الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طبيب أحمد زكي في حوار لـ"صدى البلد": جسّد مشهد وفاته.. وأسامة الباز الوحيد من علم بفقدانه بصره

أحمد زكى
أحمد زكى

ياسر عبد القادر طبيب أحمد زكى لـ صدى البلد : 

 كان على دراية بمرضه.. واستخرجنا 16 لتر مياه بالرئة

جسد مشهد وفاته وعاش حوارا تخيليًا مع ملك الموت

أسامة الباز الوحيد الذي علم بفقدان أحمد زكى لبصره
 

 

كشف الدكتور ياسر عبد القادر عديد من التفاصيل الخاصة بالفنان أحمد زكى والذى كان يتحمل مسئولية علاجه من مرض السرطان فى عام 2004، “صدى البلد” تواصلت مع الدكتور ياسر عبد القادر الذى تحدث عن احمد زكى فى ذكرى ميلاده. 

 

وكان أحمد زكى مصدر سعادة لقطاع كبير من جمهوره إلا أنه عاش حياة صعبة خاصة فى الفترة الأخيرة من حياته والتى شهدت مرحلة مرضه بالسرطان على الرئة وهو ما دفعه إلى السفر للخارج فى بداية الأمر إلا أن كانت حالته فى مرحلة متأخرة.

دكتور ياسر عبد القادر 

لقاء أحمد زكى وطبيبه ياسر عبد القادر 

وقال عن هذه الفترة الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة الذى لازم أحمد زكى فى هذه الفترة عن أول لقاء بينهما، "كان اللقاء الأول بينى وبينه فى 24 يناير 2004 تحت اسم أحمد زكى عبد الرحمن بدوى، ولم أكن على دراية باسم الشهر الخاص به، وتم تحويله من جانب الدكتور أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية بمستشفى 6 أكتوبر، وبعد الكشف عليه وتحليل الرئة، اكتشفنا حقيقة مرضه بالسرطان.

 

وأضاف ياسر عبد القادر، ومنذ هذه اللحظة أصبح زكى تحت راعيتى، ومع اللحظات الأولى أيقنت أننى أمام خصم عنيد للغاية لا يخضع الى أوامر أى شخص حتى وإن كان ذلك فى صالحه العام، ولكن بعد فترة من التعامل نشب بيننا حالة من الوئام والتجانس دفعته إلى وضع ثقته فى شخصى، وقرر أن يلتزم بما أقوله من قرارات إلى حد بعيد، وقرر بعد فترة وجيزة السفر إلى فرنسا لتلقى العلاج هناك.  

 

وأوضح ياسر عبد القادر، “التقيت به فى فرنسا أيضا، وقررت أن أصارحه بحقيقة مرضه، ولكن بشكل تدريجى، ومنذ اللحظة الأولى كان أحمد زكى على علم بأبعاد حالته الصحية، حيث قمنا باستخراج 16 لتر ماء من رئته ما بين فترة علاجه فى القاهرة وباريس، وهو ما ينم عن تمكن المرض منه”.

أحمد زكى 

صارحة أحمد زكى بمرضه 

وكشف الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة والطبيب المعالج للفنان أحمد زكى، عن تعامله معه منذ أن عرفه فى عام 2004.

 

وقال ياسر عبد القادر، فى تصريحات لـ “صدى البلد”: "عندما صارحت أحمد زكى بحقيقة مرضه كان رد فعله مفاجئا بالنسبة لى، حيث ظهر على وجهه التماسك الشديد، وقرر أن يتحدى مرضه على الرغم من أنه فى مرحلة متأخرة، وقال: "أنا هتحدى مرضى وسأهزمه، وعلاجى الوحيد هو العمل باستمرار"، وكان يقوم بتصوير فيلم "حليم" وذلك الوقت، وتعاقد أيضا على أفلام أخرى لتنفيذها منها فيلم "رسائل البحر" و"الضربة القوية" و"المشير وأنا"، إلا أن من الصعب تنفيذ ذلك على أرض الواقع نظرا لظروفه الصحية الصعبة، حيث كان المرض منتشرا بشكل كبير، وفى هذه الرحلة بدأنا سويا رحلة العلاج بالكيماوى".  

