ورد إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، سؤالا يقول صاحبه: “هل يجوز للرجل أن يغسل زوجته وابنته؟”.
وأجاب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عن السؤال قائلا: عند مذهب الشافعية لا يجوز للرجل أن يغسل المرأة ولا المرأة أن تغسل الرجل حتى لو كانت زوجته أو ابنته أو أمه أو نحو ذلك، إلا في حالة الاضطرار فقط، بأن ماتت فى الصحراء ولابد أن يغسلها فعليه أن يغسلها بالطريقة المنصوص عليها فى كتب الفقه، وهذه حالة غاية فى الندرة وهى حالة خاصة.
وأوضح علي جمعة، أن بعض الفقهاء أباحوا ذلك، واستدلوا على ذلك بأن سيدنا علي رضى الله عنه غسل السيدة فاطمة وهو زوجها، فقالوا: إلا ما بين الزوج والزوجة.
هل يجوز تغسيل الزوج لزوجته بعد وفاتها؟
تغسيل الزوج لزوجته ، الأصل أن يغسل الرجل الرجل وأن تغسل المرأة المرأة، والفقهاء اتفقوا على جواز تغسيل المرأة زوجها لاستمرار العلاقة بينهما وآثارها المترتبة عليها فتلتزم المرأة بالعدة بعد الوفاة وترث في زوجها وتنسب له طفله إن كانت حاملا.
والسيدة عائشة قالت بعد وفاة النبي : "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله إلا نساؤه" كما ورد أنا أبا بكر رضى الله عنه، أوصى أن تغسله زوجته وقامت بتغسيله فساعدها في ذلك ولده عبد الرحمن.
ما المذهب الذي يمنع أن يغسل الرجل زوجته؟
وبالنسبة لتغسيل الرجل زوجته، فهناك خلاف بين الفقهاء تفرد منهم الأحناف وأفتوا بعدم الجواز وعللوا قولهم بأن هذا الأمر يشبه الطلاق البائن الذي لا يحل للزوج فيه أن ينظر إلى زوجته او يخلو بها، لكن الجمهور قالوا إنه يجوز له ذلك.
وكما يجوز للمرأة أن تغسل زوجها المتوفى، فكذلك يجوز للرجل أن يغسل زوجته المتوفية.
شروط من يقوم بتغسيل الموتى؟
قال الشيخ أحمد الصباغ الداعية الإسلامي إنه من المفترض أن يغسل بعضنا البعض، فأن غُسل الحي مثل غُسل الميت، فكما يقوم بالاستحمام في الوضع العادي، يقوم بغسيل الميت، ولمن لا يعرف السنن إذا قام بوضع الماء على الميت كله مع الصابون يكون قد غُسله.
وأضاف الصباغ خلال برنامج “أسأل مع دعاء” المذاع على قناة النهار، أن لتغسيل الميت شروط وهي:
شروط تغسيل الميت:
-يشترط فمن يغسل أن يكون آمين.
-يجوز ان يكون تطوعاً وهو الأفضل، ويجوز أن يكون بمال.
-قال النبي صلى الله عليه وسلم" من غسل ميتاً فكتمعليه غفر له أربعين كبيرة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيفيّة تغسيل الميت
تغسيل الميت حكم فرض الكفاية، ويكون تغسيل الميت كما في الخطوات الآتية:
1- يُوضع الميت على سرير الغُسل، ويجرّد من ثيابه، ويُوضع شيئاً من قماشٍ ثخينٍ لا يصف حاله.
2-يُجلس الميّت برفقٍ، ويُمسح على بطنه مسحاً خفيفاً؛ حتى يخرج ما في بطنه من بولٍ أو غائطٍ إن وُجد، ولا يمسح على بطن المرأة الحامل.
3- يُغسل أسفل الميت، وذلك بعد أن يلبس المغسّل قفّازاً فينجيه.
4- ينوي المغسّل نيّة تغسيله، فيسمّي، ثمّ يوضّئه، ويفعل كما في وصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال في غسل ابنته: (ابدأْنَ بمَيَامِنِها ومواضعَ الوضوءِ منها)، ويراعي المغسّل في المضمضة والاستنشاق ألّا يدخل الماء في أنف وفم الميت، بل يدخل قطنة مبلولة ويخرجها.
5-يبدأ المغسّل بعد ذلك بتغسيل عموم جسد الميت، فينضح الماء على رأسه، ثمّ يغسّل شقّه الأيمن كلّه، ثمّ يغسّل شقّه الأيسر كلّه، ويكون هذا الغُسل بالماء والطيب، فقد يستخدم المغسّل الماء والسّدر، أو الماء والصابون، وتكون آخر غسلةٍ بالماء والكافور، فإن لم يجد فبالماء والمسك.
6- يُعاد الغسل ثلاثة مرّاتٍ، أو خمس، أو سبعٍ بحسب الحاجة، إلّا أنّ عدد الغسلات يجب أن تكون بعدد فرديّ. يُنشّف الميت، حيث إنه لا يكفّن وجسده مبللاً. إذا كان الميت امرأةً، فيُزاد عمل ثلاث ضفائر لها، وإسدالهنّ خلف الرأس.