أخلاق الإسلام ..الأخلاق ركن هام في الدين الإسلامي، فالمسلم الحق يُعرف من أخلاقه، لذا يجب أن نعرف تعريف الأخلاق في الإسلام، وأنواع الأخلاق في الإسلام، وأخلاق المسلم في القرآن الكريم، وأخلاق المسلم في السنة النبوية.
تعريف الأخلاق في الإسلام
قال الله سبحانه وتعالى:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) صدق الله العظيم، أي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان خلقه عظيم، وكان خير قدوة لنا في الأخلاق، والمسلم الصالح هو من يتبع الخلق الإسلامي، ويطبقه في الحياة اليومية له، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً الأخلاق ركن هام في الدين الإسلامي.
أنواع الأخلاق في الإسلام
تنقسم الأخلاق من مصدرها إلى قسمين، هما:
1-الأخلاق الغريزية: الأخلاق التي فُطر عليها الإنسان، والدليل على ذلك الحديث النبوي: (إنَّ فيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُما اللهُ الحِلْمُ والأناةُ . قال: يا رسولَ اللهِ! أنا أَتَخَلَّقُ بهما أَمِ اللهُ جَبَلَنِي عليهما ؟ قال: بَلِ اللهُ جبلكَ عليهما . قال: الحمدُ للهِ الذي جَبَلَنِي على خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه).
2-الأخلاق المُكتسبة: الأخلاق التي يحصُل عليها الإنسان عن طريق التعود والتعلّم، والدليل على ذلك من السنّة، قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: (إنَّما العلمُ بالتَّعلَّمِ).
الأخلاق من حيث المعاملات تنقسم الأخلاق الإسلامية بمن تُمارس معه إلى ثلاثة أقسام، هي:
- الخُلق مع الله عز وجلّ: يُقصد في هذا النوع من الأخلاق الأسس والقواعد التي تحكُم علاقة الإنسان بربه، بالإضافة إلى الآداب التي يتحلى بها الإنسان، وممارساته الباطنة والظاهرة.
- الخُلق مع النفس: هو ما يلتزم به الإنسان مع نفسه من الأخلاق والآداب.
- الخُلق مع الخلْق: هو الأمر الذي يلتزم به الإنسان من أخلاق وسلوكيات مع الآخرين، وهي القواعد الأخلاقية التي تضبط علاقة الإنسان مع من حوله، وتتمثّل هذه القيم في الخُلق مع الوالدين، والخُلق مع الأنبياء، والخُلق مع الكفّار، والخُلق مع المؤمنين.
أخلاق المسلم في القرآن
-قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فالإسلام يكفل لأهل الذمة الحرية؛ وقد أمر المسلمين بألا يتعرضوا لهم في عقيدتهم.
-وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن المعاملة ولين الجانب والتواضع للمؤمنين، قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}.
-الأمانة والحكمة لقوله تعالى في سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
-السيطرة على الغضب، والعفو عند المقدرة، لقول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
-حسن معاملة الوالدين، والعطف على اليتامى والمساكين، في قوله الله تعالى في سورة البقرة عن القول الحسن: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
-آداب الدخول والاستئذان: قال تعالى في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}.
-الثبات والصبر وتحمل الشدائد والرحمة: قال الله تعالى في سورة الشعراء: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، وقال الله تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
-الوفاء بالعهد لقوله تعالى:﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(لإسراء: 34).
-النهي عن الإسراف والتبذير والبخل والتقتير:قال تعالى:﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا*إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 26، 27]، وقوله تعالى:﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ (الإسراء: 29).
-التعاون على البِرِّ والتقوَى وما ينفع الناسَ، والنهيُ عن التعاون على البَغْيِ والعُدْوان:
قال تعالى:﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2)
-الكذب رذيلة لا يَنال صاحبها هداية الله، ويُثمرالنفاقَ في القلب؛ ولهذا نهَى الإسلامُ عنه، وحذَّر منه:
قال سبحانه:﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ (غافر: 28)
أخلاق المسلم من السنة
قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحسنكم أخلاقاً ).
حض النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التسامح وحببه إليهم بالقول والفعل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ".
التراحم والمودة بين المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكي عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
الصدق، والوفاء بالعهد والأمانة، قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).
عدم الشرك بالله، وعد إضاعة المال روى أبو هريرة -رضيّ الله عنه- فقال: (إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّكم مَنصورونَ ومُصيبونَ ومَفتوحٌ لَكُم، فَمن أدرَكَ ذلِكَ منكم فليتَّقِ اللَّهَ، وليأمُرْ بالمعروفِ، ولينهَ عنِ المنكرِ، ومَن يكذبْ علَيَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأ مقعدَهُ منَ النَّارِ)
قول الخير والكرم، والإيمان باليوم الآخر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)
التواضع فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)
الورع قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع).
الصدق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا.