الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بكيزة هانم.. 52عاما من الفن الراقي في حياة سهير البابلي وعلاقتها بالشعراوي

صدى البلد

أثار خبر وفاة الفنانة سهير البابلي، حزن الملايين من جمهورها الذين عشقوا فنها الراقي والكوميديا الساخرة التي قدمتها على مدار 52 عاما، ولا تزال افيهاتها المميزة مستمرة حتى الآن.

كانت أعمال سهير البابلي راقية مبهجة خاصة المسرحيات التي أسعدت جمهورها على مدار سنوات، وأهمها مدرسة المشاغبين، وريا وسكينة، اللتان تحققان مشاهدات عالية خلال عرضهما بعد مرور سنوات.

 

قرآن كريم ونطق الشهادتين

كانت سهير البابلي في الساعات الأخيرة قبل وفاتها تحرص علي سماع القرآن وترديده في سرها، حيث كانت تعاني من صعوبة في الكلام والنطق، وعلي الرغم من عدم قدرتها على النطق إلا أنها قبل وفاتها بساعة حرصت علي ترديد الشهادتين أكثر من مرة، وكأنها كانت تعلم أن هذه الساعات هي الأخيرة في حياتها.

 

قصة اعتزالها الحجاب


أثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية" قررت سهير البابلي اعتزال الفن وارتداء الحجاب في مفاجأة لجمهورها، وبعد أن تركت المسرحية قرر المخرج ​جلال الشرقاوي أن يستعين بإبنته عبير الشرقاوي لكي تمثل الدور إنقاذًا للموقف.

وقالت سهير البابلي وقتها إنها عندما قررت الإعتزال شعرت بأنها خافت من لقاء الله وأرادت ارضاءه، وكانت ابنتها قد ارتدت الحجاب، وكانت تحرص على دراسة وحفظ القرآن، فقررت سهير ارتداءه عام 1997، وتردد أن السبب في ذلك هو لقاءاتها بالشيخ الشعراوي، والدكتور مصطفى محمود، اللذان كانت تحرص على زيارتهما مع مجموعة من الفنانات، لكن بعد الاعتزال بعد سنوات طويلة، عادت سهير لتقدم بعض المسلسلات بالحجاب، فكان أول عمل عادت به هو مسلسل "قلب حبيبة".

وسردت الفنانة الراحلة في عدة لقاءات لها عن تفاصيل لقاءها بالشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث قالت إنها عقب عودتها بعد تسع سنوات من الإعتزال قال لها الشعراوي حينها: "وماله لو مثلتي وإنتي بالزي ده، وتوصلي رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التلييفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع مني".

كما كان للشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، موقفًا مع الفنانة سهير البابلي، التي روت كواليسه في عام 2017، خلال حديثها مع الإعلامي وائل الإبراشي، قائلة: «الإمام الشعراوي، كان صاحب الفضل في ارتداء الحجاب، لم يطلب مني اعتزال الفن وإنما نصحني بضرورة أداء الأدوار المناسبة».
وأضافت: «كان جميلا، ومحدش ميحبش يشوفه، لأنه كان واقعيا جدًا، راجل عاقل ودارس، ومقاليش اعتزلي الفن، لكن قالي نشوف الأدوار الحلوة، والأدوار اللي بتقول كلمة ومعنى».

 

موهبة مبكرة وأعمال رائعة

الحاجة سهير كما أطلق عليها في الوسط الفني، من مواليد محافظة دمياط، مركز فارسكور، أفنت حياتها للفن منذ طفولتها، وتحديدا الفن المسرحي، ظهرت عليها الموهبة في سن مبكر، سوسكا العاشقة للفن التي تحدت من أجله والدتها انتقلت إلى المنصورة، وعاشت طفولتها هناك، لأن والدها كان ناظر مدرسة ثانوية بها، ورغم أن والدها ناظر المدرسة كان يؤمن بموهبتها، تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة، حيث كانت تجيد تقليد الممثلين، حتي وقفت على خشبة المسرح الذى تنتمي إليه.
التحقت بمعهد الفنون المسرحية، بعد حصولها على الثانوية العامة، وكان من أساتذتها حمدي غيث، وعبد الرحيم الزرقاني، والتحقت أيضا بمعهد الموسيقى، وهذا عرضها لضغوط عائلية كبيرة من جميع النواحي المادية والمعنوية.

