أعظم الدعاء في هذه الأوقات المباركة فمن أراد أن يُقيم ليلهُ فعليه بذكر الله وتحميده، وتسبيحه، والصَّلاة على رسوله، وقراءة القرآن، ومُذاكرة أحاديث المُصطفى - عليه الصّلاة والسّلام- فله ذلك، ويُحسب من الذّاكرين، ويُؤجر على قِيامه وذكره وقراءته، وذلك لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)، قِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ، قال الحافظ: (وقيل: معناه أجزأتاه فيما تعلّق بالاعتقاد، لِما اشتملتا عليه من الإِيمان والأعمال إجمالاً)، ثم ذكر أقوالاً أخرى، قال: (ويجوز أن يُراد جميع ما تقدّم والله أعلم)، وعن أبي مسعود قوله: (من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة).
- دعاء سيد الاستغفار: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، وهذه الصيغة هي من أكمل الصّيغ، وتقال صباحًا، ومساءً كالأذكار، فمن قالها دخل الجنّة.
- قول النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويُفطر يوماً)، يعني ذلك أنّه كان يُصلّي السُّدس الرّابع والسُّدس الخامس، وإذا قام ففي الثُّلُث الأخير لما في ذلك من فضلٍ عظيم؛ لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل.
- ومن الدعاء القول: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شَمْلِي، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَرُدُّ بها أُلْفَتِي وتُصلِحُ بها دِيني ، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتُزَكِّي بها عملي، وتُبَيِّضُ بها وجهي، وتلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوء .
- أيضاً: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت.. سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشق سمعه وبصره.
- كذلك القول: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شَمْلِي، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَرُدُّ بها أُلْفَتِي وتُصلِحُ بها دِيني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي ، وتُزَكِّي بها عملي، وتُبَيِّضُ بها وجهي، وتلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوء.
- اللهم أعطني إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمةً أنالُ بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.