وفق المعلن، ستجرى الانتخابات الرئاسية في ليبيا على جولتين، تبدأ الأولى في 24 ديسمبر المقبل، والثانية مع الانتخابات البرلمانية بعد 52 يومًا من الجولة الأولى.
وقد أعلنت عدة شخصيات سياسية ترشحها للرئاسة مثل سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وعارف النايض رئيس تكتل إحياء ليبيا والسفير السابق في الإمارات، إضافة إلى المشير خليفة حفتر الرجل القوي في ليبيا وقائد الجيش.
كما يريد الانتخابات كذلك رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة ورئيس البرلمان عقيلة صالح ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.
قدم سيف الإسلام القذافي أوراق ترشحه رسميا لهذا الاستحقاق حيث يتطلع أنصار النظام السابق لعودته إلى السلطة، ولا سيما أن جانبا من الشارع الليبي يشعر بخيبة أمل نتيجة غياب الاستقرار وانقسام البلاد.
وسيف الإسلام، البالغ من العمر 49 عاما، يجيد الإنجليزية، وحاصل على الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، وكان ينتمي للكتلة التي استهدفت تحرير اقتصاد ليبيا.
وقد ترأس مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية والتنمية، التي فاوضت من أجل اطلاق سراح الرهائن المعتقلين من جانب مسلحين وخاصة في الفلبين.
وكان يعد الوجه الحديث لليبيا، غير أنه أعلن في عام 2008 عدم رغبته في أن يرث الحكم من والده.
وظهر في التلفزيون الليبي في أوج المظاهرات محذرًا من اندلاع حرب أهلية.
وقالت قوات المجلس الانتقالي في أغسطس من عام 2011 إنها اعتقلته لدى دخول قواتها إلى العاصمة طرابلس، ولكنه ظهر لاحقا وتحدث للصحفيين مؤكدا أن والده ما زال في العاصمة وأنه سيدحر المعارضين.
وفي 19 نوفمبر 2011، أعلن المجلس الانتقالي اعتقاله في جنوب ليبيا.
وقضت محكمة في طرابلس حكماً غيابياً بإعدامه رميا بالرصاص في عام 2015، بعد محاكمة خضع لها مع نحو ثلاثين من رموز نظام القذافي، بعدما أدين بجرائم حرب من بينها قتل محتجين خلال الانتفاضة ضد حكم والده.
كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة سيف الإسلام، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال محاولة والده، معمر القذافي، غير الناجحة لقمع التمرد ضد حكمه.
لكن الميليشيا الموجودة في مدينة الزنتان، التي أبقت عليه رهن الاحتجاز - بعد قطع أصبعيه اللذين كان يشير بهما إلى النصر على التلفزيون- رفضت تسليمه، ثم عادت وأفرجت عنه في عام 2017، مشيرة إلى أن ذلك جاء بناء على طلب الحكومة المؤقتة.
وأدان المجلس العسكري لثوار الزنتان، الذي شارك سابقا في احتجاز سيف الإسلام، والمجلس البلدي للزنتان إطلاق سراحه من قبل كتيبة أبو بكر الصديق.
ورغم الانتقادات التي يواجهها، لا يزال هناك كثير من المؤيدين في ليبيا لسيف الإسلام، وكان الغرب يرى فيه واجهة لنظام القذافي لفترة طويلة، وأنه الوريث القادم لوالده.
وفي يوليو الماضي من عام 2020، قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها أجرت مقابلة مع سيف الإسلام، حيث أشار أنصاره إلى أنه سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية.
ومؤخرًا قالت صحف فرنسية إن سيف الإسلام القذافي يعود إلى المشهد السياسي في ليبيا، وهو ما يقول بوجود اعتراف فرنسي غير رسمي به كلاعب أساسي في الميدان السياسي الليبي مستقبلا.
وقال تقرير لمجلة "جون افريك" إنّ ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية القادمة "كان أمرا متوقعا"، مضيفا أنّ نجل الزعيم الليبي السابق انتظر حتى ما بعد "مؤتمر باريس حول ليبيا"، الذي دعا إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وإجراء الانتخابات في موعدها، ليعلن ترشحه بصفة رسمية.
وأشار التقرير إلى أنّ القذافي الابن وصل إلى مقر فرع المفوضية العليا للانتخابات في سبها وسط حشد من أنصاره، ومع مظاهر ابتهاج واضحة في سبها وطبرق، حيث تم رفع الأعلام الخضراء التي كانت تمثل الراية الرسمية للدولة الليبية في عهد والده معمر القذافي.
وأكدت جون أفريك، أنّ سيف الإسلام القذافي "أصبح جزءا من العملية السياسية"، مضيفا أنه رغم عدم إجراء اتصالات مع قصر الإليزيه، فقد قدّر الملحق العسكري السابق بالسفارة الفرنسية في طرابلس بينوا دي لا رويل، في منشور على شبكة "لينكد إن"، أن سيف الإسلام القذافي "أصبح الآن أساسيًا في اللعبة السياسية الليبية"، وأنّ المحيطين به لم يعد لديهم أي شك في أن ترشح نجل القذافي مقبول من قبل فرنسا، على حد وصف المجلة.