الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آبي أحمد على وشك السقوط.. قائد عسكري للناتو يطالب بتدخل قوات أمريكية في إثيوبيا

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

نشرت وكالة بلومبرج الأمريكية، مقالًا للقائد العسكري السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الأدميرال الأمريكي جيمس ستافريديس، اقترح فيه تدخل قوات أمريكية لوقف الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا بين القوات النظامية لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد وقوات المعارضة المسلحة المؤلفة من جبهة تحرير شعب تيجراي وجيش تحرير أورومو.

 

وقال ستافريديس، إن إثيوبيا كان يبدو أمامها مستقبلًا واعدًا حينما فاز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام بعد توقيعه معاهدة سلام مع إريتريا أنهت حالة حرب بين البلدين استمرت حوالي 3 عقود، غير أن هذا المستقبل الواعد سرعان ما تحول إلى موت ودمار، مع تفجر الصراع بين حكومة آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي منذ عام كامل، حققت المعارضة خلاله انتصارات حاسمة إلى أن اقتربت من العاصمة أديس أبابا إلى حد ينذر بالإطاحة بالحكم القائم.

 

وعدّد ستافريديس، الأسباب التي تدعو الولايات المتحدة إلى التدخل مباشرة لوقف الحرب في إثيوبيا، فالأخيرة تحتل قلب القرن الأفريقي، وبالرغم من كونها دولة حبيسة لا تطل على بحار دولية فإنها تُعد المركز الاقتصادي والسياسي لشرق أفريقيا، وعاصمتها أديس أبابا هي العاصمة الدبلوماسية لأفريقيا، إذ تستضيف لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا ومقر الاتحاد الأفريقي وغيرهما من المنظمات الدولية.

وثانيًا، تحتل إثيوبيا مكانة مركزية في السياسة العامة والأمن في القارة، وقال السفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأفريقي روبن بريجيتي إن "استقرار إثيوبيا يؤثر على المنطقة بأكملها، من جنوب السودان الغني بالنفط إلى المركز التجاري لكينيا. وسيؤثر عدم الاستقرار في إثيوبيا على عدد لا يحصى من المصالح الأمريكية في المنطقة وخارجها، من مكافحة الإرهاب والتجارة إلى مواجهة الصين وتعزيز الديمقراطية"، لا سيما وقد أصبح شرق أفريقيا ومنطقة الساحل أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية، وقد سحبت إدارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب معظم القوات الأمريكية من مهام التدريب والأمن هناك.

 

وثالثًا، تواكب الحرب في إثيوبيا أزمة إنسانية تتفاقم باستمرار، وتتوقع الأمم المتحدة تحركات جماعية للاجئين وفظائع أكبر ومستوى عالٍ من الجوع إذا اندلعت حرب أهلية كاملة. وقالت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "لا أحد يربح هذه الحرب الطائشة التي تجتاح أجزاء متزايدة من البلاد".\

 

وأخيرًا، هناك جالية إثيوبية كبيرة في الولايات المتحدة على تواصل مع جذورها في إثيوبيا، ومؤخرًا بدأ عشرات الآلاف من أبناء هذه الجالية في التظاهر بالعاصمة واشنطن مطالبين بوضع حد للحرب والفظائع في بلادهم.

 

وأضاف ستافريديس أن لكل الأسباب آنفة الذكر، فإن للولايات المتحدة مصلحة قوية في التدخل في إثيوبيا للمساعدة بتسوية الأزمة، والخطوة الأولى في هذا الصدد هي التفاوض على وقف إطلاق نار يؤدي إلى محادثات بين الجانبين. 

وتحاول جهود الوساطة الدولية، بقيادة الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو تحت رعاية الاتحاد الأفريقي ، تهيئة الظروف لوقف القتال، بمعاونة المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان.

 

وتابع ستافريديس أن واشنطن يجب أن تمنح فيلتمان حرية استخدام العصا والجزرة، أي الاستمرار في معاقبة الحكومة الإثيوبية لانتهاكاتها لحقوق الإنسان، مع تقديم المساعدة وغيرها من المساعدات للسكان المدنيين كحافز لوقف إطلاق النار.

 

وبرأي ستافريديس، يجب أن تكون الولايات المتحدة أيضًا على استعداد للمشاركة في جهود حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة لفصل الأطراف المتحاربة، واستخدام قدراتها اللوجستية لضمان تدفق المساعدات إلى كل منطقة، فالقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا لديها معرفة عميقة بالمنطقة والإثيوبيين، ويمكن أن تساعد في تشكيل قوة حفظ السلام تلك.

 

وختم ستافريديس بالقول إن إرسال قوات أمريكية إلى شرق أفريقيا قد يثير حساسيات في أروقة السياسة الداخلية الأمريكية، لكن قبل 3 عقود وقف العالم متفرجًا على نحو مخزٍ وشاهد حربًا أهلية طاحنة في رواندا. وبينما تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بصياغة استراتيجية لإشراك القارة بأكملها، فإن المساعدة في وضع حد للمقتلة الدائرة في إثيوبيا أمر منطقي للغاية الآن.