فى حكم نهائى أنقذ طلاب الطب من أسنان الجاموسة! فى أغرب قضية نادرة الحدوث فى تاريخ التعليم المصرى الذى دوماً ما يشهد على التفوق والتفرد والنبوغ للطالب المصرى حيث وقف طلبة وطالبات دفعتين بكلية طب الأسنان بجامعة دمنهور أمام محكمة القضاء الإداري يصرخون من التعليم وفشله وأصروا حتى وصلوا لحكم نهائى بعد حصولهم على شهادة من المحكمة الإدارية العليا تؤيد حقهم فى التعليم.
الحكم التاريخي الصادر لصالح دفعتين كاملتين بالفرقتين الأولى والثانية بكلية طب الأسنان بجامعة دمنهور من محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة.
وإلزام المحكمة المجلس الأعلى للجامعات توزيع طلاب الفرقتين الأولى والثانية عام 2015 وعددهم 320 طالباً من كلية طب الأسنان بجامعة دمنهور على كليات طب الأسنان المناظرة لها بالجامعات المصرية باعتبار أن دراسة طب الأسنان بدمنهور دون توفير المعامل والأجهزة والمعدات اللازمة لتلك الدراسة ضرورة قصوى وضرراً فاحشا بمستقبل الطلاب يجب إزالته.
على أن يكون ذلك التوزيع طبقاً لقواعد التوزيع الجغرافى بحسبانه معياراً موضوعيا وحيداً عادلا يحول دون شطط جهة الإدارة فى توزيع هؤلاء الطلاب على الجامعات المختلفة , وذلك بتوزيع كل طالب على أقرب جامعة لمحل إقامة كل منهم وهى جامعات الإسكندرية وطنطا وكفر الشيخ والمنصورة.
وذلك تطبيقاً للقاعدة الأصولية التى تقضى بأن "الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف"مع عدم المساس بالمراكز القانونية التى اكتسبها هؤلاء الطلاب فى اجتيازهم الامتحانات السابقة على صدور الحكم , و إلزام الجامعات الأربع المذكورة بمنح هؤلاء الطلاب برامج دراسية مكثفة نظرية وعملية تعوضهم عما فاتهم من مناهج دراسية.وقد تخرج هؤلاء الطلاب كأطباء من الجامعات التى تم توزيعهم عليها تنفيذا للحكم عامى 2018 /2019 و 2019/2020 , وقد أصبح هذا الحكم نهائياً وباتاً .
حيث تقدم الطلاب و قالوا للقاضى كانوا " لا يوجد معامل بالكلية ولا تجهيزات ويدربونا على أسنان الجاموسة " , فما كان من القاضى ، إلا أن أغلق الكلية وأمر بتحويلهم ل 4 جامعات طبقاً للمعيار الجغرافي , ولأول مرة فى تاريخ القضاء العربى القاضي المصرى يطبق قاعدة من وسطية الإسلام الحنيف " الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف " فى قصة نادرة وأليمة كانت نهايتها سعيدة بإنقاذ مستقبل دفعتين من طلاب الطب من أسنان الجاموسة !
وترجع قصة طلاب الفرقتين الأولى والثانية بكلية طب الأسنان بجامعة دمنهور أنهم عام 2015 وقفوا جميعا بأسرهم أمام القاضى الإنسان المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة واكتظت بهم المحكمة عن آخرها وخارجها فأعطى لهم الفرصة وشرحوا قضيتهم فقالوا " أنه تم افتتاح كلية طب الأسنان عام 2015 جامعة دمنهور وتم قبول دفعتين فقط وجاءت الفاجعة أن الكلية وهي من الكليات العملية خالية من الأدوات اللازمة للدراسة بالكلية ".
فسألهم القاضي أمام الحاضر عن الجامعة : هل الكلية بدأت الدراسة بدون توفير أى معامل حتى الاَن ؟ قال الطلاب سيدي القاضي " الوضع كارثى والكلية استقبلتنا دفعتين دون أن تكون مجهزة بالمعامل مثل باقى كليات طب الأسنان بالجامعات المصرية الأخرى " ثم سألهم القاضي الحصيف بفطنته : ألا يوجد أى تدريب لكم فى دراستكم العملية ؟ أجاب الطلاب بشئ جلل وقالوا " أنهم كانوا يدربوننا بكلية الطب البيطرى على أسنان الجاموسة ! " ومن هول المفاجأة أعاد القاضى ذات السؤال , فأجاب 320 طالب فى صوت واحد بصحة التدريب على أسنان الجاموسة ! فسألهم القاضي هل لكم طلبات أخرى ؟ فقال الطلاب :" أن بقاءنا بتلك الكلية ضار بمستقبلنا و بالصحة العامة للمواطنين لعدم تدريبنا على مختبرات أسنان الإنسان ونطلب العدل ".
فتقدمت سيدة والدة إحدى الطالبات وهى تبكى وتحتضن ابنتها المنهارة وقالت : " سيدى القاضى أننا نحن أولياء الأمور نموت نفسياً منذ بداية العام بسبب عدم وجود معامل بطب أسنان دمنهور وتدريب أبنائنا وبناتنا على أسنان الجاموسة ونطلب إنقاذ مستقبلهم من الضياع في أسرع وقت " .
فقال القاضى الإنسان لهم جميعاً فى جملة بليغة " أعلم أن العام الجامعى أيام وينقضى ويستحيل استعادتها ، وأعلم أن الإنسان أيام إذا مرت الأيام انقضى بعض الإنسان, ثم نطق القاضى بالحكم بغلق الكلية فوراً وتحويل الطلاب إلى الجامعات الأخرى طبقا للمعيار الجغرافي وسط فرحة عارمة وبكاء هستيرى من طلاب الطب وآبائهم وأمهاتهم لإنقاذ مستقبلهم فى أغرب القضايا وادهشها كما يبدو فى فيديو سجلته عدسة الزمن للطلاب باكين مهللين فرحاً " الصحافة فين القضاء أهو ".