حقهم فى التواصل بشكل طبيعى مع بقية الناس بشكل طبيعى ، دفع مدرس تخاطب بـ قنا ، إلى تعليم نجله صاحب الـ ٤ سنوات لغة الإشارة حتى يستطيع مساعدة أقرانه من الصم حال مقابلتهم فى المواصلات أو الشارع، أو على الأقل التواصل معهم بشكل طبيعى.
الطفل الصغير الذى حباه الله بالقدرة على الحفظ السريع ، كان متجاوباً مع والده لأبعد مما يتخيل ، فقد تمكن مع بداية تدريبه على لغة الإشارة من تعلم العديد من الإشارات المتعلقة بالأطعمة و الألوان و الاحتياجات الأساسية ومازال يتعلم بقية الإشارات لكى يتمكن من التعامل بشكل كامل مع الأطفال الصم.
تعلم لغة الإشارة للطفل الصغير وحده ، ليس الهدف الأساس للطفل أو والده ، لكن تعليم زملائه الأصحاء فى الحضانة أو فى الشارع، ما يتمكن من تعلمه هدف آخر ، حتى يكون الجميع على دراية ومعرفة بلغة الإشارة وحق الصم فى التعامل بشكل طبيعى مع الآخرين.
معاناة الصم فى التواصل مع الآخرين بمختلف الأماكن ، كانت الدافع الأكبر لمدرس التخاطب للبحث عن فكرة تساعد فى تخفيف معاناة هذه الفئة خاصة الأطفال منهم، و بدأ بنجله لكى يكون نواة لهذا العمل المتمثل فى تعليم الأطفال الأصحاء مبادىء لغة الإشارة حتى يكونوا على دراية بمطالب أقرانهم من ذوى الإعاقة ولا يتعاملون معهم بنوع من السخرية أو الاستهزاء.
قال أسامه محمد ، أخصائي تخاطب ، أستاء جداً من تعامل البعض مع الصم بنوع من السخرية و الاستهزاء ، لكن هذا يرجع لعدم فهم لغة المتحدثين من الصم ، لذلك حرصت على أن أتعلم و معى نجلى مازن لغة الإشارة لكى نستطيع التواصل معهم و التعبير عن احتياجاتهم للآخرين حتى يتمكنوا من مساعدتهم وليس السخرية على طريقتهم فى الكلام.
وتابع محمد ، كنت حريص على أن يتعلم نجلى لغة الإشارة قبلى ، حتى يستطيع أن يتقن هذه اللغة من الصغر و يعلمها لزملائه فى الحضانة أو المدرسة ، و أن يكون نجلى بداية تحفز أولياء الأمور الآخرين على تعليم أبنائهم مبادىء لغة الإشارة واحترام الصم حرصاً على مشاعرهم .
و أضاف محمد ، وجدت قدرة كبيرة على الحفظ لدى نجلى مازن مثل أى طفل مصرى ، فقررت استثمار هذه الموهبة فى شىء مفيد و هادف ، وهو ما ساعدنى فى تعليم نجلى المبادىء الأساسية للغة الإشارة ، و لدى إصرار أن يتقنها بشكل كامل خلال فترة وجيزة ليكون أول طفل يجيد و يعلم لغة الإشارة للآخرين، و بعدها سوف أعلمه التعامل مع أطفال التوحد.
و أشار محمد ، إلى أن نجله استطاع حتى الآن تعلم الكثير من الكلمات الخاصة بالصم ومنها أنواع الاكل و الألوان ، وخلال الفترة القادمة سوف يتعلم الحروف لكى يستطيع تركيب الكلمات والجمل وفهمها بشكل كامل.وطالب محمد ، الأهالى بضرورة تعلم المبادىء الأساسية للغة الإشارة و تعليمها أطفالهم حتى يتمكنوا من مساعدة الآخرين والتغلب على الفجوة الكبيرة بين الصم و الأصحاء ، خاصة الأطفال الصم ، لأن مساعدتهم بمثابة إحياء النفس البشرية و الحفاظ عليها، و التواصل هو أساس التعامل فى أى مجال.