حفز الإسلام على فعل الخيرات والبعد عن المنكرات، وبشر من فعل ذلك ودعا الناس إليه بالأجر العظيم والفلاح، والله سبحانه وتعالى وصف الذين يدعون إلى الخير والهدى بأنهم من المفلحين، حيث قال عز وجل“وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن النبي رغبنا في فعل الخيرات ودعوة الناس اليها وبشر من يفعل ذلك بالثوالب العظيم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا».[أخرجه مسلم].
وأضاف مركز الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح لنا في هذا الحديث أن من يدعو الناس إلى طريق الهداية والخير؛ له من الأجر مثل أجور من اقتدوا به واستجابوا له، دون أن يَنقص من أجورهم شيئا، وهذه بشرى عظيمة.
وأشار إلى أن سيدنا رسول الله ﷺ حذرنامن دعوة الناس إلى ما لا ينفعهم في الحال، ويُصلحهم في المآل، موضِّحًا أن من يفعل ذلك عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، دون أن ينقص من آثامهم شيء.
هل يجوز ترك فعل الخير خوفا من الرياء
قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أنه يجوز للإنسان أن يفعل الخير سرًا وجهرًا، ولا حرج في ذلك.
وأوضحت "البحوث الإسلامية" عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال: "عندما أريد فعل الخير أجد شيئًا يقول لي لا تفعل لأنك سترائي الناس وتأخذ سيئات بدلا من الحسنات فما العمل؟"، أنه قال الله تعالى: "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ"، منوهًا بأن الله عز وجل أخبر بأن إظهار الصدقة من نعم وأفضل الأعمال.
وأضافت: "فلا تجعل للشيطان عليك سبيلا ؛ بأن يمنعك من الخير مخافة الرياء، بل اجتهد واعمل الخير ولو كان أمام الناس؛ حتى تتغلب على الشيطان الذي يسول لك ويوقعك في وَهم أنت في بعد عنه، بل إن ترك عمل الصالحات خشية الوقوع في الرياء هو الخطأ ذاته؛ بل الواجب العمل والإخلاص، ومن كلام الفضيل: "ترك العمل من أجل الناس: رياء، وقال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء".