الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فليذهب السرطان إلى الجحيم.. سلمى وأسماء مقاتلتان خاضتا حربا ملهمة ضد المرض اللعين

صدى البلد

"فليذهب السرطان إلى الجحيم".. جملة عبر بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم الشديد بعد تلقي خبر وفاة أشهر محاربة للسرطان، "سلمى الزرقا" التي أدى المرض إلي بتر ذراعها الأيمن، واستعاضت عنه بذراع صناعية واستكملت حياتها بشكل طبيعي، حتى حصلت على الماجستير وتزوجت، إلى أن هزمها المرض أمس ولقت ربها.


ولم تمر ساعات على وفاة الزرقا حتى تم إعلان خبر وفاة الإعلامية الشابة أسماء مصطفى، زوجة النائب الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، التي كانت تعاني منذ فترة من مرض السرطان أيضا.

 

سلمى الزرقا سوبر وومان 


فور إعلان خبر وفاة سلمى الزرقا سادت حالة من الحزن على صفحات التواصل الاجتماعي، كون سلمى كانت نموذجا في الشجاعة والعزيمة والإصرار لكل الناس، وكانت تدعم أصحاب الأمراض من خلال صفحتها على فيس بوك، فكانت دائما تقوم بنشر بوستات إيجابية لتحفيز متابعيها على المقاومة، ولكن إعلان وفاتها كان خبرا محزنا على قلوب جميع متابعيها على السوشيال ميديا.

سلمى الزرقا فتاة مصرية متزوجة من إسلام عرفات ابن رئيس نادي سموحة وليد عرفات، كانت قد أصيبت منذ ما يزيد عن 6 سنوات وتحديدا عام 2015 بمرض سرطان العظام، أخذ مرض السرطان المتوحش ينهش في عظامها منذ 2015، حتى أجبرها على بتر ذراعها الأيمن في عام 2018 ولكنها تابعت حياتها بشكل مثير للتفاؤل والأمل.

تعلمت سلمى الكتابة باليد اليسرى، وأكملت مسيرتها التعليمية، لتستطيع بعد بتر ذراعها الحصول على الماجستير، وكانت تأمل في المواصلة للحصول على شهادة الدكتوراه، لكن منذ حوالي عشرة أشهر حدثت لها انتكاسة وتم إصابتها بسرطان الدم "لوكيميا"، والذي جعلها، لا تستطيع حضور حفل الماجستير الخاص بها واستلام الشهادة، وساءت الحالة الصحية لها بشكل كبير خلال بضعة أيام إلى أن حدثت وفاتها.

 

أحارب من أجل حياتي

لم تسمح سلمى الزرقا لهذا المرض بأن يدفعها إلى بئر اليأس، بل أنها حولت كل مشاعر الصدمة والحزن إلى طاقة إيجابية جعلت منها نفسا قوية، تصنع الفرحة بيديها، وتقرر استكمال دراستها العليا وكان من أشهر كلماتها لمتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي: "أحارب من أجل حياتي".


ونشرت محاربة السرطان بوست حزينا لها على الفيس بوك مؤخرا تعبر فيه عن حزنها الشديد لعدم استطاعتها حضور حفل رسالة الماجستير، وأيضا نشرت ستوري على الصفحة الخاصة بها قبل دقائق قليلة من خبر الوفاة وهي تنطق الشهادتين فيه، وتطلب من متابعيها الدعاء لها، وكأن المحاربة كانت تستشعر دنو أجلها.


وأعربت سلمى، من خلال هذا المنشور الأخير، عن حزنها بأنها لم تتمكن من حضور حفل التخرج الخاص باستلام شهادة درجة الماجستير التي ظلت تعمل عليها لمدة 6 سنوات.


وخلال لقاء صحفي في منتصف عام 2019، قالت سلمى إنها اكتشفت هذا المرض عام 2015، وبدأت رحلة علاجها في الولايات المتحدة الأمريكية، وأضافت: "كانت المرحلة الأولى هادئة، وكل الأمور أصبحت على ما يرام، ورجعت مرة ثانية بفضل الله إلى عملي في الأكاديمية العربية لمواصلة مهنة التدريس، التي أعشقها، لكن بعد فترة هاجمني السرطان مرة أخرى وأجمع الأطباء داخل مصر وخارجها بأن حالتي تأخرت مرة أخرى، ولا بد من السفر مجددا إلى الولايات المتحدة للعلاج".

