الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتلى وجرحى ورصاص وغاز مسيل للدموع.. ماذا يحدث في السودان؟

ارشيفية
ارشيفية

شهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، وعدة مدن أخرى، احتجاجات عارمة طيلة يوم أمس، تنديدًا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها الجيش السوداني، واجهتها الشرطة وقوى الأمن، بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، والغازات المسيلة للدموع، ما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ومنذ صباح السبت، انتشر بكثافة في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وعناصر من قوات الدعم السريع وأغلقوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.

 

وقالت تقارير إعلامية عديدة، وشهود عيان، إن الأجهزة الأمنية استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، في محاولة منها لتفريق مئات الآلاف من المحتجين، الذين خرجوا في جموع غفيرة.

وقالت لجنة الأطباء المركزية السودانية إن عددًا من المحتجين سقطوا قتلى، فيما أصيب العشرات بالرصاص وعبوات الغاز، بعضهم حالتهم حرجة، ولاحقاً ذكرت اللجنة ومصادر طبية أن 5 أشخاص لقوا مصرعهم، فيما لا يزال العشرات يتلقون العلاج في المشافي القريبة من أمكنة التجمعات، وأن هناك عددا كبيرا من الإصابات المتفاوتة بالرصاص الحي في مناطق الخرطوم المتفرقة.

كانت وكالة رويترز ، نقلت عن شهود قولهم إن قوات الأمن طاردت أيضا المحتجين في الشوارع الجانبية بأم درمان؛ حيث احتشدت مجموعات للمشاركة في احتجاجات بأنحاء البلاد للتنديد بالأوضاع منذ نهاية الشهر الماضي.

جاء ذلك بعد ساعات من أداء أعضاء مجلس السيادة السوداني الجديد القسم الدستوري أيضا، الجمعة، أمام رئيس المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس القضاء السوداني.

وقال البرهان، في تصريحات عقب أداء الأعضاء الجدد اليمين الدستورية: إن "تشكيل المجلس يأتي في إطار تصحيح مسار ثورة ديسمبر وجاء بعد مسيرة طويلة من المشاورات مع كل مكونات القوى السياسية والاجتماعية".

وأضاف رئيس مجلس السيادة السوداني أن "باب المشاورات مفتوح ومتواصل من أجل تحقيق الوفاق السياسي وإتمام انتخابات حرة ونزيهة في موعدها المقرر".

والجمعة، أعرب بيان أمريكي بريطاني نرويجي سويسري أوروبي عن القلق البالغ بشأن إعلان مجلس سيادي جديد في السودان.

ودعا البيان إلى عودة عبدالله حمدوك رئيس الحكومة المعزول والحكومة الانتقالية للسلطة.

وأضاف أن إعلان تشكيل مجلس سيادي جديد في السودان يعد إجراءً أحاديا يقوض الالتزام بالإطار الانتقالي.

ويمثل مجلس السيادة المؤلف من 14 عضوا مناطق السودان، لكنه لا يضم أي عضو من تحالف قوى الحرية والتغيير السياسي الذي كان يتقاسم السلطة مع الجيش منذ 2019، ما يعني فعليا حل الشراكة الانتقالية.

انحراف عن المسار

وقالت الشرطة السودانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي، إن مظاهرات السبت كانت ذات طابع سلمي، لكن سرعان ما انحرفت عن مسارها، مشيرةً إلى أن المواجهات أسفرت عن إصابة 39 فردا من الشرطة بإصابات جسيمة.

وأكدت الشرطة السودانية أن العديد من أقسامها تعرضت للاعتداء من قبل المتظاهرين، وشددت على أنها لم تقم بإطلاق النار خلال التعامل مع المتظاهرين، وأنها تستخدم الحد الأدنى من القوة.

من جانب آخر، قال الطاهر أبو هاجة، مستشار قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان حررت شهادة وفاة لمن يدعون أنهم يحتكرون الشارع السوداني.

وأضاف أبو هاجة، في تصريحات صحفية، تعقيبا على المظاهرات أن" الأمن السوداني أظهر انضباطا عاليا في التعامل مع المظاهرات"، مشيرا إلى أن "لجنة أطباء السودان جسم هلامي وهمي".