الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرآة .. بدأت بانعكاس الماء الساكن وتطورت في أشكال عديدة .. نوستالجيا

المرآة.. بدأت بانعكاس
المرآة.. بدأت بانعكاس الماء الساكن وتطورت في أشكال عديدة

لا يستغني عنها في أي بيت كان حتى أنها قد تكون جزءاً أو أكثر من معظم غرفه، وبها يستعين الناس في التأكد من أناقتهم ومظهرهم أثناء جلوسهم في المنزل وقبل الخروج منه، وأكثر المرايا شيوعاً الآن تصنع من الزجاج لشفافيته وسهولة تصنيعه وصلابته وقابليته على امتلاك حواف ناعمة لكن لم يكن هذا هو الشكل الدارج للمرآة قديما. 

كان الناس يستعملون قديما برك الماء الساكن الداكنة اللون، أو الماء المجموع في أوانٍ بدائية حتى تم تصنيع أقدم مرآة موجودة من قطع من الحجارة المصقولة مثل «السبج» وهو نوع من الزجاج البركاني الطبيعي كالتي استعملها الناس في مصر القديمة وبلاد الرافدين. 

واختلف تصنيع المرآة من دولة لأخرى حول العالم، فعلى سبيل المثال كانت تصنع من البرونز في الصين قبل حوالي 2000 قبل الميلاد، كما صنعت من النحاس والقصدير في الهند والصين أيضاً، أما عن أول مرآة معدنية مغطاة بالزجاج فقد صنعت في صيدا بلبنان في القرن الميلادي الأول.

ودخلت الفضة أيضاً في تصنيع المرآة وكذلك البرونز رغم أنها كانت غالية الثمن وقليلة الانتشار لكنها كانت في ذات الوقت لها العديد من العيوب، فهي عرضة للتآكل، وتعطي صورة أغمق من المرايا الحديثة، ما جعلها غير مناسبة للاستخدام الداخلي خصوصا مع الإنارة التقليدية في ذلك الوقت كالشموع.

أتت بعد ذلك مرحلة تصنيع المرآة من الزجاج المسطح كما اخترعها حرفيو الزجاج الفينيسيون في القرن السادس عشر حيث قاموا بتغطية الجانب الخلفي من الزجاج بالزئبق، محصلين بذلك انعكاساً شبه كامل وغير مشوش، وبعدها انتقل سر تصنيعها إلى  المعامل الفرنسية ما جعلها متوفرة لعامة الناس، على الرغم من بقاء مشكلة التسمم بالزئبق.

أما في العصور الحديثة، فتم إنتاج المرايا عن طريق تشكيل المادة الأساس وتصقلها وتنظيفها، ثم تغطيتها بمادة غير سامة وغالباً ما تكون الفضة أو الألمنيوم الحاوي على طبقات من الأغطية ككلوريد القصدير الثنائي والفضة ومنشطات كيميائية والنحاس والطلاء. 

وتطورت صناعة المرايا بشكل كبير في القرون الوسطى، عندما بدأ الألمان بإنتاج ألواح من المرايا المسطحة، ثم أتقن الإيطاليون في نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر، صناعة مرايا من الزجاج الرصاصي النقي حتي جاء عام 1853 واخترع العالم الكيميائي الألماني يوستوس فون ليبيج، ما يعرف بالمرايا الزجاجية الفضية، اعتمدت على طلاء الزجاج بمادة كيميائية لزيادة الانعكاس وتسمى عملية «التفضيض».

ومع التطور التكنولوجي الهائل في عالمنا، صمم باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية، مرايا  يمكنها مراقبة عمل أعضاء الجسم، كما يوجد مرايا أخرى للماكياج مزودة بشاشة تعمل باللمس ببطارية تعمل بالصمام الثنائي الباعث للضوء مع حامل يدور 360 درجة قابل للتعديل، ومرايا ليد على الحائط.