الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس خريجي الأزهر بالهند: لا نعاني من الدواعش والتنظيمات الإرهابية.. ونضع الشباب وطلاب الجامعات على قائمة اهتماماتنا

الدكتور مبين سليم
الدكتور مبين سليم الأزهرى رئيس فرع منظمة خريجي الأزهر بالهند

- تربينا في الأزهر الشريف أننا أمة الاعتدال والوسطية

- التطرف وما شابه من الموضوعات لا تلقى قبولاً واسعاً لدينا

- الدواعش والتنظيمات الإرهابية ليست قضية مطروحة في الهند 

- التطرف والإرهاب والاعتداء على الأنفس المعصومة من أكبر الكبائر عند الله

- الإسلام عصم دماء البشر وتوعد من اعتدى على الأرواح البريئة بأشد العقاب

- سفك الدماء المعصومة وترويع الآمنين من أعظم الكبائر

 

يحمل الأزهر الشريف من خلال رسالته العالمية مهمة نشر الإسلام الوسطي الصحيح ونشر ثقافة التعايش والاعتدال، ويولي تلك المهمة عناية خاصة من خلال استقدامه لآلاف الوافدين من كافة أنحاء العالم، سعياً لتحصين المجتمعات الإسلامية من براثن التطرف والتشدد، وصون لعقول شبابها من خطر الانزلاق في مستنقع المتطرفين.

وقد جاء في صدارة الروافد الأزهرية لتحقيق تلك الرسالة، منظمة خريجي الأزهر التي تعود نشأتها إلى العام 2006، من خلال الملتقي العالمي الأول لخريجي الأزهر الذي انعقد في القاهرة، بهدف تعضيد التواصل بين الأزهر وأبنائه في كل ربوع العالم وإحياء الدور العالمي للأزهر ومنهجيته الوسطية ، والحفاظ على هوية الأمة وتراثها والدفاع عن قيم الإسلام والوقوف في وجه حملات التشكيك والتشويه المغرضة التي يتعرض لها .

لتأسس كمنظمة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية وفقاً للقانون المصري تحت رقم 7145 لسنة 2007م الموافق 1428هـ على يد الإمــام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف السابق، والدكتور محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء وزيــــر الأوقاف الأسبق.

التشدد والغلو يتنافي مع الرسالة المحمدية 

وفي حوار أجراه موقع "صدى البلد" مع الدكتور مبين سليم الأزهرى رئيس فرع المنظمة بجمهورية الهند، أكد أن الله جعلة أمة النبي محمد أمة اعتدال ووسطية، وهو ما تعلمناه في الأزهر الشريف، مشيراً إلى أن التشدد والغلو والإفراط والتفريط هي أشياء تتنافى مع الرسالة المحمدية. 

- في البداية .. كيف يواجه القائمون على فرع المنظمة بالهند أمور التطرف والغلو؟ 

فرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر في الهند هو جزء لا يتجزأ من الرابطة يعمل على نشر رسالة الأزهر الوسطي، وترسيخ المبادئ الدينية، والقيم الإنسانية، في رؤي حضارية تؤكد علي نبذ العنف والكراهية والتمييز، إلى جانب ترسخ قيم الرحمة والتسامح والمحبة ونشر الوسطية والتواصل مع الأزهريين في الهند.

- وما هي التحديات التي تواجه فرعكم في تلك المواجهة ؟ 

هناك تحديات عديدة ومتنوعة نواجهها في الهند، لكن نحمد الله تعالى أن التطرف وما شابه من الموضوعات لا تلقى قبولاً واسعاً لدى الجماهير أو الشباب، وذلك لأن قضية التنظيمات الإرهابية والدواعش ليست مطروحة على الساحة الهندية مطلقاً.

لذا فإن ما يرغب إليه المواطن الهندي هو سماع الأطروحات والموضوعات الدينية وتغذية الجانب الروحي والعقدي والانتماء وغيرها من المسائل بأسلوب وسطي شرفنا بأن نكون جزءاً في حمله انطلاقاً من انتماءنا إلى مؤسسة الأزهر الشريف.

