طوّر باحثون في تحالف بحثي من كلية العلوم البيولوجية بجامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا، اختباراً سريعاً للكشف عن الأجسام المضادة المعادلة لفيروس كورونا ويمكن إجراء الاختبار، الذي لا يتطلب سوى قطرة دم من طرف الإصبع، في غضون 10 دقائق دون الحاجة إلى مختبر. ولا توجد حالياً اختبارات مماثلة متاحة تجارياً.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فرضت البلدان تدابير صارمة لتقليل التفاعل الاجتماعي والتحركات عبر الحدود، ورغم قدرتها على منع الانتشار إلى حد ما، وأثرت هذه التدابير بشدة على الاقتصادات وسبل العيش،
ويتضمن المسار نحو استعادة الحياة الطبيعية تحقيق مناعة القطيع ضد الفيروس، إما بشكل طبيعي أو من خلال التطعيم الشامل، ولتقييم مناعة القطيع وفاعلية برامج التحصين ضد اللقاح، من الضروري فحص السكان لوجود الأجسام المضادة المعادلة على نطاق أسرع وأكبر.
وكجزء من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم، يتم إنشاء الأجسام المضادة المعادلة، إما عن طريق التعرض للفيروس أو اللقاح، وللوقاية الفعالة من العدوى الفيروسية، يجب إنتاج هذه الأجسام بكميات كافية.
ويشير عدد الأجسام المضادة المعادلة الموجود في الأفراد إلى ما إذا كانوا يمتلكون مناعة وقائية ضد الفيروس واحتمال تعرضهم لنتائج خطيرة في حالة الإصابة، ويمكن أن يحدد اختبار هذه الأجسام ما إذا كان ينبغي إعطاء الأفراد الذين تم تطعيمهم لقطات معززة لحماية إضافية ضد الفيروس.
ورغم توفر الاختبارات التشخيصية لـ«كوفيد - 19»، لا يزال الكشف عن الأجسام المضادة المعادلة يتم بشكل عام في المستشفيات ومختبرات التشخيص المتخصصة.
وفي الوقت الحالي، يتم اكتشاف هذه الأجسام بشكل شائع باستخدام اختبارات تحييد لفيروسات (VNTs)، والتي تتطلب التعامل مع الفيروس الحي، ومرفق يحتوي على احتياطات صارمة للسلامة الحيوية والاحتواء، وموظفين مهرة ويومين إلى أربعة أيام من وقت المعالجة،
وبالتالي، فإن هذه الاختبارات ليست قابلة للتطبيق على عدد كبير من الاختبارات والمراقبة بسبب العملية المطولة التي قد تضع ضغطاً على القدرات المختبرية الحالية؛ لذلك فإن هناك حاجة إلى تطوير وسائل أكثر كفاءة للاختبار بشكل أفضل تسمح بإجراء اختبار فوري لنقاط الرعاية والمراقبة الجماعية للأحداث أو أماكن العمل، ونقاط الدخول الحرجة مثل نقاط تفتيش الهجرة.
وقال الدكتور ميغان ماكبي، المدير العلمي في تحالف كلية العلوم البيولوجية بجامعة نانيانغ ومعهد ماساتشوستس، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للتحالف في 12 نوفمبر الحالي «مع الانفتاح التدريجي للحدود والاقتصادات والمجتمع، سيكون إجراء الاختبار الصحيح والمعلومات أمراً حاسماً، ليس فقط للتخطيط لهذا المستقبل، لكن أيضاً لضمان إمكانية القيام به بأمان دون إعاقة الجهود الحالية للحد من انتشار الفيروس».
ووفقاً لبيانات فريق البحث، التي نُشرت في العدد الأخير من المجلة الطبية والصحية العامة «كومينيكيشن ميدسين»، فإن اختبار تحييد الفيروس السريع المطوّر حديثاً، الذي ابتكروه، تحت اسم (cpVNT)، يكتشف الأجسام المضادة المعادلة للفيروس في عينات البلازما في غضون 10 دقائق.
ولإجراء الاختبار، يمزج المستخدم قطرة من دم أنملة الإصبع مع محاليل التفاعل ويضعها على شريط ورقي، قبل إدخالها في جهاز قارئ محمول يكتشف إشارات الأجسام المضادة المعادلة ويعكس النتائج، ويوفر هذا الاختبار دقة تصل إلى 93 في المائة، وهي أعلى من الطرق المعملية المماثلة المستخدمة حالياً.
وأضاف هادلي سايكس، الباحث الرئيسي في التحالف والأستاذ المساعد في معهد ماساتشوستس «ستستفيد المدارس وأماكن العمل أيضاً بشكل كبير من الاختبار، ويمكن تقييم ما إذا كان ينبغي النظر في تلقي الشخص لقاحاً معززاً من خلال هذا الاختبار السريع، حيث تتوفر النتائج في غضون دقائق من عينة دم بأطراف الأصابع».
واكد بيتر بريزر، باحث رئيسي مشارك في التحالف أنه إلى جانب اختبار اكتشاف المناعة الحالي، يمكن تعديل الاختبار لرصد المناعة ضد المتغيرات الأخرى للفيروس، ويمكن أن يوفر هذا معلومات حول الفعالية المحتملة للقاحات المختلفة ضد كل متغير، أو ما إذا كان يجب على المرء السفر إلى المناطق التي قد يكون لها معدل مرتفع من متغير معين».
ويجري حالياً المزيد من التطوير للاختبار للحصول على الموافقة عليه من قبل السلطات التنظيمية والتصنيع للاستخدام العام، وقام فريق التحالف الذي طوّر الاختبارات أيضاً بتأسيس شركة ناشئة للتكنولوجيا الحيوية تحت اسم «ثريكسين»، والتي تعمل على تطوير الاختبار إلى منتج جاهز تجارياً.