قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في ذكرى ميلاده.. ماذا قال الناقد طه حسين عن شوقي وحافظ؟| نوستالجيا

طه حسين وأحمد شوقي
طه حسين وأحمد شوقي

في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر من عام 1889، ولد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي أكد في كتابه الأيام الذي تضمن مقتطفات من سيرته الذاتية أنه منذ نعومة أظافره كان يتمتع بنقد لاذع، ولكن ما حال هذا النقد عندما يكتب عن الشاعرين الكبيرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.

وفي مجلة "الهلال" الصادرة بتاريخ الأول من ديسمبر 1932، كتب طه حسين عن فقد مصر والعالم العربي للشاعرين الكبيرين. كتب طه حسين "في أقل من ثلاثة أشهر فقدت مصر لسانيها الناطقين، وفقد الشرق العربي شاعريه العظيمين حافظا وشوقي، وكأنما أراد القضاء أن يمهل أمير الشعراء شهرين وبعض شهر ليرثى حافظا ويصفه بعد موته كما مدحه حافظ وأثنى عليه وأعلن إمارته في حياته".

خصومة العميد مع العملاقين

لكن هل كان بين طه حسين والشاعرين العملاقين خصومة؟ يوضح عميد الأدب العربي "أريد أن أكون مؤرخا للشعر المصري الحديث، وأن أكون منصفا في هذا التاريخ ما وسعني الإنصاف ومدت لي أسبابه، وهيئت لي وسائله، ولعل أول الإنصاف أن أعترف بأني قد عرفت الشاعرين وكان بيني وبينهما ما يكون بين الناس من قرب وبعد ومن مودة وإعراض، وإني لم أكد أشيع كلا من الرجلين إلى حيث أراد الله له أن يكون، حتى أخذت نفسي بأن أنسى ما كان بين شخصيهما وبيني من هذه الخصومات الباطلة التي تعرض للناس في الحياة، وألا أستبقى منها إلا الخير الذي يدعو إلى الحب ويثير في النفس عاطفة الحزن والألم ويطلق اللسان والقلب بهذا الدعاء الخالص الصادق البريء الذي نسميه الاستغفار".

نشأة الشاعرين

تقارب مولد الشاعرين، فقد ولد شوقي عام 1868، وحافظ سنة 1872، لكن نشأتهما اختلفت أشد الاختلاف. ولد أحدهما بباب إسماعيل حيث البأس والعزة والغنى والترف، وحيث الاعتزاز بالنفس والازدراء للشعب، وحيث هذه الأنرة التي تخيل إلى صاحبها أن كل شيء مسخر له وأنه هو لم يسخر إلا ليستأثر بنعيم العيش. وولد حافظ في بيئة متواضعة لا نصيب لها من بأس ولا سلطان.

وتحدث لطفي السيد مع طه حسين قائلا إن الشاعرين خدعاه، فقد نصح لطفي السيد حافظ إبراهيم بترك الشعر إلا أنه الأخير رفض، بينما كان شديد الإعجاب بشعر شوقي يقرأه "في لذه تكاد تشبه القتنة، وأثني عليه كلما لقيته فمازال شوقي يكسل ويقصر في تعهد شعره حتى ساء ظني بشعره الأخير".

واعترف طه حسين بأنه يؤثر حافظا على شوقي في حياتهما، وكان يختص شاعر النيل من المودة والحب بما لم أختص به أمير الشعراء "لأن روح حافظ وافق روحي ولأن كثير من أخلاق حافظ وافق أخلاقي".

من الأشعر؟

وقال طه حسين إن كلا الشاعرين قد رفع لمصر مجدا بعيدا في السماء، وكلاهما غذى قلب الشرق العربي نصف قرن أو ما يقرب من نصف قرن بأحسن الغذاء، وكلا الشاعرين قد أحيا الشعر العربي ورد إليه نشاطه ونضرته ورواءه. وكلا الشاعرين قد مهد أحسن تمهيد للنهضة الشعرية المقبلة التي لابد أن تقبل، هما أشعر أهل الشرق العربي منذ مات المتنبي وأبو العلاء.

ويحب طه حسين شاعر النيل، فهو أحسن تصوير نفس الشعب وآلامه وآماله، وأتقن إحساس الألم وتصوير هذا الإحساس وشكوى الزمان. ولكن شوقي "أخصب من حافظ طبيعة، وأغنى منه مادة، وأنفذ منه بصيرة، وأسبق منه إلى المعاني، وأبرع في تقليد الشعراء المتقدمين".