الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يتحدث بأكثر من 6 لغات أجنبية..

إبراهيم عادل.. قصة ملهمة لصاحب أشهر قناة تعليمية للغة الإنجليزية في العالم.. حوار خاص

إبراهيم عادل.. قصة
إبراهيم عادل.. قصة ملهمة لصاحب أشهر قناة للغة الإنجليزية

إبراهيم عادل لموقع «صدى البلد»: 

حفظت القرآن الكريم في عمر 10 سنوات 

عملت في مهن حرفية كثيرة كعامل وفران 

حرمت نفسي أكل وشرب أثناء تعلم الإنجليزية 

استكملت دراستي بأمريكا بعد الثانوية العامة 

يروي أصعب المواقف التي مرت عليه 

ويعدد فوائد ذهبية لتعلم لغات متعددة وكيفية ذلك 

 

 

جذب محتواه التعليمي المميز ملايين الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي لمتابعته دون أن يعلموا عن قصة كفاحه الكبيرة الكثير، فتعد حياة إبراهيم عادل صاحب أشهر وأكبر قناة تعليمية للغة الإنجليزية في العالم مصدر إلهام يتعلم منها الكثيرون، فلم تكن حياته «وردية» لكنه سعى لذلك بكل حب وشغف وطاقة لم يعدهم عن نفسه كما يصف في حواره مع موقع «صدى البلد» والذي كشف فيه عن كواليس مهمة من حياته، وقصة إنشائه القناة الأكثر تأثيرا في تعليم اللغة الإنجليزية بالعالم.. وإلى نص الحوار

من هو إبراهيم عادل مؤسس أكبر قناة تعليمية للغة الإنجليزية في العالم؟

 

أنا شاب مصري نشأت في إحدى قرى مدينة طنطا بمحافظة الغربية تدعي «منشأة الجنيدي» وساهم الكتاب بشدة في تكوين شخصيتي واكتسابي قدرة مميزة على تلقي المعلومات، حيث حفظت القرآن الكريم بالتجويد وأنا في عمر الـ 10 سنوات على يد الشيخ محمد عبد العزيز، كما درست فيما بعد بجانب دراستي العامة القراءات والمقامات الصوتية، فكنت أستطيع قراءة القرآن الكريم بأكثر من مقام صوتي.

 

ما هي أبرز معالم قصة كفاح إبراهيم عادل؟

 

بدأت في العمل في مجالات حرفية متعددة منذ إجازتي الدراسية في الصف الأول الإعدادي، والسبب في ذلك أنني كنت أكبر أشقائي، وكان والدي يشعر بأنه سيقابل ربه في عمر صغير، وبالفعل قد كان - رحمه الله عليه- فأراد أن يترك وراءه رجلا قادرا على تحمل المسئولية، فعملت في عدة حرف، من أبرزها: «عامل في مصنع بلاستيك، ومصنع جراكن، وأكياس بلاستيكية، ومصنع زبادي، وفرن بلدي، ومندوب مبيعات لأدوات تجميلية، وسايبر نت، واخيراً وليس آخراً كاتب لدي أحد أعضاء مجلس الشعب حيث أنني كنت سريعاً في الكتابة.

 

متى بدأت في تعلم اللغة الإنجليزية؟

 

عندما أدركت وأنا في سن الـ 17 من عمري أن «شغل العضلات» مرهق ولا يدر عائداً مادياً مثل «شغل الدماغ» فأدرت التركيز على الخيار الثاني خاصة أن معاش والدي كان لا يمكن أن يكفي حياة كريمة للأسرة، فكان يقدر بـ 280 جنيها وقتها، وأنا لدي أخت ستتزوج وأخواتي الذكور في التعليم أيضاً، ورغم أن والدي كانا يحلمان برؤيتي دكتورا في جامعة الأزهر إلا أنني كنت أود التركيز فقط على تعلم اللغات بشكل أكبر. 