 

تصوير أحمد زكى فيلم حليم 

وأضاف ياسر عبد القادر: "كانت هناك متابعة دورية، وحرصت على الحديث مع المنتج عماد الدين أديب وتوضيح جميع التفاصيل الخاصة بحالة أحمد زكى المرضية، وبرغم مطالبتى وباقى فريق العمل بضرورة حصوله على راحة وإلا يعرض نفسه إلى الإجهاد إلا أنه لم يستمع لأحد، حتى قلت إلى المنتج "هذا الرجل سيرحل وهو فى البلاتوه"، وكانت بالفعل النهاية، حيث وصل المرض إلى منتهاه، وفقد بصره أثناء تصويره أحد مشاهد الفيلم على مسرح مدرسة السعدية، وكان من ضمن التجهيزات الطبيبة كانت هناك عربة إسعاف بها جميع مستلزماته الطبيبة بجواره أينما ذهب فى أماكن التصوير المختلفة، والتى كانت معظمها بين مسرح الهرم ومسرح مدرسة السعدية، وبرغم من إصابته بجلطة فى القدم أثناء التصوير أيضا إلا أنه كان حريصا على استمراره.

أحمد زكى 

قصة فقدان أحمد زكى بصره 

وأوضح ياسر عبد القادر: “لم يشعر أحد بعد إصابته بفقدان البصر، وكان يتمتع بقدر كبير من الصلابة والشجاعة فى التعامل مع تطورات مرضه، ودون أن يشعر أحد بما يصيبه، فكنت الوحيد على علم بما يجرى من تطورات الحالة الصحية له، وأتذكر واقعة كانت سببا فى معرفة دكتور أسامة الباز بحقيقة فقدان بصره، حيث حضر أسامة الباز لزيارته فى المستشفى، وكان فى بداية الأمر لم يشعر الباز بحقيقة الأمر حيث كان لدى أحمد زكى حس فنى وأداء عال، حيث يعتمد على حواسه الأخرى مثل السمع، ولكن فى نهاية الجلسة اكتشف أسامة الباز حقيقة فقدان بصره وتأثر كثيرا”.

 

أحمد زكى يفقد بصره 

وكشف الدكتور ياسر عبد القادر عن بعض التفاصيل الخاصة بعلاقته بالفنان الراحل أحمد زكى وقال ياسر أن أحمد زكى فى مرحلة حياته الأخيرة كان مليئا بالحيوية والتحدى لدرجة أنه جسد أمامى مشهد موته قبل الرحيل الحقيقى.  

 

وأضاف ياسر عبد القادر فى تصريح لـ “صدى البلد” : “أعتبر أن هذا المشهد من أصعب المشاهد التى مررت بها فى حياتى وما زلت متأثرا بها، وفى موقف استثنائى منه، أراد تمثيل مشهد يعبر عن لحظة وفاته، فألف سيناريو ومثله وكنا جالسين بمفردنا، وأورد حوارا بينه وبين ملك الموت وكأنه يستأذنه فى 10 دقائق قبل أخذ روحه، لتحضير سرادق عزائه فى الحامدية الشاذلية، ليكون قريبا من بيته، وبالرغم من ذلك أقيم العزاء فى مسجد مصطفى محمود”.

أحمد زكى مديون 

وأوضح ياسر عبد القادر : "لم يكن أحمد زكى شغوفا لكسب المال من عمله، وكان يحرص على تقديم رسالة حقيقية من خلال أعماله، والدليل على ذلك أنه توفى ولم يكن يملك رصيدا من المال، ولم يمتلك سوى سيارة متهالكة كانت تحتاج لكثير من المال من أجل إصلاحها، وكان مديونا إلى قطاع الإنتاج إتحاد الإذاعة والتلفزيون بسبب فيلم "أيام السادات"، وكان يرفض المشاركة في الإعلانات، إلا أنه كان ينوى المشاركة في إعلان مقروء عن أضرار التدخين وكيفية الإقلاع عنه، وجاء حرصه على تنفيذ هذا الإعلان نابعا من أزمته مع التدخين، وبرغم معاناته المادية إلا أنه كان لديه عزة نفس وكبرياء".