قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الفكر يكون على ثلاثة أنحاء:
وأضاف عبر صفحته على فيس بوك أن الاول هو الفكر السطحى وهو الذي ابتلينا به في عصرنا الحاضر؛ ينظر للأشياء من الخارج ويفسرها بطريقة ساذجة ويتعامل مع الأحداث بانطباع وليس بعقل ولا بمعرفة المآل وما تؤول إليه الأشياء فإذا استثير ثار, وإذا أُنكر عليه انهار ..ما هذا ؟ هذه تصرفات غير عاقلة لأنها سطحية من الخارج.
ونوه أن هناك تفكيرا آخر هو : التفكير العميق ويشترك فيه الإنسان مؤمناً كان أو كافراً لا يختص بتفكير دون تفكير بل بقدرة وهبها الله للإنسان في ربط المعلومات, والذكاء في حقيقته وفي تعريفه الأصح هو قوة ربط المعلومات, فالإنسان عنده قوة وهبها الله له في ربط المعلومات, والمعلومات تأتيه عن طريق الحواس فيتلقاها ويفكر فيها ويرتب بعضها بعض .. فوق بعض وبجوار بعض فيستنبط من المقدمات النتائج, وهذه القوة هي قوة ربط المعلومات وهي الذكاء فتراها سريعة قوية واضحة عند بعضهم وتراها بعكس ذلك عند بعضهم, و{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } فترى أحدهم ذكياً وترى الآخرغبياً بليداً لا يستطيع ربط المعلومات ولا استخراج النتائج من المقدمات, هذا تفكير عميق ذكى وترى هذا يحقق كثيراً من مصالح الدنيا.
ما التفكير المستنير
الثالث: التفكير المستنير ..مستنير الألف والسين والتاء بتدخل استنار يعني طلب النور ومستنير يعني طالب للنور يقع عليه يضئ طريقه فهو مضيئ مستنير وهو يضئ لغيره الطريق مثل الشمعة تشتعل فتضيئ لغيرها الطريق, مستنير وربما يكون التفكير العميق مستنيراً ؟ أو بمعنى أصح ما التفكير المستنير ؟ التفكير المستنير لا يصلح أن يكون تفكيراً سطحياً, التفكير المستنير يجب أن يكون عميق لكنه ليس فقط عميق يجب أن يكون هناك ضوء .. نور جاء له .. وقع عليه نوره .. ما هذا الضوء ؟ { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } الذكر .. ذكر الله وربط الأشياء به ومعرفة قضية الكون وغايتها ومعرفة كلام الله وهدايته هذه هى الإستنارة فلو فكرتم بعمق ووصلت إلى أن هذه الورقة التى في الشجر مكونه من اليخضور ومن البلازما ومن الكلوروفورم وكذا إلى آخره تفكير عميق ومفيد ونعمل من الحاجات دي معجون أسنان ليقاوم التسوس .. تفكير عميق ومفيد ولكن كونك أن تربط هذا بالله وترى هذا الكون فتستندل من هذا الأمر الذي قد مكنك الله منه وبه على الله ،وكونك قد التزمت بمراد الله في كونه من صلاح الأرض وعدم إفسادها ومن التعمير لا التدمير, ومن التحبيب لا التخريب, وإذا فعلت ذلك فأنت في نطاق الاستنارة, في نطاق الاستنارة لأنك قد أدخلت الله مقصود الكل في المسألة.
وأشار الى أن الذي يعيش وقد ولى ظهره لله وحرم نفسه من فتح الله ، وحرم نفسه من هداية الله فأنى له الاستنارة ! فالنور خارج عن دائرته فهو في دائرة الظلمة لا في دائرة النور وإن كان يفكر تفكيراً عميقاً, إذاً عندما يقول { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } ينقلنا من دائرة الظلام إلى دائرة النور لا يرض لنا أن نفكر التفكير السطحى ،ولا يرض لنا أن نقف عند التفكير العميق ؛ بل يأمرنا أن ندخل به بهذا التفكير العميق الذي به العمارة إلى نور قد آتى من عند الله { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } ذكر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } بهذا البيان .. فاللهم اجعلنا من الشاكرين.