الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم يوسف يكتب: العدو الأزلي للإنسان

ابراهيم يوسف
ابراهيم يوسف

 حذرنا الله تعالى وذكّرنا القرآن بالعداوةِ الأزلية من الشيطان للإنسان والتي بدأت قبل أن يهبط آدم الى الأرض ويصبح له زوجُُ وذرية، يوم أن امتلأ الشيطانُ غيظاً وحقدا بعد أن رأى تكريمَ وتفضيلَ اللهِ  لآدم على الملائكةِ، حينما صدر القرار الإلهي بالسجود لآدم فأبى إبليس وأعلن العداء وتوعد آدم وذريته من بعده بالغواية والإضلال إلا عباد الله منهم المخلصين.

من هنا بدأت فكرةُ الشيطانِ والصراع بين الخير والشر، متمثلا في الشيطان الذي هو رمز الشر في هذه الحياه، ولكن كي نتقن فن الدفاع والحرب ضد هذا اللعين علينا أن نتعرف عليه وما هي صفاته ولماذا خلقه الله وما هي انواعه؟.

الشيطان لفظ يطلق علي كل متمردٍ سيئ الأخلاق بعيدٍ عن الله سواء كان انسياً أم  جنياً أم حيوان لذلك بيّن القرآن ُ أن من البشر شياطين.

ومن الحيوانات شياطين، وما يدلل هذا الكلام ما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب عندما ركب يوما بغلةً فتبخترت به يميناً ويسارا، فقال للناس: أنزلوني فوالله ما حملتموني إلا على شيطان، حيث شبه الحيوان في أخلاقه السيئة بالشياطين.

والله سبحانه خلق الشيطان من أجل إقامةِ الحجةِ على عباده ليختبر قوةَ إيمانهم ودفاعهم عن عقائدهم ضد وسوسةِ الشياطين لذلك أتى الحديثُ النبوي الشريف يوضح لنا أن الله لو لم يشأ أن يُعْصَى  لما خلق الشيطان. 

ولكن الشياطين تختلف فيما بينها فليس كل جني شيطان لأن من الجن مسلمون ومؤمنون، ولكن الشيطان هو العاصي الفاسد من الجن مع أنهم كلهم مخلوقون من النار كما بين النبي في أكثر من حديثٍ شريف، والجنُّ متدرجون على خمس درجات أدناها الأرواح وهم أطفالُ الجنِّ، وأعلاهم وأشدُهمْ العفريت وهو أقواهم  كما بين القرآن في قصة سليمان عن عرش بلقيس.

والله عز وجل، أقدرهم على التشكل بأشكال مختلفة فأحياناً على هيئة انسان كما في قصة سيدنا أبي هريره مع الجني الذي جاءه على هيئة رجلٍ ليسرق تمر الصدقة، كذلك يستطيعون التشكل على هيئة الحيوان وغيره، كما أخبر النبي في حديث شريف. ولكن هناك شيطان القرين الذي خلقه الله خصيصاً لكل إنسان يوسوس له  ليرى الله قدرتنا على التمسك به ودفع هذا القرين. والقرين  قد يكون جنى وإنسي، كما يكون نفس الإنسان التي بين جنبيه.

لكن حديثنا عن القرين الجني الذي لا يفارق الانسان حياته كلها حتى الأنبياء كان لهم قرناء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشه حينما سألته، وقالت: يا رسول الله حتى أنت لك شيطان ؟ فقال : نعم إلا أن الله قد أعانني عليه فلا يأمرني  إلا بكل خير.

وهنا السؤال الأهم، كيف نهزم شيطاننا؟ لكي نفعل  ذلك فلابد من أُمورٍ نلتزمها حتى نساعد أنفسنا وتهدئ أرواحنا وتطمئن إلى ذكر ربنا سبحانه وتعالى، ومنها صدق اللجوء والاستعانة بالله في كل وقتٍ وحين لأن الله خالقنا أجمعين والشيطان لا يقدر عليه أحدُُ إلا الله لذلك يجب علينا ان تستعيذ ونستعين بالله دائما منه. بالإضافة إلى قراءة القران  كل يوم وخاصة سورة البقره التي بيّن النبيُ أن أخذها بركةُ وتركها حسرةُُ ولاتستطيعها الشياطين وأن البيت الذي تقرأ فيه لا يقربه شيطان ثلاثة ايام. والمحافظة على الوضوء لأن الوضوء حصنُ المؤمن كما قال رسول الله، ومثل المتوضئ كرجلٍ  طلبهُ الأعداء وهو متحصنُُ منهم في حصنٍ لا يستطيعون طَلَبَهُ فهكذا الوضوء!

لكي تستطيع أن تهزم شيطانك عليك بعدمُ التسرع في الغضب لأن الغضبَ مدعاةُ لحضور الشيطان، والتصدقُ قدرَ المستطاعِ لأن الصدقة تفكُ أسرَ العبد من الشيطان، وسلامةُ القلبِ من الحسد والحقد لأن الشيطانَ حسودُُ يحب كل حقود، والمداومة ُ على ذكرِ الله دائماًوأبدا لأن الله قال ..أنا جليسُ مَنْ ذكرني... وكيف يقربُ الشيطانُ رجلاً مع اللهِ واللهُ َمعهْ؟