 

ما هي أسرار تميزك في تعلم اللغة الإنجليزية؟

 

لم أبدأ في تعلم اللغة الإنجليزية على الفور كنت شغوفاً بتعلم اللغة العبرية في البداية، لكنني لم أستمر في تعلمها طويلاً، حيث استيقظت في أحد الأيام ووجدت أن شغفي هو تعلم اللغة الإنجليزية بكل حب وطاقة غير معهودة عن نفسي وبشكل قاس في كثير من الأحيان: «كنت بحرم نفسي أكل وشرب لو أخطأت في نطق كلمة بسيطة، وما أنصحش أي شخص إنه يقلدني في دا، واللي ساعدني إني أستمر في تعلم اللغة الإنجليزية شغفي المستمر لتعلم اللغة، وكنت بشعر إنه الإنجليزي وحشني وأنا نايم، وكنت أسعى لذلك بكل جهد حتى كانت تصل معي ساعات مذاكرة اللغة الإنجليزية إلى 14 ساعة يومياً دون أن أعلم إلى أي هدف أريد الوصول».

والحقيقة إنه كان اعتمادي الأساسي على تعلم اللغة في صغري قائما على تعريفات الكلمات في القواميس التعليمية المعتمدة، وترجمة المقالات الأجنبية المختلفة في كل المجالات تقريباً، ومراجعة الكلمات الجديدة على قاموس تعليمي من جهاز كمبيوتر اشتراه خالي لابنه، وكان كل هذا دون أن يعرف أحد أني أذاكر اللغة الإنجليزية ولا أهتم بدراسة مواد الجامعة «دائماً قاعد مع الإنجليزي فوق سطح بيتنا لحد ما الدنيا تظلم أنزل أكمل مذاكرة تحت ثم أنام للاستيقاظ للعمل في فرن العيش البلدي منذ الفجر».

ما هي نقطة التحول في حياتك؟

 

عندما أنهيت دراستي الثانوية في مصر قررت أن أسافر إلى أمريكا لأستكمل دراستي هناك بمنحة حيث حصلت على البكالوريوس من جامعة A&M في ولاية تكساس، ثم حصلت بعدها على  رخصة تدريس اللغة الإنجليزية من Notting Hill في انجلترا، وبعدها حصلت على شهادة TKT «اختبار مهارات التدريس» من كامبريدج في إنجلترا، وبهذا أصبحت بشكل أكاديمي قادرا على تدريس اللغة حتى أصبحت في منصب رئيس قسم الصوتيات بإحدى أشهر مدارس تعلم اللغة الإنجليزية بمدينة هونج كونج التابعة لجمهورية الصين الشعبية.

وكانت أمامي فرصة جيدة للعمل في الخارج إما في إسبانيا أو الصين، فوجدت أن العمل في الصين أفضل؛ لأن الراتب سوف يكون أعلى، لذا قررت الذهاب إلى هونج كونج بالصين  للعمل في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، ومن بعدها ماليزيا وتايوان.

 

كيف ترى تعليم اللغة الإنجليزية في الصين؟

 

يعتمد تعليم اللغة في الصين وكل المواد الدراسية تقريبا على مبدأ المحاكاة، فيكون للطالب دور كبير في كل ما يتعلمه، ففي اللغة الإنجليزية يتحدث إليه معلما من الدولة الأصلية للغة أو دارس بإحدى جامعاتها، وفي مواد مثل التاريخ يعتمد فيها في الأساس على الأفلام الوثائق التي تظهر ماذا حدث في الحرب العالمية بين اليابان والصين على سبيل المثال وما إلى غير ذلك، أما بالنسبة للعقاب في المدارس فيعتمد فيه على التوبيخ أكثر من الضرب.

 

ما هي أصعب المواقف التي مرت على إبراهيم عادل؟

 

من أصعب المواقف التي مرت علي في الناحية التعليمية أنه على الرغم من قلة دخر الأعمال الحرفية التي كنت أعمل بها إلا أنني كنت أحاول إدخار بعض الأموال لتعلم البرمجة بشكل نظري وذلك لعدم امتلاكي جهاز كمبيوتر، فقد تعلمت الكتابة عليه قبل شرائه، وكنت أرسم لوحة المفاتيح على ورقة وأتمرن على الكتابة عليها، وهو ما كان سبباً في سرعة كتابة باليدين بعد ذلك.

