قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية اليوم الجمعة، أن هناك تقارير استخباراتية ترجح فرض واقع تقسيم إثيوبيا إلى عدة مناطق قريبا، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات والمعارك الضارية في إثيوبيا، في ظل اقتراب قوات جبهات التحرير تجاه العاصمة أديس أبابا، بعدما حققت تفوقا عسكريا على الجيش الفيدرالي بقيادة نظام رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، منذ أن عقدت جبهة تحرير تيجراي تحالفا مع جبهة تحرير أورومو.
وتعيش إثيوبيا أياما حاسمة في مصير نظام رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد علي، وهذا ما كشفت عنه تطورات الصراع الدائر هناك بداية من العام الماضي، وحتى الآن، ولعل أبرز ما ظهر على الساحة هو تحالف 9 جماعات داخلية رافضة لحكمه وفي مقدمتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
السيناريو الأول
وفي هذا الصدد، قال الدكتورمحمد عبد الكريم، الباحث فيالشأن الأفريقي، إن الخيارات المتاحة أمام نظام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تقل بشكل كبير، ويظل أبرزها هي التضحية برأس النظام وتراجع القوى الداعمة له بسبب أساليبه مثل الشخصنة في إدارة البلاد، موضحا أن تلك القوى بعد أن تتخلى عن آبي أحمد يمكنها الدفع بسيناريو تفعيل الحوار السياسي الوطني الشامل بعد تأجيلات متكررة قبل انتخابات يونيو 2021 وبعدها، والتوقف عن رهن هذا الحوار بموقف إقصائي ومشروطيات غير واقعية.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المسار الذي يتوقع تحييد مواقف القوات الأمهرية العدائية في مناطق متفرقة بالتزامن مع وقف الأعمال العسكرية مرحليا، والتضحية بنظام آبي أحمد، يعززه شركاء إثيوبيا الدوليين، أبرزهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتفادي فشل إثيوبيا بشكل تام، وما سينتج عنه من تداعيات خطيرة في الإقليم.
ما بعد آبي أحمد
وأوضح أن التقارير الأثيوبية منذ 3 نوفمبر الجاري أكدت أن آبي أحمد بالفعل يبحث عن خطط خروجه من البلاد إلى منفى اختياري، يرجع أن يكون العاصمة الكينية نيروبي، مشيرا إلى أن خيار استمرار آبي أحمد على رأس السلطة السياسية المتآكلة و التصادمية حتى النفس الأخير، لا يقل صعوبة عن سابقه من جهة تعميق الأزمة الاقتصادية والسياسية المستحكمة في البلاد دون أي آفاق حقيقة للخروج منها، ودون أي ضمانات لتدشين حوار سياسي ووطني حقيقي في ظل هذه الأزمة وتداعياتها بالغة الحدة على أغلب سكان إثيوبيا.
وأكد أنه من المتوقع أن تعمق عزلة النظام الإثيوبي حال استمراره، خسائر البلاد وتأجيل تحقيق أي تسوية، والتي تمثل إلحاحا غربيّا ودوليا، وتعيد الاستقرار لابنية الدولة وانضباط سياساتها الخارجية، مشيرا إلى أن هذا السيناريو تتضح قوته عندما ننظر إلى رفض آبي أحمد استقبال المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان خلال زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا 5 نوفمبر الجاري، رغم أن الهدف من الزيارة كان محاولة إيجاد مخرج مناسب للأزمة الإثيوبية.
السيناريو الثالث
واختتم قائلا: "إن الخيار الأخير، وهو مستبعد، يتمثل في إقدام آبي أحمد على إعلان سلام مع كافة القوى السياسية والعسكرية المناهضة لنظامه في البلاد ضمن صيغة "مؤتمر وطني" لإعادة إطلاق مرحلة انتقالية شاملة في البلاد تتضمن حدا أدني من الشمول الوطني، ويهدد هذا الخيار رفض القيادة السياسية المعارضة بإقليمي التيجراي والأورومو على الأقل أي دور سياسي لاآبي أحمد مستقبلا".