أخذت مالًا من شخص دون إذنه، وأريد أن أتوب، فهل يجزئ أن أصوم وأهب ثواب الصوم لصاحب المال، أم لا بد من الأداء . .سؤال نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.
قالت دار الإفتاء عبر الفيسبوك، إنه لا بد من إعادة الحق إلى أهله، أو تنازلهم عنه، ولا يكفي إهداء ثواب الصوم لصاحب الحق في أداء حقه، فمن المقرر شرعًا أن حـقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الإبـراء، وقد قال رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ» رواه أبو داود، ومن شروط التوبة من حقوق العباد أيضًا الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إلى الذنب.
دار الإفتاء: حقوق الله مبنية على المسامحة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "لو أنا كنت مطلعة حاجة لوجه الله والدنيا ضاقت عليا فهل عليا ذنب لو رجعت في كلامي؟
وأجاب الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء، أنه ينبغي علينا أن نحافظ على حق الله علينا، فإذا جاء وقت إخراج المال فعلينا إخراجه ولا يؤجل.
وتابع: يجوز تأجيل إخراج حق الله في المال إذا كان هناك ضيق وحاجة إليه، منوها أن حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاححة، فالله يسامح ويسمح في حقه، أما حقوق العباد تبنى على الطلب والسد في الحال بدون تأخير.
هل يجوز إخراج زكاة المال واعتبارها من الصدقة؟
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إنه لا يجوز إخراج زكاة المال واعتبارها صدقة جارية.
وأضاف عاشور، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء، أن زكاة المال واجبة على الشخص الذي يمتلك مالا بالغا للنصاب وحال عليه الحول، منوها بأنه حينما يحين وقت إخراج الزكاة فيكون المال ليس ملكا لصاحبه وإنما أصبح ملكا لله وتعطى للفقراء.
وأشار إلى أن الصدقة الجارية تكون من باب التطوع من المسلم صاحب المال، أما زكاة المال فهي واجبة في المال وليس تطوعا.
كيفية التوبة من حقوق العباد
أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الله تعالى يثب من عباده التوبة النصوح، مهما عظمت ذنوبهم، مشيرًا إلى أن رحمة الله وسعت كل شيء، فقال الله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». { الزمر: 53 }.
وأضاف «كريمة»، خلال لقائه ببرنامج «منهج حياة»، أن التوبة من حقوق الناس فلا تتم إلا بالتحلل منها بردها إليهم ما لم يبرؤوا آخذها منها ويسامحوه فيها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأحد -من عرضه أو شيء- فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم». رواه البخاري.