تسعى وزارة السياحة والآثار هذه الأيام لتنشيط السياحة بكل أنواعها بمحافظة الأقصر وذلك عن طريق إظهار المعالم الأثرية بها سواء الفرعونية أو الإسلامية أو القبطية .
ومن أهم الآثار القبطية بمحافظة الأقصر "دير الشهداء"وهو من أهم الأديرة التى ما زالت آثارها قائمة بجنوب الأقصر .
وفى السطور التالية يروى لنا الأب ميتاؤوس راعى كنيسة الأم دولاجى بإسنا وكيل مطرانية إسنا وأرمنت قصة هذا الدير وأهميته الدينية .
يقول “ الأب ميتاؤوس” ان دير الشهداء يقع على جنوب غرب مدينة إسنا، بنى الدير الحالى فى نفس مكان دير قديم يسمى دير أنبا اسحق وسمى بدير الشهداء لأنه نفس المكان، الذى استشهد فيه معظم سكان اسنا من المسيحيين على يد جنود الرومان فى نهاية القرن الثالث الميلادى، ويحمل هذا الدير أيضا اسم الانبا امونيوس الشهيد أسقف مدينة اسنا وقت الاستشهاد.
وأضاف أن فى القرن الرابع الميلادي عصر الملك دقلديانوس الرومانى كان عصر الشهداء فبدا يوم 14 مايو، حيث أرسل جنوده لمدينة اسنا جنوب الأقصر لإجبارهم على ترك المسيحية والدخول فى الوثنية والتقوا بالام دولاجى وأبنائها وحاولوا إقناعها بالدخول إلى الوثنية فرفضت فأمروا بذبحها هى وأولادها فقالت لهم اقتلوه اولادى اولا ثم اقتلونى بعدهم خشية منها من دخول الخوف قلوب أبنائها ويزعزعهم عن دينهم، مشيرا إلى أنهم قتلوا أولادها أسفل أرجلها ثم قتلوه.
والله وكيل المطرانية قائلا "أن الملك دقلديانوس بعد هذه الواقعة تأكد من صلابة إيمان أهل مدينة إسنا وتمسكهم بدينهم، وهنا قرر أن يرسل لهم الوالى اريانوس للقضاء عليهم، وفى هذا الوقت كان الأسقف امينوس قام بجمع أهالي إسنا فى الدير وأخبرهم بما سيفعل الرمان بهم وقال لهم "من يريد الاستشهاد يبقي هنا ومن يريد الحياة وإنقاذ نفسه يرحل "ولكن جميع أهل القرية 160 ألف مسيحي أطفال وشباب ونساء ومسنين أصروا على البقاء والدفاع عن مدينتهم والاستشهاد فيها.
واشار الى أنه أقام قداس بمناسبة عيد الانبا اسحق وشجع الشعب لكى يواجهوا سيوف الوالى بشجاعة، وعندما وصل الوالى للمدينة فلم يجد بها أى انسان إلا سيدة مسنة فى منزلها وهى ارشدتهم لمكان الشعب قالت لهم إنهم هناك فى دير الانبا اسحق السائح واعترفت بالمسيحية أمامهم، ونالت الشهادة وسميت بالرشيدة، لانها أرشدت الوالى بوجود الشعب فى الدير.
وأردف عند وصول الولى للدير وطالب الشعب بالدخول إلى الوثنية فرفضوا بشدة صارخين قائلين "أننا نصارى، ونعبد الاله الواحد" فاستشهد الجميع بقطع رؤوسهم بالسيوف حيث وصل عددهم إلى 160 ألف شهيد (لأن كل شعب المدينة كان مسيحيا) اطفالا وكبار ومسنين، اما الانبا أمونيوس الشهيد فقد ضاعفوا تعذيبه، بأن ربطوه فى ذيل الخيل ،وجروه على الارض مربوطا، حتى وصلوا به إلى مدينة أسوان ثم عادوا به الى مدينة انصنا – ملوي، واستشهد هناك محروقا.
واوضح أن الملكة هيلانة أم الإمبراطور البيزنطي قسطنطين قامت ببناء كنيسة داخل الدير في القرن الرابع الميلادي، وقامت بدفن جميع الشهداء داخل الدير