ومن المواقف الصعبة أيضا أنه عندما وصلت إلى الصين للعمل كمعلم للغة الإنجليزية كانت خالية بشكل يقرب إلى التام بسبب إجازة أول العام التي استمرت لنحو 12 يوما واجهت خلالها مشاكل في التواصل مع المحال الموجود في هذه المدينة بسبب أنني لم أكن متقنا للغة الصينية، وقد كانت تلك الفترة صعبة جداً عليه، مما جعلني أفكر لبعض الوقت في الرجوع إلى مصر، لكن بعد انتهاء الإجازة، بدأ العمل وبدأت في تعليم اللغة الإنجليزية متخطياً هذه المرحلة على كل حال.

 

ما قصة إنشائك لقناة ذا أمريكان إنجلش التي تعد الأكبر على موقع يوتيوب؟

 

شعرت أن الله - عز وجل- أعطاني أكثر مما أريد وإنه من باب شكره على نعمه أن أفيد كل من مر بظروف تشابهني؛ فيمكنه أن يوفر أموال عائلته لتعلم شيء آخر، أما اللغة فسوف أوفر له مصادر معتمدة لتعلمها مجانا حتى الشخص الغني يمكنه التعلم أيضا بدون أي قيود ولا إجبار على شراء كورسات أو كتب بعينها.

وكان الهدف الأساسي من قناة ذا أمريكان إنجلش أن تغني الأشخاص غير القادرين على تعلم الإنجليزية في الخارج أو في كبرى الجامعات الأجنبية، مع الاعتبار أن تكون القناة المرجع الأفضل والمدرسة الأولى في شبكة الإنترنت التي تعطى نفس مستوى تعليم اللغة الإنجليزية في الدول الأجنبية المتقدمة، وبذلك أكون قد ساعدت الكثير من الشباب في تحسين مستقبلهم عن طريق تعلم لغة جديدة تساعد في الحصول على عمل جديد ذا مقابل مادي جيد يرفع من مستوى المعيشة، فالمحتوى الموجود بها مجاني وسيظل مجانيا، ولن يتم بيع أي كورسات أو دورات مستقبلا.

 

وما الذي يميز قناة  ZAmericanEnglish من وجهة نظرك؟


قناة ذا امريكان انجليش ليست فقط القناة الأفضل على موقع يوتيوب، بل الأقوى والأكثر احترافية، فهي مدرسة تعلم الناس اللغة الإنجليزية من الصفر، وتتدرج معهم من المستوى الأول إلى المستوى الثاني حتى تصل بهم لأعلى مستوى وبإمكان الشخص الوصول إليها في رحلة تعلم الإنجليزية.

وبالإضافة إلى ذلك أن ما يميز قناة ذا امريكان انجلش أن الحلقة أو الدرس، يوجد به امتحان أو اختبار، وعلى المتعلم القيام به ثم إرساله لي حتى أقوم بتصحيح الأخطاء الموجودة به ثم أرسل له مرة أخرى تقييمه لمستواه مع بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بذلك. 


وأخيرا قناة ذا امريكان انجلش دائما تسعى من وراء الدروس والدورات المجمعة عليها امتاع المتعلم وأخذه إلى رحلة تعلم وإتقان اللغة الإنجليزية، وتعد هذه السنة الرابعة وكنت أنا في البداية المسؤول عن كل شيء بالحلقات من الإعداد إلى التصوير والمونتاج حتي رفع الحلقة على وسائل التواصل الاجتماعي وتلقي رسائل الناس واستفسارتهم والرد عليها وذلك بجانب عملي الرئيسي.

وعندما أنشأت القناة عملت على تقديم حلقات بشكل متسلسل للتعلم من الصفر حيث قمت بالتخطيط لمدة 10 أعوام القادمة، وإنشاء خطة لنجاح القناة والتطبيق من بعدها ليصل لأكبر قدر من المتعلمين، وأول خطوة قام بها هي إنشاء موقع ذا امريكان انجلش، بعدها تصميم اللوجو وتسجيل له حقوق ملكية، وقد ظهر الكثير من القنوات الوهمية بنفس الاسم ولكنه لم يغلقها علي الرغم من إمكانه للقيام بذلك.

