تحدث الدكتور حسين عبد البصير عالم المصريات ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، عن أهمية افتتاح “طريق الكباش" والذي من المفترض أن يتم افتتاحه الخميس المقبل ضمن احتفالية كبرى ينتظرها العالم أجمع، مقدما رؤيته الخاصة حول هذا الحدث والذي يبرز أهمية مصر كوجهة سياحية وأثرية في العالم.
وقال الدكتور حسين عبد البصير، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، إن افتتاح "طريق الكباش" هو الحدث الأبرز التي تنتظره مصر خلال الفترة المقبلة، موضحا أن هذا الطريق كان يربط بين معابد الكرنك في الشمال، ومعبد الأقصر في الجنوب والذي مثل الرحلة المقدسة التي كان يقوم بها الإله آمون "سواء آمون الكرنك في الشمال" أو آمون الكرنك في الجنوب" وأيضا ثالوث طيبة المقدس والمقام للإله آمون رع، من خلال الزوارق التي كانت تمر عبر نهر النيل، وصولا إلى معبد الأقصر في الجنوب.
وأضاف أن هذا كان يسمى بعيد "الأوبت" وهو عيد مصري شهير أشبه بالاحتفال بمولد سيدي أبو الحجاج بالأقصر، ومسجده الذي اكتشفنا داخله الكثير من الآثار المصرية القديمة، فنحن هنا عندنا تواصل بين الحضارات المصرية، إذ يظهر الاحتفال الجلي والذي يربط بين الماضي (عيد الأوبت) وبين الحاضر (مولد سيدي أبو الحجاج).
وتابع الدكتور حسين عبد البصير، قائلا: “نحن ننتظر هذا الحفل بفارغ الصبر والذي سيروج لمدينة الأقصر بصورة كبيرة، وللسياحة المصرية -على حد سواء-، وهو يؤكد على اهتمام الدولة االمصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، والمسئولين في الدولة لتنظيم وإنجاح هذا الحفل بصورة لائقة، وهو إنجاز تقوم به الكثير من الجهات، وبجهد من المرممين أيضا الذين عملوا لأشهر كثيرة متواصلة لإنجاح هذا الحدث، وهو يبرز جوهر وأهمية هذه المدينة السياحية لإعادة رونقها العالمي، فالأقصر بالنسبة إلينا هي عاصمة الثقافة والآثار في االعالم كله، إذ تحوي على ثلث آثار العالم”.
آثار متفردة
وأوضح "عبد البصير"، أن محافظة الأقصر غنية بالآثار المتفردة؛ ومنها معبد الأقصر والكرنك، والذي يشبه الفاتيكان في مصر القديمة، فكل ملك كان يأتي ويضيف لهذا المعبد إضافات خاصة به فهو يعود لعصر سونسرت في الدولة الوسطى وصولا إلى العصور اليونانية الرومانية، فحتى الكوشيين الذين أتوا من النوبة وحكموا في عصر الأسرة 25 لهم أيضا بصماتهم الموجودة على الكرنك.
وأشار إلى أن الأقصر بشكل عام غنية بالكثير من الآثار، حيث يتواجد فيها أيضا معبد الدير البحري الخاص بالملكة حتشبسوت، وكذلك وادي الملوك والذي يحوي على مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، فقد احتفلنا مؤخرا بذكرى مرور 99 عاما على ظهور هذه المقبرة، من جانب عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، فهذه المقبرة هي الوحيدة التي أتت إلينا كاملة.
وأوضح أن هذه المقبرة جاءت إلينا كاملة لأن مقبرة رمسيس السادس كانت تقع بالقرب منها لكن ماحدث وقتها أن العمال الذين كانوا يعملون على تشييد مقبرة رمسيس السادس، أزالوا الرديم المستخرج من هذه المقبرة ألقوه على مقبرة توت عنخ آمون، ومن هنا أخفوا المدخل عن أعين اللصوص، إلى أن جاء كارتر سنة 1922 واكتشفت المقبرة عن طريق الصدفة، بعد أن كان يعمل بالمنطقة لمدة خمس سنوات دون أن يحرز أي تقدم يذكر وقتها.
وقال الدكتور حسين عبد البصير، إن العمال اكتشفوا "درج" عن طريق الصدفة بالمنطقة، وهو ما قادهم لاكتشاف المقبرة، وهذه المقبرة نقل الكثير منها إلى المتحف المصري الكبير، والذي نعتبره بمثابة "بيت عنخ آمون الجديد"، من خلال عرض متحفي مبدع، لذلك فنحن أمام إنجازات كثيرة تقوم بها الدولة المصرية لتنفيذ مشروعات أثرية لم يسبق لها مثيل من قبل.
وفيما يخص العائد المرجو من الحفل المنتظر لإعادة افتتاح "طريق الكباش"، أضاف حسين عبد البصير: “هذا حدث أراه عظيما، نتيجة المردود السياحي العالمي المنتظر منه، فنحن في بداية الموسم الشتوي بمحافظة الأقصر، والأقصر هي وجهة سياحية بالطبع وبمجرد افتتاحه ستلتفت إليه الأنظار بالطبع، فهذا الحدث هو بمثابة دعاية جيدة للآثار المصرية ككل فضلا عن أنه سيضمن دعاية مجانية لمصر من خلال جميع القنوات العالمية، التي سوف تبث الحدث وتعرضه عبر شبكاتها الإعلامية، فأنا أرى أن هذا الاحتفال سيتفوق على احتفالية المومياوات الملكية والتي أبهرت العالم".