- ماذا عن آلية نشر الفكر الأزهري الوسطي المعتدل في بلادكم؟

نشر الفكر الوسطي خاصة الفكر الأزهر له طرق عديدة يقوم عليها الفرع بالتعاون مع الرابطة الأم بالقاهرة، منها عقد الفعاليات مثل الندوات واللقاءات ونشر المقالات حول نشر الفكر الأزهري، إلى جانب التواصل من خلال منصات السوشيال ميديا على تنوعها ومنها صفحة المنظمة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فنقوم بنشر الفيديوهات التي تتضمن الموضوعات والأطروحات المناسبة للسياق الذي يحتاجه المجتمع. 

- كيف تحددون الأولويات الفكرية في تنفيذكم لأهداف المنظمة من نشر الوسطية ونبذ التطرف؟

تحديد الأولويات الملحة هو نهج المنظمة في كافة فروعها بما يناسب حاجتنا وفق تعليمات المركز الرئيس بالقاهرة، إلى جانب نشر كتيبات وعدد من طرق وسائل فعالة للتواصل للوصول إلى أكبر عدد من الناس، وعقد ندوات "اون لاين" و"مباشرة" بحضور شخصيات من المركز الرئيس  نتيجة للتحديات التي فرضتها جائحة كورونا المستجد على العالم وأدت إلى تعطيل السفر والتواصل بشكل كام. 

- ما هي الفئات التي تستهدفونها فى بلادكم؟

هناك مخاطبة لعموم الشرائح والفئات المجتمعية كجزء من مهامنا، لكن بطبيعة الحال نضع الشباب وطلاب الجامعات على قائمة اهتماماتنا إلى جانب أتباع الديانات الأخرى ومحاوراتهم في شأن سماحة الإسلام وحضه على التعايش والمحبة وغيرها من التعاليم الحميدة التي جاء بها النبي الأكرم.

- وكيف ترون ما يقدم عليه المتطرفون من إرهاب يؤرق سلم المجتمعات ونسبة ذلك إلى الدين؟

ما تقوم به جماعات التطرف والإرهاب من اعتداء على الأنفس المعصومة من أكبر الكبائر عند الله تعالى، حيث حرم سبحانه في كتابه قتل النفس فقال: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" [النساء: ٩٣]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هي يارسول الله؟ قال: "الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.... " [رواه البخاري ومسلم]. 

ونحن نؤكد على أن سفك الدماء المعصومة وترويع الآمنين من أعظم الكبائر التي توجب مقت الله تعالى، والإسلام قد عصم دماء البشر جميعا، وتوعد من اعتدى على الأرواح البريئة بأشد العقاب، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [الأنعام: 151].

 

أول رئيس لفرع المنظمة بالهند

ويعد الشيخ نذر الحفيظ هو أول رئيس لفرع المنظمة، حيث ولد الشيخ نذر الحفيظ بن عبد الحفيظ بن الحافظ محمد إسحاق في بلدة مَلْمَل التابعة لمديرية مادهوبني من محافظة بيهار، بالهند، سنة ١٩٣٩م، في أسرة دينية وبيئة علمية، وكان والده عالمًا وحافظًا لكتاب الله، وأستاذًا ومديرًا لمدرسة كافية العلوم في برتاب جراه.

ودرس الشيخ هناك مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة عند والده، ثم سافر سنة ١٩٥٥م، للتعليم العربي إلى لكناؤ ليلتحق بدار العلوم لندوة العلماء، وتخرج فيها سنة ١٩٦٣م.

ثم سافر إلى مصر سنة ١٩٧٥م، لاستكمال التعليم العالي والتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، وسجل في مرحلة التخصص (الماجستير) في قسم الأدب والنقد، وحصل عام ١٩٨٢م على شهادة التخصص عن رسالته حول الزمخشري كاتبًا وشاعرًا.

كما حصل على شهادة دبلوم في التربية الإسلامية بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتوفي يوم السبت ١٧ من شهر شوال ١٤٤٢ھ/ ٢٩ من مايو الماضي.