الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحلام مستغانمي : أحاول دائمًا حمل هموم الإنسان العربي ما استطعت

أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي

وصفت الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي نفسها بأنها كاتبة قضيّة، مشيرةً إلى أنّ جلّ أعمالها الأدبية تتحدث عن قضايا وهموم الوطن العربي، وأن الشهرة  كانت قصاصها  وواقعاً فرض عليها، فهي سيّدة العتمة وترى أنّ الكاتب لا يمكن أن يكتب تحت الأضواء الكاشفة، وأن كتاباتها في الحب هي تأملات ومشاهدات من خلال علاقاتها وملاحظاتها، لافتةً إلى أنّها قد تغيّر رأيها  في هذا المجال حسب نشرتها العاطفية . 

جاء ذلك خلال جلسة التقت فيها قرّاءها ومحبيها تحت عنوان "القارئ كاتباً"، ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، أدارها الإعلامي مصطفى الآغا، حيث اكتظت قاعة الفكر بمئات الحاضرين، واصطف القراء حتى منتصف الليل للحصول على توقيع أعمال مستغانمي.

 وعبّرت مستغانمي خلال الجلسة عن حجم سعادتها لمشاركتها في هذا الحدث الدولي الكبير، مشيرةً إلى أنّ أجمل ذكرياتها تتواجد في هذا الحدث على أرض الشارقة، حيث حدث في الدورة السابقة أن وقّعت لأكثر من سبع ساعات متواصلة وغادرت المعرض الواحدة والنصف ليلاً؛ كما ردت على تعليق لمصطفى الآغا عن جمال ثوبها، بأنها اعتادت أن تكون حاضرة في الشارقة بالثوب  العربي احتراماً لإمارة هي  قلعة العروبة، ولم يحدث أن دخلت إليها إلا بثوب عربي، وهذه إحدى طقوسها الخاصة عند زيارتها للمدن التي لها معزًة خاصة في وجدانها كمدينتها قسنطينة .

 زمن الحروب

وقالت مستغانمي: "أعيش في عالم قرّائي أكثر مما أعيش مع عائلتي وأبنائي، فأنا أقرأ كل ما يكتبونه على  صفحتي، بعد أن أصبح كل من قرأني كاتبا، وتحوّلت من كاتبة  إلى قارئة لقرائي، ففي زمن الحروب والتهجير الذي  تعيشه كثير من الشعوب العربية  لكل قصة يرغب في روايتها وهي وسيلته في الشفاء من مأساته. لديّ قرّاء ومتابعون من مختلف أقطار الوطن العربي أهبهم  قسطا من وقتي على أهمّيته، لعلمي بأن القليل قد يغيّر حياة أحدهم".

وتحدّثت مستغانمي عن منصات التواصل الاجتماعي، وقالت: "دخلت إلى عالم منصات التواصل الاجتماعي مكرهة، وحتى فترة قريبة لم أكن من يدير صفحاتي، وجدت نفسي مجبرة على تعلّم آلية استخدامها بسبب انتشار صفحات كثيرة باسمي؛ هذا العالم لا يشبهني ".

 مراجعات حقيقية

وتابعت مستغانمي: "التكنولوجيا عبثت بنا وسرقت منا الكثير من مباهجنا الجميلة، رغم أنها جعلتنا في متناول الأحبة، ولكن أصبحنا بسببها  مباحين  أي مستباحين، فلا وجود لأيّة خصوصية، نعيش كأننا مطاردين بآلة تصوير؛ أحب عتمتي، فالكاتب لم يخلق للضوء، وهو ليس نجماً، بل  عليه أن يشبه قراءه لا أن يتميّز عنهم، هذا ما يجعله محبباً لديهم". 

وأضافت: "لدي حساسية مفرطة تجاه حالة التشاوف المتزايدة  في انتشارها، واستعراض كل ما هو ليس في متناول ملايين البشر اليوم، ولا بدّ من مراجعات حقيقية لهذه الحالة، فالقدوة عند الأبناء تغيرت عمّا كانت بمفهومنا، والاهتمامات اختلفت، فأصبح الثراء السريع هو الغاية أي لا جدوى من العلم"، وأكدت أنها لم تسعى يوماً إلى الشهرة، ولم تقبل أيّ عرض لاستغلال إسمها إعلانياً.

واختتمت الروائية الجزائرية حديثها بالقول: "أتقبّل شهرتي كاختبار لنعمة أكرمني الله بها، وأحاول دائماً أن أحمل هموم الإنسان العربي ما استطعت، وأن أكون وفيّة في ذلك،  لقد كانت  لي أمنيات كبيرة، تغيرت مع الزمن، وأمنيتي الآن هي راحة البال في هذا الزمن الصعب، وما يعنيني الأكثر أن أنقذ سيرتي الذاتية، فلابدّ أن أوثّق كل الحروب التي استنزفتني، حتى لا أقع فريسة التشويه والافتراء بعد ما أرحل كما حدث مع كتاب غيري".