 

دفعها المخرج المسرحي الراحل فتوح نشاطي لاحتراف الفن، وانضمت للمسرح القومي، وهناك عملت مع أكبر نجمتين، سناء جميل، وأمينة رزق، وهو ما كان يضعف فرصتها في الحصول على دور البطولة.


كانت تحب الفن رغم الضغوط العائلية، وحاربت لتصل لمكانة عالية بالوسط الفني، وساعدها أكثر زوجها الفنان منير مراد، وكان أملها معه أن تصل للبطولة، اشتركت أثناء ارتباطها به بفيلم “يوم من عمري”، رغم أنه دور صغير اقتحمت الشاشة المصرية بعده، بمشاركتها في العديد من الأفلام، وكان لها وجود مهم بكل فيلم تشارك به، حيث تجسد الشخصية بمهارة، لأنها فنانة قديرة لها بصمة بكل أعمالها.

رغم ذلك شاركت في عديد من العروض المسرحية، منها “الناس اللي فوق، ليلى والمجنون، الخال فانيا، العالمة باشا”، ورغم معارضة والدتها لدخولها مجال الفن، لكنها بعد عامين سارت وراءها حتى وصولها إلى المسرح، وعندما شاهدت ابنتها صرخت، حتى جرت الفنانة هربا من أمها إلى دار الأوبرا واختبأت في غرفة الحارس، وكانت أول مشاركاتها السينمائية من خلال فيلم “إغراء وصراع مع الحياة”، عام 1957، وشاركت في العديد من الأفلام منها “هل أقتل زوجي، ساحر النساء، المرأة المجهولة، لن أعود، لوكاندة المفاجآت، حياة امرأة، البنات والصيف”.

بعد تأسيس فرقة الفنانين المتحدين عام 1966، عرض عليها المنتج المسرحي سمير خفاجى الانضمام إلى الفرقة، وشاركت في العديد من العروض المسرحية، وعملت على  المسرح، وامتلكت رصيدا ضخما من الأعمال الفنية، خاصة على المسرح وقدمت مسرحية “شمشون وجليلة، سليمان الحلبي”، ولمعت في مسرحيات “مدرسة المشاغبين”، المعلمة عفت التي واجهت المشاغبين حتى عادوا إلى رشدهم، مع النجوم عادل إمام، وسعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي.

 

نجاح ريا وسكينة وبكيزة وزغلول

في عام 1983، قدمت أحد أهم أعمالها، مسرحية “ريا وسكينة”، مع الراحلة شادية، وكانت المسرحية الوحيدة التي قدمتها الفنانة القديرة شادية، وحققتا بها نجاحا كبيرا، وعلى شاشة التليفزيون لمعت في “بكيزة وزغلول”، مع إسعاد يونس، المسلسل الذي أصبح حديث المشاهدين، وانتظار حلقاته يوميا.

لم تتوقع نجاحه ورد فعل الجمهور، مما شجعها على إعادته كفيلم “ليلة القبض على بكيزة وزغلول”، وتطورت مع السنوات عند تقديم دور البطولة بأفلام “سيد قشطة”، بطولة عادل أدهم، وإلهام شاهين، وفيلم “العاطفة والجسد”، مع رشدي أباظة، ونجلاء فتحي، وعمر خورشيد، ومحمود ياسين، حتى حطت الرحال ولفظت أنفاسها الأخيرة اليوم، بعد صراع مع المرض.