الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الله يقلب الإنسان في الدنيا بين الخير والشر لأنها دار تكليف

 الله يقلب الإنسان
الله يقلب الإنسان في الدنيا بين الخير والشر لأنها دار تكليف

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى يقلب الإنسان بين الخير والشر وذلك لأنه قد جعل هذه الدار دار تكليف لا دار تشريف، بدأ مع الإنسان بدار التشريف فخلقه في الجنة من غير تكليف إلا أنه وجهه ألا يأكل من هذه الشجرة هو وزوجه {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} فنزل من أرض التشريف إلى أرض التكليف فالإنسان في أصله مشرف، ولذلك أسجد الله له الملائكة، وهو مشرَّف ولذلك بدأ معهم من غير تكليف، واستمر التشريف للطفولة.

وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن الطفل عندما يولد وإلى أن يبلغ ليس مكلفًا إنما هو في حالة التشريف، بعد ذلك يبدأ التكليف، والتكليف يستلزم الابتلاء فعندنا امتحان، اختبار، ابتلاء، الابتلاء هو الامتحان والاختبار فيقلب الله سبحانه وتعالى هذه الحياة ولم يجعلها خالصة من غير كدر، من غير نكد، من غير مشكلات، من غير أزمات، من غير كوارث، من غير مصائب لا بل فيها كل ذلك فيها الكوارث، وفيها المصايب، وفيها الشر، وفيها الخير، وفيها الضيق، وفيها السعة اختبارًا وابتلاءً {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ} يمتحنكم يختبركم {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} وبعد ذلك {وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} يعني بعد ذلك سنرجع إلى الله سبحانه وتعالى ليحاسبنا، ليعطي من فعل خيرًا الخير، ويعطي من فعل شرًا الشر، نبلوكم، نختبركم، نمتحنكم.

وأشار علي جمعة أن الله سبحانه وتعالى يقلب علينا الخير والشر لأننا في دار تكليف، ولأن هذا التكليف فيه مشقة فهو نوعٌ من أنواع الابتلاء والاختبار، إذن فلابد من نتيجة الامتحان، ونتيجة الامتحان تظهر يوم القيامة، ولذلك من دعاء الصالحين (اللهم إنا نسألك حسن الختام).

وتابع علي جمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن حسن الختام هذا هو الأساس، وأنه بيد الله «فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا»، الذراع 42 سم لم يحصَّل نص متر، خطوة الإنسان 75 سم يبقى أكتر من الذراع ، «حتى لم يبق بينه وبينها إلا ذراع» يعني بينك وبين الجنة 42 سم ، «فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار» ولماذا هذا القلق ؟ ليحفزك على عمل الخير، يحفزك على الخوف الإيجابي وهو الخوف من الله {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} .