الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يتعامل المسلم مع الابتلاء.. اعرف رأي العلماء

كيف يتعامل المسلم
كيف يتعامل المسلم مع الابتلاء.. اعرف رأي العلماء

قال الشيخ محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، إن الابتلاء الذي يتعرض له المسلم في حياته بما فيه من مشقةٍ وشدةٍ وعسر ومعاناة، إلا أن فيه منح إلهية وجوائز ربانية جعلها الله لعباده المؤمنين وللمجتمع والأمة المسلمة، فمنها رفع الدرجات وتطهير النفوس وتزكيتها.

وأضاف "مهنا" مستشهدا بقوله تعالى: ما أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" [الحديد: 22]، فلا يكمُلُ إيمانُ عبدٍ ولا يستقيمُ حتى يؤمنَ بالقدرِ خيرِه و شرّهِ.
جزاء الصبر على المرض ..  سؤال ورد للشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

,قال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه إذا ابتلي الإنسان بالمرض فعليه أن يتحلى بالصبر الجميل، والصبر الجميل هذا الذي لا شكوى معه، والله- تعالى- وعد الصابرين بوعد لم يذكره بسواهم، فقال- تعالى-: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

أسباب الابتلاء

للابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران– إلى جانب حكمة الله- تعالى- في قضائه وقدره، الأول: الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، سواء كانت كفرا أو معصية مجردة أو كبيرة من الكبائر، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة، « وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ» (النساء: 79)، قال المفسرون: أي بذنبك.

 

والسبب الثاني : إرادة الله- تعالى- رفع درجات المؤمن الصابر، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة، ويكتب عند الله من الفائزين، وقد رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجة العالية في الجنة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ».

قالت دار الإفتاء، إن الله تعالى ابتلى سيدنا أيوب في عافيته وأهله وماله، فجمع بين ألم المرض وألم فراق الأحبة، ورغم ذلك صبر واحتسب، فشفاه الله ورد عليه ماله وأهله وزاده مثلهم.. ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 44].
وفي سياق أخر أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله -تعالى- أمرنا بالصبر عند نزول البلاء، فقال -سبحانه وتعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [آل عمران:200].

وأضاف « جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتاعي « فيسبوك» أن الله رتب الفلاح على الامتثال للأمر بالصبر والمصابرة، وأخيرًا بأن الصبر خير لنا، قال -سبحانه-: « وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، [النساء:25].

ونبه عضو هيئة كبار العلماء أن الله- سبحانه- أمرنا عند لقاء العدو بالصبر إذ يقول حكاية عن عبادة المؤمنين: « رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ» [الأعراف:126] ، وجعل الله الصابرين في معيته -سبحانه- فيقول: «وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»[الأنفال:46].

وأشار المفتي السابق أنه عن مطلق الخيرية في الصبر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»، (رواه مسلم‎) .

 

واستدل بما روى عن أبى هريرة  - رضى الله عنه- قال، قال  رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة»، (رواه ابن حبان)‎ لافتًا: في هذا بيان لجزاء الصبر عند المرض والبلاء كفقد الإنسان بصره.