قال الشاعر الكبير أحمد سويلم، إن الشاعر محمد الفيتوري، الذي تحل اليوم، الأربعاء، ذكرى ميلاده، أحد رواد الشعر الحديث، حيث ولد في السودان عام ١٩٣٦ لأب ليبي وأم مصرية، وهذا المزج بين جنسيات عربية حير الكتاب والنقاد في انتسابه، وعلي الطرف الآخر جعله شاعرا عربيا أفريقيا، مهموما بقضايا وطنه حتي إنه خصص ثلاثة دواوين لأفريقية هي: "أغاني أفريقيا"، و"اذكريني يا أفريقيا"، و"أحزان أفريقيا"، وهو في هذه الدواوين مهتم بقضايا الحرية والسود والاستعمار الذي كان يجثم على أفريقيا وتعتبر قصائده تحريضية توقظ الوعي ضد الظلم والاستبداد والاحتلال، كما اهتم بالقضايا العربية باعتبارها امتدادا لقضايا أفريقيا.
وأضاف سويلم، في تصريحات خاصة، أن الفيتوري لم يكن يقر له قرار، فهو دائم التجوال يشعر دائما بالغربة فيفلسفها أنها غربة من أجل المعرفة فوطنه بامتداد العالمين الأفريقي والعربي.
وأشار إلى أن هذا المسار الذي اختاره الفيتوريتفرد به عن شعراء جيله، وجعله قضيته التي يعيش ويموت من أجلها، من ثم فان الفيتوري يعد صوتا مفردا وسط الأصوات الأخرى، وقد استطاع أن يبدع نحو عشرين ديوانا وعددا من المسرحيات والدراسات النقدية فكان مخلصا لإبداعه ولقلمه حتى رحيله في عام ٢٠١٥ في المغرب.