EN
عمرها تجاوز قرن من الزمان و تأبى فرقة " الريس على" للمزمار البلدي أن يتوقف عزفها عن إمتاع الجماهير العريضة التى اعتادت وجودهم فى الكثير من الحفلات و المناسبات التى يتم إحيائها بمحافظة قنا و صعيد مصر على مدار العام.
فرقة "الريس على" التى انطلقت من مدينة قفط جنوب قنا ، فى نهايات القرن التاسع عشر ، يتوارث رايتها شباب العائلة جيلا بعد جيل لاستكمال مسيرة أجدادهم فى العزف على المزمار البلدي، حتى أصبحت المصدر الرئيس لدخل العائلة.
" الريس " كلمة يحملها كل من يجيد ويحترف العزف على المزمار البلدي ، فكل عضو فى فرقة المزمار يحمل لقب " الريس" بمجرد الانضمام للفرقة ، فى حين أن أعضاء الفرق الموسيقية لا يحملون نفس اللقب ، دون أن يعرف أحد السبب وراء ذلك.
قال الريس حجاج على محمود، مسئول الفرقة، تعلمت المزمار من والدى و أجدادي، فقد ولدت فى عائلة يتميز جميع أفرادها بالعزف على المزمار، حيث يمتد عمر الفرقة التى تحمل اسم عائلتي أكثر من ١٠٠ عام ، و يتوارث الأجيال المهنة جيلا بعد جيل، و لا يقتصر عملنا على مركز قفط، فتاريخ العائلة فى المزمار جعلها تنتشر فى معظم محافظات الصعيد.
و أضاف محمود ، المناسبات التى تشارك فيها فرقتنا كثيرة ومتعددة ، منها إحياء احتفالات مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ونكون خلالها بجوار الخيول لإضفاء نوع من البهجة على المرماح، إضافة للأفراح التى يقيمها بعض الآباء لأبنائهم يوم الزفاف لكنها لم تعد كما كانت من قبل، وكذلك موالد أولياء الله الصالحين التى تقام كل فترة فى بلد ما.
و أوضح محمود، بأن الفرقة بدأت على يد جدنا الريس محمود محمد، وتوارثها الريس أحمد حداد، مروراً بالريس خليل سعيد ، و أخيراً الريس على ، والذى يعتبر القائد الحالى للفرقة والذى يتولى توزيع الأدوار والتواصل مع الراغبين فى حضور فرقة المزمار.
و أشار الريس أحمد على محمود ، إلى أن العزف على المزمار البلدي، رغم الوراثة إلا أنه موهبة لا يمتلكها إلا قليل ممن يجيدون التحكم فى طبقاتهم الصوتية و تحمل النفخ فى المزمار لأوقات طويلة قد تصل لساعات فى بعض الأحيان، حتى أن الكثير من الموهوبين فى العزف يتركونها نتيجة الإرهاق الذى قد يحدث لأفواههم و أحبالهم الصوتية.
و تابع محمود ، آلة المزمار توجد منها أحجام مختلفة لكنها تتفق فى الشكل والتصميم ونوع خشب المشمش الذى تصنع منه المزامير، لافتاً إلى أن آلة المزمار ضمن الآلات الموسيقية التى يمكن أن تعمل لفترات طويلة دون غناء ، كونها تعتمد على تقديم أغنيات و نغمات متنوعة بصوت الآلة التى تسحر آذان المستمعين بأدائها، كما أن فرق المزمار تعمل فى الكثير من الأحيان منفردة و أحياناً مع فرق غنائية.
و أضاف محمود ، خلال فترة عملنا التى تمتد لسنوات طويلة تجولنا بين محافظات مصر المختلفة ، لكن أكثر أماكن عملنا تتركز فى محافظتي قنا و الأقصر والتى اعتادت على إحضار فرق المزمار البلدي لإحياء مناسباتها المختلفة، خاصة التى يكون فيها مرماح خيول أو تحطيب.
المزمار البلدي آلة موسيقية مصرية من آلات النفخ الخشبية تصنع من خشب المشمش ، ابتكرها المصريين القدماء منذ آلاف السنين وفقاً لما دونته جدران المعابد الفرعونية، و ينتشر المزمار بكثافة فى صعيد مصر ، يحتوى على سبعة ثقوب يستخدمها العازف لإخراج النغمات المرغوبة، إضافة لعدة ثقوب فى الأسفل لإخراج صوت الآلة، و يطلق على عازف آلة المزمار لفظ " زمار" .