 

ولماذا لم تكتف بالقناة على موقع يويتوب وقمت بإنشاء تطبيق؟

 

السبب وراء ذلك عدم امتلاك موقع يويتوب وبالتالي من الوراد أن تحصل أي مشكلة أو يتم غلق القناة أو يتم إصدار قانون يمنع هذه الفئة من القنوات كما حدث سابقا مع بعض القنوات، هذا بجانب أن لليوتيوب بعض القوانين التي تمنع إضافة فيديوهات من فيلم، بحيث أستعين بها في نطق كلمة أو قاعدة، لكن على التطبيقات يوجد حرية أكثر، وبجانب ذلك لا يعد يوتيوب منصة تعليمية مرتبة بقدر ما أنها ترفيهية نوعاً ما، كما أنه من خوارزميات اليوتيوب أنها لا تفضل المحتوى الكثير يومياً، لكن يفضل نشر حلقة كل أسبوع مثلاً، وفي التطبيق يمكن نشر أي عدد من الحلقات يوميا، والتي تعد في حد ذاتها ميزة قوية.

 

هل واجهت أي انتقادات منذ فترة إنشائك القناة التعليمية على موقع يويتوب؟

 

الانتقادات لا أحد يسلم منها، ولا يمكن أن أرضى جميع الناس أو أن يتفقون علي، والحمد لله 99% من التعليقات على القناة أو التطبيق إيجابية، لكن من التعليقات القليلة والتي أثارت استغرابي وتعجبي في وقت واحد هي: «حاسس إنك نصاب» فكيف يكون ذلك وأنا أقدم محتوي تعليمي على أعلى المستويات وبشكل مجاني؟!

هل لقبك متابعينك بأي لقب راق لك؟

 

بالفعل لقبني بعض الناس بلقب «فخر العرب» لكني أرفض هذا اللقب تماما، وأشعر أنه من مآسي الزمن أن نحصر مفاخر العرب في أي شخصية كانت، فالأفضل أن نفتخر بالصفات لا بالأشخاص كما عرف عنا قديما من العلم والكرم وما إلى غير ذلك.

 

وما التطوير المضاف إلى القناة والتطبيق؟ 

 

بعد مرور أشهر على إنشاء القناة والتطبيق طرحنا مشروعا جديدا لتعليم أكثر من لغة كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والصينية والتركية والروسية، وساعدني في ذلك أنني أتحدث بأكثر من لغة منها بالفعل، أبرزها: العبري والإيطالي والإسباني والألماني والصيني والكانتولني، وهي لغة مشتقة من اللغة الصينية، لكنني أستعين بفريق متميز من الأساتذة في معظم هذه اللغات. 

 

ما هي أهم هواياتك ولمن توجه الشكر على دعمك؟ 

 

أحب القراءة جداً في مجالات مختلفة لكتاب عرب وأجانب، كالدكتور مصطفي محمود وعباس العقاد وغيرهم الكثير، كذلك أحب لعب الكرة وليس مشاهدتها، وأشعر بالسعادة عندما أكون وسط عائلتي التي أكن لها كل الشكر والتقدير من والدي - رحمهما الله- وأشقائي وزوجتي وأخوالي وأعمامي.

 

ما هي رسائلك الأخير للشباب أو الفئات المختلفة التي ترغب في تعلم لغة أو لا تود ذلك؟ 

 

إذا أردت أن يكون لك طموح في أي مجال لا بد أن تتعلم لغة واحدة على الأقل وكذلك البرمجة، فهذا سيرفع من شأنك الكثير، وأنا في البداية خريج مدارس حكومية مثل معظم الناس في مصر، وهذا دائما يجعل العديد من الأصدقاء والكثير من الناس يستغربون أن مخارج نطق كلمات اللغة الإنجليزية سليمة لدي، لكنني أقول لهم إن الممارسة المستمرة جعلتني أصل ما وصلت إليه، بعد فضل الله -عز وجل-، وأنصح كل المشتركين في قناة ذا امريكان انجلش وغيرهم أيضا ألا يملوا من مذاكرة اللغة الإنجليزية باستمرار، وألا يتعجلوا النتائج، وعليهم التركيز على الهدف.
 

ومن الحلول السهلة لتعلم أي لغة أن تتحدث مع نفسك باللهجة التي تحاول تعلمها، وتخيل الحوار، وإمكانية التحدث مع شخص آخر نوفرها أيضاً لتحسين اللهجة، ولكن مع ضوابط بحيث يوجد الكثير من الأشخاص مثلاً ولد يريد التحدث مع ولد وليس بنت والعكس.

محررة صدى البلد مع الأيقونة إبراهيم عادل