هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟ سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية من شخص يسأل هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟
هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟
جاء رد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال "هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟"، أنه إذا جاء شخص يطلب من إنسان أن يسامحه، فليس واجبا عليه فعل ذلك، وإنما حسب راحة قلبه، فالعفو بالطبع أفضل، لكنه ليس واجباً.
وأضاف شلبي أنه قال تعالى "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّةٍ عرضُها السَّماوات والأرض أعدَّت للمتَّقين * الذين ينفِقُونَ في السَّرَّاء والضَّرَّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس واللّه يُحبُّ المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذُّنوب إلاَّ اللّه ولـم يُصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربِّهم وجنَّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجرُ العاملين"صدق الله العظيم، فالعفو من صفات المؤمنين، فإن استطعت العفو فهذا أفضل، ولكن ليس ملزماً به.
العفو في أخلاق النبي
وقال مركز الأزهر، عبر صفحته على “فيس بوك”، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم جسّدخلق العفو في شخصه وأخلاقه الكريمة، ويتجلى ذلك في قول السيدة عائشة رضي الله عنها عنه: «لم يَكُن فاحِشًا، ولا مُتفَحِّشًا، ولا صخَّابًا في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ».
وأوضح مركز الأزهر أن العفو يكون لمستحقه الذي اعترف بذنبه، وأظهر الندم على خطئه، أما إيقاع الجزاء القانوني على المسيء المجاهر بفسقه فهو واجب على المجتمع؛ لكف أذاه؛ فقد قال ﷺ: «إنّ الناس إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يدَيه أوشك أن يعُمَّهم الله بعقاب».
وأشار مركز الأزهر إلى أنه لا يقدر على العفو إلا أصحاب النفوس النقية، وانتشار خلق العفو من شأنه تنقية المجتمع من الخلافات، ونشر روح المحبة بين الناس؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. [فصلت:34].
لا أستطيع مسامحة من ظلمني فهل تقبل أعمالي
قال الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدارالإفتاءالمصرية، إن من أجمل الصفات التي يتصف بها المسلم: العفو عند المقدرة، فعندما يقابل الإنسان الإساءة بالإحسان يرضى الله عنه، ويجازيه بالمغفرة والإحسان خير جزاء.
وأجاب فخر، خلال لقائه بفتوى مسجلة له، مضمونها (لا أستطيع مسامحة من ظلمني فهل تقبل أعمالي؟)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب الينا أن نسامح من أذانا فلو لم تستطيعى ان تسامحي من أذاكى فهذا أمرك وشأنك مع الله عز وجل وهذا أمر، وقبول الأعمال والصيام أمر آخر.
وتابع: “عليك ان تجتهدي فى العبادة وتسألي الله لكِ ان يطمئن قلبك ويريح نفسك ويوفقك الى مسامحة الناس حتى لو كنتِ من أخطأتِ أنتِ فى حقهم فالمسامح يسامح، وعلى هذا فإذا تسامحنا جميعًا كانت المسامحة فيما بيننا شيئا طيب حتى إذا ما تقابلنا عند الله كانت قلوبنا وصحائفنا بيضاء من ظلم بعضنا لبعض وفى هذا تخفيف علينا فى الحساب يوم القيامة”.