 

سلمى: لا أخشى الا الله


وعن مشاعر الخوف، قالت سلمى الزرقاء: "لا أخشى سوى الله، فهذا المرض لا يخيفني، وكان يجعلني أشعر بأنني محاربة في معركة شرسة مع مرض لا يعرف سوى الانتصار، فمنذ إخباري بإصابتي، وأنا أجهز نفسي حتى أنتصر عليه وأكون قوية بذكر الله، فآيات القرآن الكريم تجعلني مغلفة برحمة الله، وتكسبني عزيمة مصنوعة من الفولاذ، لا تنكسر بسهولة".

 

تأجيل العلاج بسبب الماجستير


وعن كيفية حصولها على درجة الماجستير رغم هذه الظروف، قالت: "أثناء علاجي في المرحلة الثالثة وبعد فقداني لذراعي اليمنى، وضع طبيبي المعالج برنامجا علاجيا لابد من إتباعه بدقة، لكن أمنية حصولي على درجة الماجستير سريعا، جعلتني أؤجل في كثير من الأوقات كورسات علاجي لاستمراري في التفوق العلمي الذي نشأت عليه، وكنت أشعر أحيانا أن العلم أهم من العلاج، وفي نهاية المطاف أكرمني الله ونجحت في الحصول على الماجستير، وقريبا سأحصل على الدكتوراه بيد واحدة، ولن يهزمني هذا المرض الخبيث".

 

أسماء مصطفى محاربة السرطان

أعلن اليوم، عضو مجلس النواب أيمن أبو العلا، عن وفاة زوجته الإعلامية أسماء مصطفى، بعد صراعها مع المرض، وكتب عبر حسابه الشخصي بموقع فيس بوك: "انكسر ظهرى وفطر قلبي ولن اقول الا ما يرضي الله.. انا لله وانا اليه راجعون".

 

معاناة مع المرض اللعين


كانت الإعلامية أسماء مصطفى حبيب، مقدمة برنامج “هذا الصباح” على شاشة إكسترا نيوز  نشرت تعليقا عبر صفحتها الرسمية علي موقع التواصل “فيسبوك” روت فيه معاناتها بعد إصابتها بالسرطان وكتبت: "أمي ربنا يديها العمر والصحة ويصبرها على ابتلاءها فيا قبل ما أتجوز لانى كنت برفض ناس كتير كل ما كانت تسألني كنت اقولها عايزة اتجوز راجل بيحبنى بجد لنفسى كانت تدعى وتقولى ربنا يرزقك بالى يقدرك ويريح قلبك يكون ابن اصول عمرها ما اتمنت ليا عريس يجبيلى مثلا شبكة بكام ولا سكن ولا حاجة خالص  زى ما بيحصل ولا طلبت غير راحة بالى وحد يقدرنى".


وأضافت أسماء: "وربنا سبحانه وتعالى استجاب دعوتنا إحنا الاثنين رزقنى براجل بجد بيحبنى لنفسى ولشخصى وبيقدرنى والمحنة والمرض خلونى افتكر دعوتها، المرض الملعون ده دمرنى لكن هو شايفنى احلى ست فى الدنيا ولاقيته ضهرى وسندى فى دنيتى، ربنا يحميه ويحفظه ويكفيه شر الحاسدين ويبارك فى اولادنا ويحفظهم ونقدر نعدى المحنة ونخرج بمنحة يا رب صبرنا على ابتلاءنا".

 

أسباب عدم مشاركة تجربتها

وسبق أن كشفت أسماء مصطفى، أسباب عدم مشاركة تجربتها في مقاومة مرض السرطان مع متابعيها مثل بقية المشاهير، مؤكدة أن حالتها الصحية "معقدة"، وما زال الفريق الطبي يحاول الوصول لبروتوكول علاج كيماوي يناسب حالتها المتأخرة نسبيا، واعتذرت عن تقديم بث مباشر لطمأنة محبيها مؤكدة أنها لن تظهر وهي بهذه الحالة الصحية.