الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجن العاشق .. خالد الجندي يكشف حقيقته

 الجن العاشق
الجن العاشق

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إن النبى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعرف بوجود الجن عندما جاء الجن ليستمع إليه إلا بعد نزول الوحى عليه.

 

واستشهد «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، بما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فأمْكَنَنِي اللَّهُ منه فأخَذْتُهُ، فأرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ علَى سَارِيَةٍ مِن سَوَارِي المَسْجِدِ حتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِن بَعْدِي، فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا»، واضح تماما أن النبى كان يحترم دعوة سليمان اللى هو غيبى .
 

وأوضح: أنه بمنتهى البساطة النبى -صلى الله عليه وسلم- مكن فى هذا الحديث بأمر من الله لعلة أخلاقية أراد الله أن يعلمك إياها عن النبى -صلى الله عليه وسلم- إنما فى المعتاد لم يكن لدى النبى -صلى الله عليه وسلم-  الخواص السليمانية فى السيطرة على الجن.

 

الجن العاشق

وأكمل: أن الجن عندما ذهب يسمعوا للنبى -صلى الله عليه وسلم- لم يعرف أنهم موجودون، قال تعالى «قُلْ أُوحِى إليّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا»، ولولا أن ربنا قال قل أوحى إليّ، فالنبى -صلى الله عليه وسلم- لم يعلم بوجود الجن حوله إلا بالوحى فكيف لشخص عادى يقول إنه يشعر بالجن أو يقول أصل أنا عارف أن فى جن راكبه أو ممسوس أو معموله عمل أو عارف أن عندها جن عاشق هذا الكلام أن فى حد بيتاجر بأمخاكم».

 

الزواج من الجن

رفض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ما يشاع بين بعض الناس عن زواج الإنس من الجن أو العكس، أو أن الشياطين تسرق الأموال والذهب من المنزل، مؤكدًا أن هذا تزييف بالعقول.

 

ولفت إلى أنه : «فور انتهاء الحلقة ستجد من يقول إن هذا الكلام الوارد بها كله خطأ، ويبدأ فى حكى تجاربه الشخصية ستجد من يقول إن فانلة سرقت رغم أنه يوجد قميص وكرافتة مثل مسرحية فؤاد المهندس، ومن يقول عن النار اشتعلت فى منزله وكل هذه الأحداث ناتجة عن تغفيله أو أحد ضحك عليه من داخل منزله وجاى يرمى جهله وبلاه علينا ويقولنا الجن ويفتح الباب لكل حرامى ومرتشى».

 

وتابع: «فى ناس عندها هوس وضلالات ويقولك متزوج من جنية واللى يقولك متزوج من تحت الأرض، هذا الكلام يحصل نتيجة رعونة بعض الشيوخ فى تبيين الحقائق بشكل علمى ومنهجى وتزييف العقل وتزييف البحث العلمى، فبقينا أضحوكة لدرجة أن واحد مثل الإمام أبو حنيفة والذى قال لا أفتى بهذا أبدًا».

 

وأشار إلى أن الإمام أبو حنيفة رفض الإفتاء بذلك، وقال من الممكن أن تأتى امراة حاملاً من الزنا وتقول من الجن، متسائلاً: «حتى متى ستصبح الأمة منكوبة بفتاواها؟».

 

 

اتهام الجن بالسرقة

وتعجب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من اتهام الجن بالسرقة، قائلاً: «أنت شيخ مُعاصر ومن المُؤسف أن تقول هذا الكلام، وأن الجن سرق أموالك من المنزل، يا مولانا شوف اللي بيسرقك جوا بيتك». 

 

وأضاف «الجندي» أن اتهام الجن بالسرقة مُصيبة وكارثة وليلة سوداء، لأن كلام من أفتى بذلك خاطئ، لأنه يتعارض مع قدرة الله تعالى لحفظ الإنس من الجن، حاشا لله تعالى، مُتسائلاً: «طيب ليه إحنا مش بنسرق الجن، طب ليه مكتوب علينا إحنا اللي نتركب منهم، الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- عندما قال له شخص أنه مركوب من الجن، فقال له الشيخ محمد الغزالب أراك طويلاً عريضًا لماذا لم تركبه أنت.. مضيفاً: هل إحنا مكتوب علينا نكون ملطشة!». 

 

وشدد على أن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي أمسك الجن الذي كان يسرق من بيت الزكاة، صحيح ورواه البخاري ومسلم، ولكن يفسره البعض خطأ أن الذي أمسكه أبوهريرة «شيطان» من الجن وليس الإنس، موضحًا: فيحتمل أن يكون الشيطان الذي أمسكه أبو هريرة -رضي الله عنه- من شياطين الإنس وليس الجن، أو أن يكون شخص أصابه مس من الجن، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه- أن اللص شيطان أي ممسوس من شياطين الجن، مؤكدًا أن المس من الشيطان ورد  في القرآن الكريم، كقوله تعالى: «لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس».

 

وتابع: المس قد يحدث للإنسان أكثر من 20 مرة يوميًا مثل النسيان غير المبرر والعصيبة غير المبررة والملل والخوف، مضيفاً: فمس الشيطان لا يحول الإنسان إلى غزالة أو قرد مثلاً!، بل هو حالة من حالات التغيّر النفسي».

 

واستدل على وجود شياطين من الإنس، بقول الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ»، فهم شياطين من الإنس والجن، وقدم ذكر الإنس لعظم شرهم وعظم خطرهم على بني آدم، لأنهم يتصلون بهم، ويشرحون لهم أهدافهم الخبيثة، ويدعون إليها، فخطرهم عظيم، وبلاء كبير، وكيدهم شديد.

 

وتساءل الشيخ خالد الجندي: «هل لازم يكون الشيطان المذكور في الحديث من الجن، ممكن أن يكون من الإنسان، وآية الكرسي تحفظ الإنسان من الإنسان المؤذي وتحفظه أيضًا من الجن. 

 

وأكد أن الله تعالى أمر أن تكون الشياطين مخفيّة لانراها قال تعالى: «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ»، فكيف يمسك أبو هريرة -رضي الله عنه- بالجن، إذن هو من شياطين الإنس وليس الجن، موجهًا رسالة قائلاً: لماذا تصرون أنكم تفسروا حديث أبي هريرة أن الحرامي من الجن، وليس من الإنس لكي تفتحوا الباب لكل حرامي أن يسرق!».