الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجمل آية في القرآن.. رددها تكن سبباً في دخول الجنة

أجمل آية في القرآن
أجمل آية في القرآن

أجمل آية في القرآن.. القرآن الكريم وحي الله المنزل على خاتم رسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ففيه من الشفاء والأمور الجليلة والعظيمة ما يجعل البعض يبحث عن أجمل آية في القرآن.

أجمل آية في القرآن

تحتوى سورة البقرة كأطول سور القرآن الكريم على أجمل آية وهي آية الكرسي التي تقع في الجزء الثالث من كتاب الله والآية 255 من السورة، عُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم، وقراءتها عبادة لله وراحة للقلب، وفيها توجد القاعدة الأساسية للدين الإسلامي التي هي معنى التوحيد الخالص لله -تعالى- وفيها أيضًا علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وكما أنها مكونةٌ من خمسين كلمةً فيها خمسون بركةً من الله، وهي من الآيات التي جمعت الكثير من أسماء الله ففيها 17 اسمًا لله -تعالى- منها الاسم الأعظم الذي لا يُرد دعاء المسلم عند الدعاء به، فعن أبي ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟، قال: قلت: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، قال: فضرَب في صدري، وقال: والله ليَهْنِك العلم أبا المنذر".

أجمل آية في القرآن 

وآية الكرسي كما وردت في كتاب الله تبارك وتعالى هي: «اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». 

كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها سبب في دخول الجنة، حيث قال: مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ".

وهي الواقية من الشيطان الرجيم حيث قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: "إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ، لن يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ"، وعن عبدالله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر قال: فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم قال: فسلمت عليه فرد السلام قال: فقلت ما أنت؟ جني أم إنسي؟ قال: جني. قال: قلت له ناولني يدك قال فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن؟ قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني. قلت فما حملك على ما صنعت؟ قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال: فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية آية الكرسي ثم غدا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره فقال النبي صدق الخبيث.

كما أنها سبب لحفظ من يحفظها، كما أنها ترفع مكانته وقدره عند الله لتصل به لأعلى المنازل وأسماها، كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - قد قال عنها (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ، لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ).

أجمل آية في القرآن

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق، في خواطره عن تفسير أجمل آية في القرآن وهي آية الكرسي أن المراد من قوله تعالى: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)، أي أنه عز وجل هو المعبود الذي يُتوجه إليه بالعبادة، و(الْحَيُ) هو الله وهي أول صفة يجب أن تكون لذلك الإله، و(الْقَيُّومُ) أي أن الله هو القائم على أمر رعيته وأنه متولي شؤونها فكأن القيام هو مظهر الإشراف لأن القائم قد يكون قائما بغيره، لكن حينما يكون قائما بذاته وغيره يستمد قيامه منه فهو قائم على كل نفس فلابد أن يكون قيوما.

ويضيف: إن من قيومته تعالى أنه (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)، والسنة هي النعاس الذي يأتي في أول النوم أي النوم الخفيف، فهنا يطمئن الله عباده ويقول لهم ناموا أنتم لأنني لا تأخذني سنة ولا نوم لأن كل ما في السماوات والأرض لي فلا شيء ولا أحد يخرج عن قدرتي، ولذلك يقول الله (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)، موضحاً أن المراد من قوله عزَّ وجل: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) أي فإن الكافرين قد جعلوا لله شركاء ويقولون إن هؤلاء الشركاء هم الذين سيشفعون لنا عند الله فيقول الله إن الشفاعة لا يمكن أن تكون عندي إلا لمن أذنت له أن يشفع إن الشفاعة ليست حقا لأحد ولكنها عطاء من الله.

وأشار إلى قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) أي أن عند الله علم جميع الغيب ويحيط علمه بكل شيء ولا تخفى عليه خافية وإنها إحاطة من كل ناحية فإن الله يعلم مطلق العلم وكون الله يعلم فإن ذلك لا ينفي أن يكون غيره يعلم أيضا لكن علم البشر هو بعض علم موهوب من الخالق لعباده.

وأوضح أن قوله: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ)، العلم هو الصفة التي تعلم الأشياء على وفق ما هي عليه، هذا هو العلم، وصفة الله وعلمه أعظم من أن يحاط بهم لأنها لو أحيطت لحددت وكمالات الله لا تحدد، وكلمة (وَلاَ يُحِيطُونَ) هي دقة في الأداء لأنك قد تدرك معلوما من جهة وتجهله من جهات فأوضح الله أنك لا تقدر أن تحيط بعلم الله أو قدرته، لأن معنى الإحاطة أنك تعرف كل شيء وأنت لا تحيط بعلم إلا بما شاء لك الله أن تحيط، لافتاً إلى أن قوله تعالى: (إِلاَّ بِمَا شَاءَ) هو إذن منه سبحانه بأنه سيتفضل على خلقه بأن يشاء لهم أن يعلموا شيئًا من معلومه، وكان هذا المعلوم خفياً عنهم ومستورًا في أسرار الكون، ثم يأذن الله للسر أن ينكشف، وهذا القول فيه تحد واضح، فحتى إذا اجتمع البشر مع بعضهم فلن يحيطوا بشيء إلا بإذنه.

وشدد على أن قوله عز وجل: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا)، أي أنه لا يثقل على الله حفظ السماوات والأرض فإن السماء والأرض وهما فوق اتساع رؤية البشر فقد وسعهما الكرسي الرباني، وقال بعض المفسرين إذا كان الكرسي لا يثقل عليه حفظ السماوات والأرض فما بالنا بصاحب الكرسي؟، وأن قوله: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وهذا أمر طبيعي يقتضيه سياق ما تقدمت به الآية الجليلة آية الكرسي و(العليّ) هو الذي لا يوجد ما هو أعلى منه فكل شيء دونه.