شهدت الـ72 ساعة الماضية أزمة كبيرة شغلت الرأي العام، تتعلق بالوسط الغنائي والعاملين به ممن يعرفون بمطربي المهرجانات، حيث صدر قرار من نقابة الموسيقيين برئاسة هاني شاكر، بمنع 19 من مطربي المهرجانات من الغناء.
ومن أبرز الأسماء التي شملها قرار منع الغناء، حمو بيكا وحسن شاكوش ومجدي شطة وكزبرة وحنجرة وعمرو حاحا وفرقة الكعب العالي وأحمد قاسم الشهير بفيلو.
قرار هاني شاكر، لاقى ردة فعل قوية وتسبب في حالة من الجدل والانقسام ما بين مؤيد ومعارض، بعضهم يدعم ويشجع القرار للحفاظ على الذوق العام لما تحمله المهرجانات من ابتذال والبعض الآخر يرى أن القرار مصادرة للحريات وفرض ذوق معين على الناس.
رجل الأعمال نجيب ساويرس، كان من أشد معارضي قرار نقيب الموسيقيين، وتبادل الثنائي الاتهامات ووصل الخلاف بينهما إلى حد الهجوم على بعضهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وعبر وسائل الإعلام.
وفى هذا الإطار يستعرض موقع "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن بداية المهرجان في مصر والفرق بينه وبين الأغاني الفلكورية خلال السطور التالية:
المهرجانات في مصر
وتعتبر المهرجانات الشعبية المصرية نوعا جديدا من الأغانى الموسيقية الشعبية ، التي بدأ يذاع صيتها في الفترة ما بين أواسط عام 2011 وبداية 2012، وهي خليطٌ من موسيقى الراب والتكنو، أو موسيقى الكترو-شعبي بصبغة محلية، وبدأت في أواخر سنة 2007 و تطورت حتى اخذت شكلاً قريبا جدا من أغاني الراب بآداء شعبي مصري قبل ثورة 25 يناير في سنة 2011.، حيث كان مضمون أغاني المهرجانات غالبا يتحدث عن مشكلات الفقر والتهميش والمخدرات والصداقة، لكن بعد الثورة تطورت هذه الأغاني الشعبية من وأصبحت أكثر صخباً وأسرع إيقاعاً، كما صارت تتحدث في موضوعات سياسية وتنتقد الحكام بكلمات مستوحاة من شعارات الثورة.
أول مهرجان في مصر
بدأت بالظهور في مدينة الإسكندرية لفرقة "الدخلاوية" المكونة من فيلو وتوني ومحمود ناصر، حيث كان "مهرجان الدخلاوية" أول مهرجان تم اصداره في مصر، تلاه عدة مهرجانات اخرى لنفس الفرقة ثم ظهرت فرق متنوعة في جميع انحاء الجمهورية، وأول مهرجان صدر في القاهرة كان مهرجان "السلام" لأحمد فيجو وعلاء فيفتي، ثم دخلت بعد ذلك شركات الإنتاج المصرية في صناعة المهرجانات وحققت نجاحا كبيرا.
الرأي الفني في المهرجان
بدأ طرح أفلام وثائقية خصيصا لدراسة أصل هذا النوع الموسيقي الجديد وتحليله ومعرفة إن كان هذا نوعا فنيا جديدا أم لا، وكانت غالبية آراء النقاد الفنيين ضد هذا الفن، وأقلية النقاد التي أيدته بحجة انه نوع جديد يعبر عن طبقة معينة من الشعب لم تكن تعرف كيفية التعبير عن نفسها بالوسط الفني.
أما من الناحية الاجتماعيه معظم الشباب المصري والاطفال يتقبل أغاني المهرجانات بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، ومؤخرا أصبحت أغاني المهرجانات النوع المفضل من الاغاني لدى الكثير من الشباب والاطفال.
الموال الشعبي والمهرجانات
ولكن هناك نوع أخر من الفن الاصيل يسمى الموال والتراث الشعبي، و يتكون من عادات الناس وتقاليدهم، وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وهو استمرار للفولكلور الشعبي كالحكايات الشعبية، والأشعار والقصائد المتغنى بها، وقصص الجن الشعبية، والقصص البطولية، والأساطير.
الفن الشعبي والحجاوي
وارتبط الفن الشعبي في مصر باسم زكريا الحجاوي، الذي تنقل بين الموالد والأسواق والقرى والنجوع في ريف مصر باحثا عن تحفة فنية أو صوت حقيقى واعد يكتشفه ويعود به إلى القاهرة ليقدمه إلى النجومية.
وهناك أيضا محمد طه، وهو فنان شعبى تلقائى صاحب الـ10 آلاف موال منها ، "ع الأصل دور" و"مسا الجمال والدلال" و"كلامنا بلدي اسمع يا ولدي" وغيرها من المواويل الشهيرة. ألف ولحن وغنى، كما كان صاحب فرقة موسيقية وشركة أسطوانات، ومن أهم مواويله الوطنية "خليك فاكر مصر جميلة .. انتي الأصيلة يا مصر وكلنا عارفين ، انتي الأصيلة يا مصر وكلنا شاهدين".