عندما تسقط الرحمة من القلوب، وتتحجر المشاعر، يقسو الأب على أبنائه، ويتبدل حضن الأم الذي يحنو على أبنائها إلى جمر، ومصدر للعذاب، لدرجة القتل وإلقاء الجثة في الشارع، للتخلص من العقاب دون أن تشعر حتى بتأنيب ضمير، للاستمتاع بحضن زوجها وضمان رضائه عنها.
بلاغ بالعثور على جثة طفلة بالمعتمدية
تلقى مركز شرطة كرداسة، بلاغا بالعثور على جثة طفلة أسفل عقار بشارع جمال عبدالناصر، بمدينة النجوم في المعتمدية امام مغلق خشب، وتحرر محضر بالواقعة، وتم إخطار اللواء رجب عبد العال مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، الذي وجه بسرعة الانتقال لفحص البلاغ وبيان ملابساته.
وانتقلت قوة لمسرح البلاغ، وتبين من الفحص ومناظرة الجثة، أنها لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات تقريبا، وبجسدها بعض اللكمات المتفرقة، واثار حرق بقدمها، وبعض السحجات، ولم يتعرف عليها أحد من أهالي المنطقة.
شكل اللواء مدحت فارس مدير الادارة العامة للمباحث، فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، وتم اعداد خطة بحث برئاسة العميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع اكتوبر، تضمنت عدة بنود ارتكزت على إعادة معاينة مكان البلاغ «مكان العثور على الجثة» واعادة مناقشة مقدمي البلاغ، واهالي المنطقة، اضافة الى فحص بلاغات التغيب بمركز كرداسة والمراكز والاقسام على مستوى الجمهورية.
خطة بحث شاملة لسرعة ضبط الجناة
اشتملت خطة البحث، على فحص كاميرات المراقبة، للتوصل لخط سير الجناة، ورصد تخلصهم من الجثة، ونجح ذلك البند في تحديد خط سير الجناة ورصد القاء الجثة وهروبهم.
واشارت التحريات بقيادة العقيد علي عبد الكريم، مفتش مباحث قطاع شمال اكتوبر، الى ان المجني عليها تدعى «حبيبة. ع. م ـ 5 سنوات»، وأن وراء قتلها كل من «رباب. ر ـ 26 سنة» والدة الطفلة القتيلة، و«كمال. م ـ27 سنة» وشهرته "كمال الخواجة"، زوج والدة الطفلة، ويعمل حداد مسلح، وسبق اتهامه في عدة قضايا، وايضا اشتراك شقيق المتهم الثاني من الام ويدعى «محمد. ر ـ ١٣ سنة» ميكانيكي، في التخلص من جثة الطفلة.
72 ساعة كشفت خيوط الجريمة
72 ساعة كاملة قضتها مباحث الجيزة، في جمع الخيوط اللازمة لحل لغز العثور على جثة الطفلة، وآثار الضرب والتعذيب، وانتهت عملية البحث المكثفة بتحديد هوية الطفلة، وقاتليها، حيث تبين أن والدتها وزوج الأم وشقيقه، وراء تعذيبها حتى الموت والتخلص من جثتها بإلقائها في الشارع للإفلات من العقاب.
وترأس العميد معتصم رزق، رئيس مباحث مركز كرداسة، عدة مأموريات، وتم نشر أكمنة ثابتة ومتحركة نجحت في ضبط المتهمين
الأم: أنا صاحبة فكرة إلقاء الجثة في الشارع
فور القاء القبض على المتهمين، اعترفت أم الطفلة المجني عليها بعلمها بتعذيب زوجها لابنتها، بل كانت تساعده قائلة: «كنت بشوفه وهو بيطفي السجاير في جسمها، وبناوله العصاية عشان يضربها، وكنت بسكت، وأنا كمان اللي اقترحت عليه نرمي جثتها في الشارع عشان منروحش في داهية».
وأضافت أن زوجها اعتاد ضرب ابنتها مستخدما عصا خشبية واسلاك كهربائية، واطفاء السجائر في انحاء متفرقة من جسدها، وانها كانت تقوم بمساعدته في تعذيب طفلتها باعطائه ادوات التعذيب خوفا منه، وانهما اثناء تواجدهما في شقة بمنطقة بولاق الدكرور، اعتدى زوجها على طفلتها بعنف، واستمر في ضربها حتى لفظت انفاسها الاخيرة، فاقترحت عليه التخلص من الجثة لعدم كشف امرهما، فاستجاب لها المتهم واستعان بشقيقه، ووضعوا جثة الطفلة داخل بطانية والقوها امام مغلق الخشب بكرداسة، وعادوا للشقة ثم فروا هاربين منها.
بمواجهة زوج الأم وشقيقه، اعترفا بارتكابهما الجريمة، وبرر زوح الام تعذيب الطفلة بتأديبها، وانه اعتدى عليها بالضرب حتى الموت، تم تحرير محضر بالواقعة واحيل للنيابة العامة التي تولت التحقيق.